ميلاد يونان يكتب : أكتوبر.. يوم انتصر الإيمان


ستة من أكتوبر… يوم علم العالم أن الإيمان يمكن أن يكون سلاحا، وأن الانتصار قدرا لمن يؤمن بوطنه.
في ذلك اليوم لم تكن المدافع وحدها من دوت في الصحراء، بل خفق معها قلب مصر كله.
كانت لحظة امتزج فيها العرق بالدعاء، والإرادة بالإيمان، فانبثقت من رحم المستحيل معجزة مصرية خالدة.
لم يكن أكتوبر معركة عسكرية فقط، بل ميلادا جديدًا للأمة. أعاد للمصريين ثقتهم بأنفسهم، وأثبت أن الهزيمة قد ترهق الجسد، لكنها لا تمس روح الوطن المؤمنة بالكرامة والحق.
لقد عبر الجنود القناة لا بحثا عن أرض فحسب، بل عن كرامة كانت تنتظرهم على الضفة الأخرى، فصنعوا بدمائهم صفحة مضيئة في تاريخ الأمة.
أكتوبر هو الحكاية التي لا تشيخ ابدا، فكل عام نرويها فتتجدد فينا الكبرياء والعزيمة.
وإذا كان السلاح قد صنع النصر، فإن العقل المصري هو من رسم حدوده، والإيمان هو من حرسه عبر الزمن.
اليوم، ونحن نحتفل بالذكرى الثانية والخمسين، لا نكتفي بالتغني بالماضي، بل نستدعيه ليضيء طريق المستقبل.
فمعارك اليوم لم تعد على الرمال، بل في ميادين العمل والعلم والوعي، والنصر الحقيقي هو أن نحافظ على ما تم استرداده بدماء الشهداء، ، وأن تبقى فينا تلك الشعلة الحية التي اسمها أكتوبر.
قد تغيّرت الأزمان، لكن روح أكتوبر ما زالت تضيء الطريق جيلاً بعد جيل
.
#ميلاد يونان ــ ناشط حقوقي ــ