جمال المتولى جمعة يكتب : ذكرى رحيل الزعيم الخالد جمال عبدالناصر


تمر الايام وتتعاقب السنيين و الاعوام , وتأتى الذكرى الـ 55 لرحيل الزعيم / جمال عبدالناصر رغم عدم معاصرة الجيل الحالى له , الا انه يبدو وكأنه غادرنا بالآمس فصورته حاضرة فى العقل المصرى والعربى .. عندما توفى جمال عبدالناصر فى سبتمبر ١٩٧٠ لم تفقد الامة العربية قائدا فذا فحسب بل خسرت ايضا زعيما كان يقودها الى التحرر والمجد والازدهار زعيما تكالبت لمحاربته كل قوى الشر الاستعمارية الصهيونية العالمية .
فقد عاش عبدالناصر بمقاييس الزمن حياة قصيرة إلا أن السنوات الــ 18 من حكمه مثلت فصلا استثنائيا فى المشهد المصرى والتاريخ العربى , فخلال فترة رئاسته تمتع المصريون الفقراء بمزايا غير مسبوقة فى السكن والتعليم وفرص العمل والخدمات الصحية والتغذية فضلا عن العديد من اشكال الرعاية الاجتماعية.
استطاع الاقتصاد المصرى فى عهد "عبدالناصر" أن يتحمل تكلفة اتمام بناء السد العالى والذى يعد اعظم مشروع هندسى وتنموى فى القرن العشرين وتأميم قناة السوس وشهد الاقتصاد المصرى طفرة كبيرة فى زيادة مساحة الرقعة الزراعية بنسبة 15% , وزادت مساحة الاراضى المملوكة لفئة صغار الفلاحين وتم انشاء العديد من المصانع ومنها بناء مجمع مصانع الالمونيوم فى نجع حمادى واستطاع الاقتصاد المصرى عام 1969م أن يحقق زيادة فى فائض الميزان التجارى وكانت المحلات المصرية تعرض وتبيع منتجات مصرية من مأكولات وملابس واثاث واجهزة كهربائية وغيرها وانشأت مصر أكبر قاعدة صناعية فى العالم الثالث حيث بلغت عدد المصانع التى انشئت فى عهد عبدالناصر 1200 مصنع منها مصانع ثقيلة وتحويلية واستراتيجية .كما شهدت مصر العصر الذهبى للثقافة خاصة فى السينما والتلفزيون والمسرح والاذاعة والادب والفنون الجميلة والكوميديا والشعر والموسيقى
برحيل الزعيم جمال عبدالناصر تمددت اسرائيل وأصبحت أكثر خطورة وتضافر بعض قادة العرب لخدمة اسرائيل والدفاع عنها . ونفس ماكان يؤمن به موشى ديان يتحقق اليوم على يد الارهابى نتنياهو , فيدمر غزة ويقصف بيروت وقطر واليمن وسوريا وسط صمت عربى رهيب إن لم نقل تصفيق وتهليل بإستنكارات صوتية فارغة لتهدئة الشارع العربى .. مهما قيل او اشيع بعد كل تلك السنيين يبقى الزعيم جمال عبدالناصر هو الحاضر الغائب بعد ان استسلم الحكام العرب ووقعوا معاهدات مع الكيان الصهيونى المغتصب الذى لا يلتزم بمعاهدات او اتفاقيات .. سيطرت الدولة النازية على مقدرات الوطن العربى واستباحت اراضى عربية كثيرة وتحولت بعض الدول العربية التى تدور فى فلك الصهيونية الى دول حامية للكيان الصهيونى.
اليوم ها هى غزة الصامدة تنتفض وتقاوم وتقاتل بمفردها وسط صمت عربى مخزى ان المقاومة الفلسطينية الباسلة قد فضحت زبانية الاستعمار واظهرتهم على حقيقتهم امام العالم
لقد كان الزعيم / جمال عبدالناصر عملاقا وسط عمالقة عصره أصاب وأخطأ لكنه بقى حتى النفس الاخير مقاتلا ومناضلا من أجل المبادئ التى امن بها وسعى جاهدا الى تحقيقها فقد خاض حروبه ومعاركه من اجل تكوين هناك امة عربية قوية وقادرة من اجل وطن عربى كبير حر مستقل بهدف ان تكون أرض العرب للعرب وثروات العرب للعرب ..
#جمال المتولى جمعة
المحامى – مدير أحد البنوك الوطنية بالمحلة الكبرى سابقا