الأحد 21 سبتمبر 2025 06:04 مـ
الجارديان المصرية

رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحرير عبد النبى عبد الستار

مقالات

.طارق محمد حسين يكتب : الكيان الغبي ووهم القوة.

الكاتب الكبير طارق محمد حسين
الكاتب الكبير طارق محمد حسين

من كان يظن أن الدولة العنصرية التي تأسست على رماد الحرب العالمية، والتي قامت وتغذّت على الدعم الغربي والأمريكي بلا حدود ، من كان يظن انها ستصل إلى هذه اللحظة السوداء؟ ،
نعم، أقولها بوضوح واتوقع أن إسرائيل ستنهار خلال عامين،
ما تعيشه اليوم ليس مجرد "أزمة أمنية" أو "تعثر سياسي"، بل هو زلزال وجودي يدك أركان المشروع الصهيوني من أساسه ، حركة المقاومة الفلسطينية لم تنتصر فقط في ساحة المعركة الحربية ، بل فجّرت خرافة "الدولة التي لا تُقهر"، وفضحت هشاشتها أمام العالم، المحتل يغرق في اوحال غزة رغم ما يقوم به من ابشع جرائم التطهير العرقي، وشعبه يهرب فالرحلات إلى أوروبا وأمريكا وكندا تُحجز بالكامل ،السفارات الاجنبية ممتلئة بطلبات الهجرة من فلسطين المحتلة، العائلات اليهودية تبيع ممتلكاتها بصمت ، والآباء يرسلون أبناءهم للدراسة في الخارج بلا نية للعودة ، هم لا يهاجرون… بل يفرّون نعم ، يفرّون كالفئران من سفينة تتهاوى ،مشاهد الذل لجنودهم أصبحت يومية ، جنود الاحتلال يبكون أمام الكاميرات ، مستوطنون يفرّون من الجنوب والشمال ، وزراء يصرخون ويهددون… بلا أثر ، وشعب بأكمله يعيش على الحبوب المهدئة ،
أي دولة تلك روجت أن جيشها لا يقهر والتي تُقصف عاصمتها ومستوطناتها يومياً ولا تستطيع الرد!! ، أي جيش هذا الذي يفشل في "تركيع غزة" والقضاء علي المقاومة الباسلةرغم آلاف الغارات؟ وملايين الاطنان من القنابل ألقيت علي شعب اعزل ،
أي قيادة هذه التي تتحدث عن النصر بينما الخراب ينهشها من الداخل؟ ،حركة حماس المقاومة كشفت كل شيء، لقد عرّت جبنهم وضعفهم ، ونفخت في جمرات الكراهية التي تأكلهم في الضفة الغربية ، والانتفاضة تقترب في الداخل الإسرائيلي، العرب يعيدون الثقة بأنفسهم.
أما هم ؟ فمتفرقون، خائفون، متآكلون.
إنهم اليوم كيان بلا مشروع، بلا بوصلـة، بلا مبرر. دولة بلا أخلاق، تقتل المدنيين وتعتقل الأطفال، ثم تطلب من العالم أن يصفق لها ويؤيدها ، لن تبقى إسرائيل كما نعرفها.
ربما تُصبح "دولة قلاع محاصرة"، أو "جيب يهودي مسلح" يعيش على فتات الحماية الأمريكية.
وربما تنهار تماماً، وتعود الأرض إلى أصحابها، لا أبالغ؟اسألوا التاريخ ،كل مشروع استعماري اعتمد على القتل والكذب إنهار، كل كيان قام على الظلم سقط، الساعة تدق وتقترب، وحين تسقط اسرائيل وهي بإذن الله ستسقط ، حينها سيتحدث العالم عن تلك اللحظة التي تخلّت فيها دولة عنصرية عن إنسانيتها، فخسرت كل شيء ، فإن لم يستفيق حكامها المتطرفون الآن، فسيذكرها التاريخ كأغبى أمة عاشت في وهم القوة بينما العالم يراها تنهار.

.طارق محمد حسين الكيان الغبي ووهم القوة الجارديان المصرية