وجيه الصقار يكتب: صباح النصر مع الشهيد الحى


لا يمكن للإنسان أن يوفى حق شهداء وأبطال حرب أكتوبر، الذين صنعوا لنا العزة واستردوا الارض، ملحمة كبيرة تسطر فى تاريخ الدنيا، بدءا من اقتحام المانع المائى إلى كسر الشخصية الصهي/ونية الوهمية، وأجد تجسيدا لهذه التضحية فى البطل الشهيد الحى الذى خاص المعركة فى مثل هذا اليوم فى حرب أكتوبر بروح حضارة شعب 7 آلاف عام، فقد ساقيه وساعده وعينه، وفقد عوامل الحياة إلا الإرادة والأمل لهذا الشعب العريق، وهو الرمز الجندى مقاتل عبد الجواد محمد مسعد سويلم، رفض الخروج من الخدمة العسكرية، فى أثناء المعركة بعد إصابته التى تسببت في إعاقته خلال معارك الاستنزاف، والتى بدأت فى يوليو 1967 واستمرت حتى أغسطس 1970، فاشترك فى 18عملية عبور داخل وخلف خطوط القوات الإسرائيلية،وتمكن بمفرده من تدمير 16 دبابة و11 مدرعة و2 بلدوزر وعربتى جيب، كما شارك رفاقه فى تدمير 6 طائرات إسرائيلية، خلال هجومهم على مطار "المليز"، ولكنه أصيب بصاروخ إسرائيلى نتج عنه بتر الساقين وساعده الأيمن، وفقد عينه اليمني وأصيب بجرح كبير غائر بالظهر، وبعد تركيب الأطراف الصناعية رفض إنهاء خدمته العسكرية قبل تحرير سيناء أو الشهادة فى سبيل الله والوطن، وواصل مشاركته فى قتال العدو، حتى شارك في معارك 1973 مع إصاباته. هذا نموذج المصرى الذى يرفض الهزيمة، وهو سيد هذا الكون أمام بلطجة صليبية. الفارق هو جينات الحضارة فى الدم المصرى الزكى، الذى خضب رمال سيناء على مر التاريخ، وهزم بإرادته جيوش الفناء والتخلف، فإن روح أكتوبر ودماء شهدائنا هى الرمز الذى نعيش عليه لنهضة هذا الوطن برغم النكبات، لأن مصر العظيمة هى قمة العالم .. يجب أن نعلم أبناءنا قيمة بلدهم وهذه التضحيات الفائقة، لنستكمل مسيرة أم الدنيا ونهضة الوطن،، ونعرض فى التعليم حياة الشهيد الحى والأحداث الوطنية والإنسانية لهذه التضحيات ...تحية وتقدير فى هذه المناسبة العظيمة لكل من ضحى من أجل مصر التاريخ والحضارة.. كل عام ومصر قيادة وشعبا بخير ..منتصرة دائما ..