وجيه الصقار يكتب : الغباء يدير مكتب التنسيق


تثبت الأيام أن إدارة تنسيق القبول بالجامعات المصرية ليس فيها أى درجة ذكاء، ولا تستجيب لمتطلبات ومصلحة البلد والطلاب والأسرة المصرية، فالتنسيق غير متواكب مع التغيرات فى العملية التعليمية فى السنين الأخيرة، ويتبع نظاما قديما عقيما لا يناسب المرحلة الحالية، مع انتشار الجامعات الخاصة التى بلغت نحو 36 جامعة، والتى تستوعب أعدادا كبيرة من الطلاب المرشحين ربما 50 ألف طال، مقيدون فى نفس الوقت بالفعل بالكليات الحكومية، ويفضلون الخاصة، وبالتالى يتركون فراغا فى تلك الكليات دون إنذار، لذلك من المفترض أن يفتح مكتب التنسيق ثانية بعد استطلاع القوة الحقيقية للطلاب بالكليات الحكومية خاصة المركزية، ليعيد توزيع الطلاب المغتربين إلى تلك الكليات الأقرب لسكن الطالب ، فالفراغ بالكليات الحكومية سيظل طوال العام بهذه الكليات دون مبرر، بينما هناك تشتيت للطلاب بين مختلف المدن والجامعات، البعيدة عن سكناهم مع قلة راحة الأسرة المصرية و تحقيق خسائر فادحة فى استهلاك الطاقة زالمواصلات والغذاء ومصروفات مضاعفة وعذاب يومى، أوتعرض الطلاب للأخطار والحوادث اليومية، فإن نظام التنسيق الحالى البدائى لا يستجيب لتغيرات التعليم الحديثة لأن ربع أو ثلث الطلاب يقبلون بالجامعات الخاصة والتى باتت تستوعب نحو 50 ألف طالب بدءا من الطب والهندسة وغيرها، والمفترض أنه مع بداية العام الدراسى أن تكشف الكليات الحكومية عن عدد هؤلاء الطلاب الذين ارتحلوا إلى كليات خاصة، وتركوا فراغا كبيرا فى قوة الكليات الرئيسية، لذلك وجب على مكتب التنسيق معاودة العمل وفتح أبواب تقليل الاغتراب ثانية لسد العجز الكبير بالكليات، وتصعيد الطلاب الذين يرغبون فى كليات متوفر لها تلك الفراغات، فليس معقولا لطالبة من الأسكندرية وزعت على كلية فى أسوان والكلية المناظرة لها فى الاسكندرية أصبحت بها أماكن شاغرة لنحو ربع الطلاب ويمكن قبولها فى الأسبوع الثانى أو الثالث بعد الحصر لتقليل الاغتراب. فلن تكلف الكلية أى مبالغ إضافية، فالعدد شامل الجميع، إن عدم فتح أبواب التنسيق يدل عن غيبة ضمير حقيقية عن أحداث التعليم. ولابد للمواطن الاستفادة من هذا الخلل والنقص فى قوة الكلية. يقولون لك إنه عمل مكتب التنسيق وقد أغلق وتضيع الفرصة الحقيقية أمام الطلاب، لغياب الذكاء.. ويستمر عذاب الأولاد والأسر بل تزيد خسائر الدولة فى دعم المدن الجامعية وتبديد طاقات الدعم ليكون التعليم عذابا حقيقيا للطالب المغترب بلا هدف، بسبب أن العقول غير موجودة. أصبح من الضرورى استصدار قرار من المجلس الأعلى للجامعات، لإعادة فتح مكتب التنسيق لتوزيع الطلاب المغتربين نحو مناطق سكناهم، فلابد من تعديل هذا النظام االعقيم، مصدر العذاب الأسرى المبدد للطاقات بلا مبرر.. يجب على وزير التعليم العالى التدخل لإنقاذ عشرات الآلاف من الطلاب، بتقليل المسافات.. مازالت هناك أماكن شاغرة كثيرة بالفعل بينما الطلاب المغتربون فى عذاب يومى بعيدون عن سكناهم مئات الأميال دون أى مبرر مقنع ليت الضمائر تستيقظ.