الإعلامية سماح السيد تكتب : العشوائية على الأرصفة…” واقع يفرض نفسه”


مع تفاقم الأزمة الاقتصادية واللهث خلف جمع الأقوات، تحولت الأرصفة من ممرات للمارة إلى أسواق مفتوحة تعج بالبضائع والباعة الجائلين، لتختلط فيها أصوات الباعة بصخب السيارات وضيق الشوارع. لم يعد المشهد استثنائيًا، بل صار جزءًا من حياة يومية يفرض حضوره على الجميع؛ المارة الذين يزاحمون البضائع، والسائقون الذين يعانون من الاختناقات، والباعة الذين لا يجدون بديلًا عن الشارع مصدرًا للرزق. وبين الاحتياج والفوضى تضيع ملامح المدينة المنظمة، ويصبح السؤال: هل العشوائية قدر محتوم أم نتيجة غياب حلول جذرية؟
ومع تفاقم الأزمة الاقتصادية واختلاف سوق العمل اصبح الكثير لايجد عملا للكسب الحلال غير هذا ،ظاهره الباعة الجائلين ليست مجرد مشهد عابر في الشوارع بل انعكاس مباشر لاختلالات اقتصادية واجتماعية عميقه،فمن جهه تمثل هذه العشوائية فرص عمل بديله ومن جهه اخرى تعكس عجز السياسات عن تنظيم المجال العام ،الارصفه صممت لتكون متنفساً للمشاه تحولت الي اماكن للبيع واختناق مروري وهذه الظاهرة ليست وليده اللحظه بل نتيجه تراكمات، كما أن تجاهلها يفاقم الأضرار ،بعض الدول انتبهت الي هذه الظاهرة والي هذا الجزء من المجتمع واوجدت حلول بل بعض الدول استفادت من هذا الاقتصاد الموازي وهنا علينا ان ننتبه إلى هؤلاء الشريحه وتوفير فرص وبدائل اقتصادية او اماكن مخصصة لهؤلاء بما يضمن حق البائع في الكسب وحق المواطن في المرورليعود الشارع إلي وظيفته الطبيعية دون أن يهدر فيه حق احد فبين حق العيش الكريم والكسب المشروع وبين حق المدينه في النظام يبقي الحل في إدارة ذكيه تحقق المعادلة الصعبة "مدينه منظمه ومواطن لايتعدي علي رزقه"