جمال المتولى جمعة يكتب: القمة العربية الاخيرة مخيبة لآمال الشعوب العربية

امريكا خططت وشاركت فى العدوان الاسرائيلى على قطر لتحقيق اهدافها الابتزازية لدول الخليج واصبحت امريكا بما لايقبل التأويل هى الداعم الاكبر للكيان الصهيوني فى جرائمة المستمرة لإبادة الشعب الفلسطينى.
لم يكتف ترامب بالخمسة تريليونات التى جمعها اثناء زيارته القصيرة لدول الخليج (السعودية – الامارات – قطر ) وقال انها ثمن الحماية التى تقدمها امريكا لهذه الدول... لماذا لم تتصدى قوات الدفاع الجوية فى قاعدة العديد الامريكية للهجمات الاسرائيلية اين انظمة الرادار الجوى من الطيران الاسرائيلى المعتدى على المجال الجوى القطرى ..واين هى الحماية الامريكية لدولة قطر ,,السؤال الذى يبقى مطروحا.. لم يدرك بعد القادة العرب ان منظومة الدفاع الجوى المنتشرة فى دول الخليج عديمة الجدوى لعدم امتلاكهم مفاتيح تفعيلها لان من يقوم على تشغيلها اطقم امريكية لذلك لن تعمل اذا ما قامت دولة الكيان الصهيونى بالتعدى على تلك الدول .
لماذا جاءت نتائج القمة العربية الاخيرة فى الدوحة اسوأ مما توقعنا بكثير .. البيان الختامى للقمة جاء أكثر استسلاما مما توقعه الكثيرون .. القمة خرجت عن المسار التقليدى المأمول منها ولم تضع آليات حقيقية لتحويل الغضب الشعبى الى قوة ضغط سياسية واقتصادية ودبلوماسية فاعلة يمكنها ايقاف نزيف الدم وانتهاك السيادة من قبل الكيان الصهيونى النازى المدعوم من القيادة الامريكية على كافة الاصعدة وان تصدر قرارات اقلها دعم للمقاومة الفلسطينية التى تدافع عن ارضها وتطالب بتطبيق فورى لقرار مجلس الامن فيما يخص دولة فلسطين المستقلة وطرد السفراء وقطع العلاقات الاقتصادية والتجارية وتشكيل حلف عسكرى عربى / اسلامى على غرار (الناتو) من باب رد الفعل لا الفعل لان العدو الصهيونى لايعرف سوى لغة القوة .. اما الاستنكار والشجب والإدانة اصبحت اليوم محل اضحوكة من الشعوب واستهزاء من قبل الكيان الصهيونى
ان القمة العربية كانت مخيبة لآمال الشعوب العربية وان تصريحات نتنياهو الأخيرة تمثل استعراضا سياسيا وردا مباشرا على مخرجات القمة العربية واضاف ان العملية العسكرية الاسرائيلية المسماه "عربات جدعون 2 تستهدف استكمال احتلال مدينة غزة .
قمة 57 كوكبا هى قمة "الصفر" هكذا وصفتها صحيفة "هارتس العبرية" والتى قالت "صفر" قيمة قادة الدول العربية "صفر" أى لا قيمة لهم لانهم فى المربع الناقص على خريطة النظام العالمى لا نفوذ لهم, ولا صوت لهم , ولا وجه لهم وهم قادة مضطهدون من قبل القوة العظمى الامريكية وبدورهم يضطهدون شعوبهم "
جاءت مخيبة لآمال وطموحات عشرات الملايين من الشعوب العربية التى كانت تتطلع الى رد فعل عربى قوى بما يمتلكة العرب من اوراق ضغط وقوة الا انهم لم يجيدوا استخدمها ولكنها جاءت وبكل اسف مخيبة للآمال ,,الامر الذى فسرته دولة الكيان الصهيونى واعتبرته ضوء اخضر لاستمرار العدوان وارتكاب مزيد من المجازر بحق الشعب الفلسطينى لتحقيق رغباتها العدوانية بأن غزة "غنيمة عقارية" هل اصبحت غزة سبية لهؤلاء الرعاع ! غزة المدينة التى ولدت قبل التاريخ الانسانى كله وقبل أن تسمع البشرية بكلمة " يهود" يجرى تدميرها ومعالمها الحضارية الانسانية ومعابدها جامعاتها أسواقها التاريخية .
لذلك صعد الكيان الصهيونى من ممارساته اللانسانية والمنافيه لكل القوانين والاعراف الدولية والاتفاقيات الثنائية وقوانين حقوق الانسان ومازال يسعى فى مشروعه( الحلم الصهيونى ) دون أى عائق بعد ان ازالت قمة الدوحة العوائق من امامه.
57 دولة على رأسها 57 ملكا ورئيسا واميرا ومبعوثا برفقتهم عشرات من الحاشية استقلوا 57 طائرة مكثوا فى 57 جناحا فندقيا حسب مستوياتهم بتكلفة اثنين مليار دولار تقريبا كان هذا المبلغ يبنى غزة من جديد عمارات سكنيه ومستشفيات عامة ومدارس وجامعات حكومية .
اسقط القادة العرب قمتهم الطارئة من حساباتهم ذلك ان اوراق القوة الجديدة التى جاءت لهم هدية من السماء جراء العربدة والغطرسة الاسرائيلية فى المنطقة لم يستغلو نزول الملايين من الاوروبيين الى الشوارع احتجاجا على الجرائم الاسرائيلية بحق الفلسطينيين ولم يرتق فعلهم فعل بعض الدول الاوروبية التى قطعت علاقتها الاقتصادية كمملكة اسبانيا اوقفت صفقة سلاح ب 700 مليون يورو وقامت بحظر جميع الطائرات التى تحمل معدات عسكرية لاسرائيل ووضعت حظرا على المنتجات الاسرائيلية من الوصول الى الاسواق الاسبانية وزيادة الدعم الاسبانى لغزة .. ولم يحسن القادة العرب استغلال التفكك الذى يضرب المجتمع الاسرائيلى والتظاهرات التى تملء شوارع تل ابيب .وهذا يعني ان تلك الاوراق صارت هباء منثورا.

#جمال المتولى جمعة
المحامى -- مدير احد البنوك الوطنية بالمحلة الكبرى سابقا