الأربعاء 10 سبتمبر 2025 05:31 صـ
الجارديان المصرية

رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحرير عبد النبى عبد الستار

مقالات

د. هانى المصرى يكتب : خيانة أمريكية على أرض قطر.. ومصر تكتب ملحمة السيادة الوطنية

د. هانى المصرى
د. هانى المصرى

لم تكن الولايات المتحدة يومًا حليفًا وفيًّا لأحد، بل أثبتت عبر التاريخ أنها لا ترى في شركائها سوى أدوات مرحلية تخدم مصالحها، ثم تلقي بهم عند أول مفترق طريق. ولعل آخر الأمثلة الصارخة على هذا النهج ما جرى في قطر، حيث يتواجد الجيش الأمريكي منذ سنوات طويلة بحجة "الحماية" وتوفير مظلة الأمن، فإذا بالمجال الجوي القطري يُخترق من طيران الاحتلال الصهيوني لتنفيذ غارات داخل الأراضي القطرية، بينما القوات الأمريكية تكتفي بالصمت، بل والتواطؤ بالصمت المريب.

هذا المشهد لا يعكس إلا حقيقة واحدة: أن الحليف الأمريكي لا يُؤتمن، وأن وجوده على أراضي أي دولة لا يعني حمايتها بقدر ما يعني تكبيل سيادتها وربط مصيرها بقرارات البيت الأبيض وتوجهاته.

مصر.. السيادة خط أحمر

على الضفة الأخرى، ظل الموقف المصري ثابتًا وراسخًا: لا قواعد أجنبية على الأرض المصرية. هذا المبدأ لم يأت من فراغ، بل من إيمان عميق بأن مصر التي أنجبت أعرق الجيوش في المنطقة، قادرة على حماية حدودها وأرضها ومقدراتها دون وصاية من أحد.

لقد رفضت مصر دومًا إغراءات وتسهيلات عروض استضافة قواعد أجنبية، وأكدت أن الجيش المصري العظيم ووراءه الشعب المصري الأبي، خُلقا ليكونا الحامي والدرع والسيف، لا المستضيف ولا التابع.

دروس في السيادة الوطنية

التجربة المصرية تقدم درسًا بليغًا للعالم: أن السيادة لا تُشترى بالدولارات ولا تُستعار من مظلة أجنبية، بل تُبنى بالوعي الوطني، والاعتماد على القدرات الذاتية، وإعلاء قيمة الاستقلال. ولهذا، فإن مصر تكتب في كل مرحلة فصلًا جديدًا في كتاب السيادة الوطنية، وتؤكد للعالم أجمع أن الشعوب الحرة قادرة على حماية أرضها وعرضها ومقدراتها دون أن تفتح أبوابها للاحتلال المقنع تحت مسمى "القواعد الأجنبية".

وختاماً يا سادة

إن ما حدث في قطر يؤكد من جديد أن أمريكا هي الحليف الخائن، وأن من يراهن على مظلتها الأمنية يراهن على سراب. أما مصر، فهي الاستثناء العربي الخالد، التي تعلم العالم معنى أن تكون دولة ذات سيادة، حرة القرار، منيعة الإرادة، صلبة كالجبال، لا تفتح أرضها إلا لأبنائها، ولا تحمي سماءها إلا بجيشها.

د.هانى امصرى خيانة أمريكية على أرض قطر.. ومصر تكتب ملحمة السيادة الوطنية الجارديان المصرية