سماح السيد تكتب : العنف في الشارع المصري... أزمة مجتمع أم أزمة فرد؟


في الفترة الأخيرة شهد الشارع المصرى جرائم عنف متعددة ومختلفة من كل الجوانب والأشكال،مشاده كلامية تتطور الي اشتباك بالأيدي حادث مروري ينتهي بدماء جرائم جديدة على سيكولوجية الشخصية المصرية المعروفة بطيبة القلب والجدعنة والإقدام على مساعدة الغير بينما كانت لغه المصري الإبتسامه ،اصبح العنف اليوم لغه بديله في مواجهة المواقف اليومية، ظهرت بعض السلوكيات الغريبة التي اتخذت من العنف أشكالًا عديدة وغير مألوفة على مجتمع بهذه الصفات. وهنا يبرز السؤال: هل العنف أزمة مجتمع أم أزمة فرد؟
لا يمكن إنكار أن بعض مظاهر العنف ترتبط بأشخاص يفتقدون السيطرة على انفعالاتهم، أو لم يتلقوا تربية قائمة على قيم الحوار والتسامح. هؤلاء الأفراد يتعاملون مع الخلافات البسيطة وكأنها معركة حياة أو موت، فيتحول الموقف العابر إلى جريمة مكتملة الأركان. مع ضعف الوعي وانعدام ثقافة الاحتواء
لكن لا يمكن أن نغفل أن الفرد جزء من نسيج أكبر. الضغوط الاقتصادية، والازدحام المروري،وغياب الوازع الديني وتراجع دور التعليم والإعلام في نشر القيم الإيجابية، كلها عوامل تُغذي العصبية وتزرع الغضب في النفوس. ومع غياب الردع القانوني السريع والحازم، يجد البعض في العنف وسيلة سهلة لفرض السيطرة. هنا يتحول الأمر إلى أزمة مجتمع، لا مجرد أزمة أشخاص بعينهم
لم يعد العنف مشهد عابر بل اصبح مشهد حاضر يوميا الأمر الذي أصبح مثير للدهشة والذي تحول من أزمة فرديه الي احتقان مجتمعي،هنا لايصبح المواطن عنيفاً بالفطره بل مضغوط إلي حد الانفجار فهل نلوم الفرد ام نحاسب المجتمع؟ وكيف يمكن استعادة صوره الشارع المصري كمساحه للتعايش والتعامل بالحسنى لا التعامل بالصراع؟ الحقيقة أن الأمر ليس خيارا بين احدهما الفرد مرأة المجتمع ،والمجتمع ينعكس في سلوك افراده معالجه الظاهرة تتطلب اصلاحآ مذدوجآ والإصلاح يبدأ من الأسرة وبناء وعي فردي قائم علي التسامح وضبط النفس وغرس قيم المحبه وهنا يأتي دور المجتمع والمتمثل في دور الإعلام والذي له تأثير كبير علي تشكيل سلوك الأفراد بدل الانزلاق الي ثقافة التريند ،تطوير المنظومة التعليمية وتعزيز الوازع الديني ،تعزيز وجود الشرطه في الشارع بأسلوب يوازن بين الحزم والاحترام،الشارع المصري لايحتاج الي كاميرات ترصد مشاهد العنف بل الي سياسات اعلاميه ومحلية تعيد الإعتبار الي قيم التسامح والعفو والتعاون ،هنا فقط يعود الشارع المصري الي حقيقته ساحه للأمان لا مسرحآ للجريمة والعنف.