صخرة الدرعية تتحدث: المحارب يحول 120 متراً مكعباً من الحجر إلى أعظم شاهد بصري على تاريخ المملكة
في قلب الدرعية التاريخية، تُرسم ملامح جديدة للحضارة على إيقاع الفن. فقد أزاح الفنان التشكيلي والخطاط السعودي إبراهيم المحارب الستار عن عمله الملحمي الذي أعاد تعريف فن النحت في المنطقة: "جدارية الدرعية".
هذه الجدارية ليست مجرد إضافة فنية للموقع، بل هي إعلان عن ميلاد وثيقة تاريخية منحوتة، تُعد الأضخم في شبه الجزيرة العربية، وتجسد أصالة البيئة النجدية في قالب فني معاصر لا مثيل له.
المحارب يُجسد التحدي: عمل يدوي بعمق 13 طبقة
في تحدٍ غير مسبوق للمادة والزمن، اختار المحارب أن ينحت هذا العمل الهائل على الحجر الطبيعي 100%، متجنباً الخلطات الصناعية بالكامل، ليضمن للجدارية الخلود والبقاء. وقد بلغت أبعاد هذه الصخرة الفنية المتحولة 6 أمتار ارتفاعاً في 20 متراً عرضاً، بسماكة وصولها إلى 20 سم، وهو حجم جداري يفرض هيبته على المكان.
يكمن الإبهار الفني في تقنية التنفيذ؛ فبدلاً من الطرق الحديثة، اعتمد المحارب على النحت اليدوي المتقن والمدعوم بصبر عظيم. وقد وظف الفنان 13 مستوى مختلفاً من العمق والإزاحة في عملية النحت.
هذه المستويات المتدرجة خلقت تأثيراً شبه ثلاثي الأبعاد، محوّلة سطح الحجر إلى صفحات حية تُخرج الزخارف والمباني من قلب الكتلة الصخرية. إن هذا المجهود يضاهي عمل فريق من النحاتين ويجسد مقولة أن المحارب "نحت في الصخر بأظافره" إيماناً منه بأن التراث لا يحفظ إلا حين ينحت بصدق.
عناصر الجدارية.. مزيج الهوية البصرية:
تعمل الجدارية كبساط بصري يمزج بين أيقونات الهوية النجدية:
- العمارة التاريخية: تظهر تفاصيل المباني الدرعية القديمة بدقة لافتة، من أبراج الحراسة الشامخة إلى النوافذ الطينية والمداخل التقليدية. وقد تم نحت كل عنصر بدرجة عمق مختلفة لتعكس حيوية المشهد المعماري.
- الزخرفة النجدية الروحية: تمتد النقوش الهندسية والرموز المتوارثة، مثل الأشكال المثلثية والنجوم الثمانية، على امتداد الحجر، لتصبح بمثابة "وشم" يحمل رموز الحرفة والهوية النجدية.
- الخط العربي الحامي: تنتشر الحروف العربية بخطوط أصيلة وممتدة، وكأنها تحيط بالعمران وتحتضنه، لتؤكد على دور اللغة في صون وحراسة الذاكرة الثقافية.
ليست مجرد زيارة.. بل رحلة عبر الزمن
الوقوف أمام هذه التحفة هو تجربة حسية فريدة. إنها ليست لوحاً منقوشاً فحسب، بل هي بوابة حجرية تفتح على ماضي الدرعية المجيد. يستطيع الزائر أن "يسمع" صوت البنائين، و"يشم" رائحة الطين القديم، و"يلمس" بأصابعه ذاكرة المكان.
في النهاية، أراد إبراهيم المحارب من هذه الجدارية أن تكون إرثاً للأجيال، ووثيقة خالدة تلهم الانتماء. لقد نحتها لتقول بوضوح: "هذا وطني... وهكذا نحافظ عليه"، لتثبت أن الفن التشكيلي السعودي قادر على تحويل الحجر إلى ذاكرة وطنية حية.














إخلاء سبيل ناشر فيديو ضرب رجل لابنته في جسر السويس بكفالة مالية
انهيار عقار بمنطقة الجمرك في الإسكندرية مكون من 8 طوابق
حبس سيدة 4 أيام بعد سكب مادة كاوية على وجه أخرى بسبب...
اليوم.. إعادة محاكمة 6 متهمين في قضية ”داعش أكتوبر”
سعر الذهب في الصاغة اليوم الأربعاء 12 نوفمبر 2025
سعر الذهب يستقر فى بداية تعاملات اليوم
سعر الدولار مقابل الجنيه اليوم في البنوك
أسعار الدولار الأمريكي أمام الجنيه المصري اليوم الجمعة 7 نوفمبر