وجيه الصقار يكتب : جريمة تعليم تونا الجبل


لعل الفيديو المنتشر لأطفال المدرسة الابتدائية فى "تونا الجبل" بالمنيا ، يجسد الخلل فى مرحلة انهيار العملية التعليمية، لجلوس تلاميذ 12 فصلا فى الحوش، لعدم وجود مدرسين، وهى حقيقة منتشرة فى معظم المدارس ولكن المديرين يخشون العقاب من قادة التعليم الذين لا يهمهم العمل ولكن المنظر ودون النتائج، الآباء جهزوا أولادهم بكل احتياجات التعليم وافضل الثياب والشنط، وربما استدانوا استعدادا للعام الدراسى، ولكن الوزارة لم تجهز لاستقبالهم مثلما العام الماضى الذى انفض "أونطة'"فى شكليات، وأقصاها التركيز على الحصص الإضافي، والاستعانة بمدرس بالحصة وتلك كارثة أخرى، لأنه جاء لعمل مؤقت لم يتدرب عليه ويرى النموذج فى ظلمه دون تعيين، ولا يضمن له الاستقرار، وتغيب عن الطالب أسس التعليم، فلا تستطيع محاسبة مدرس الحصة، اكتفت الوزارة بدور لجان السوء، لتكذيب مانراه بأعيننا من بهدلة الأطفال، والانطباع السئ لهم عن بلدهم العاجزة بمسئوليها أمام مشكلة هى أهون المشكلات، أشفقت على هؤلاء الأطفال لشعورهم بعجز الدولة النموذج عن توفير العملية التعليمية وقتل مشاعرهم، فلايلعبون أو يدرسون. وفى نفس الوقت لم تعلن الوزارة عن حل هذه المشكلة فورا أو المشكلات الأخرى، فلماذا يستمر الوزير ولماذا يستمر وكيل الوزارة والهيئة التعليمية العاجزة عن أداء عملها، مايحدث فى التعليم من خلل الآن لا مبرر له بحال، ولو أن هناك احتراما لانقلبت الدنيا لهذا الفيديو لكن كل شئ مهدر حتى حقوق الأطفال.. إن صورة الاولاد بهذا الوضع يجب ألا تمر لأنها جريمة حقيقية فى حق الوطن والأجيال.وما خفى أعظم ...