وجيه الصقار يكتب: تجاهل عيد المعلم والمستقبل أيضا


مضى عيد المعلم يوم 5 أكتوبر، ولم نر أى اهتمام به، وهو مقياس اهتمام الدولة بدوره المقدس لصناعة الأجيال ومستقبل الوطن، مما يعطى انطباعا للأسف بأن الجهلاء مطبقون عليه ولا يدركون أو يتعمدون احتقاره، فهو أساس بناء العلماء والمفكرين والمبدعين وصناع الوطن، وإهمال المعلم إهمال للتنمية والتربية والقيم والضمير, والنتيجة نراها الآن فى انتكاس الإنتاج واستيراد كل شئ، وانتشار الانحرافات واللصوصية والسلوك الهمجى حتى فى الشارع، فهو صانع الأجيال..المعلم الذى اهملناه وعيده ليس للتعليم فقط، فهو أساس بناء شخصية المصرى وتشكيل قيمه ومبادئه منذ الصغر، يشجع المواهب والقدرات التى تنهض بالوطن.لذلك لن ينصلح حال مصر إلا بصلاح أحوال المعلم مثل كل الدول التى نهضت، وهو استثمار حقيقى في مستقبل الأمة .. ومع ذلك نعامله أسوأ معاملة بلا أى مبرر، فهو الأقل راتبا ولا يجد أى تقدير بتشغيله بالحصة ثم يلقى إلى الشارع فى آخر الدراسة، وقتل علاواته حتى بدلاته وحقوقه المحدودة يأخذها معدومة بعد سنين، مع راحته يحولوه أمن بوابة، فإذا أقبل العام الدراسى مع غياب الإمكانات، يلتزم بالإنفاف عنوة من (جيبه الفارغ) على نظافة المدرسة والتشجير والدهانات ربما لمختلف الفصول، وتصوير أوراق الامتحانات، وتوفير جميع مستلزمات وأدوات التعليم. وحتى الانتقالات على نفقته للتدريب أو الاجتماعات أو ملاحظة الامتحانات، ويجد صعوبة فى الحصول حتى على الإجازات المرضية، ومع ذلك يتعرض للقهر والإذلال ماديا ومعنويا وإعلاميا، وعند ترقيته يخصم من راتبه..كل ذلك وأكثر، فإن المعلم يحتاج رعاية الدولة وفتح فرص التشغيل والتعيين للاستقرار فورا لسد العجز، لأن مايحدث امتهان لكرامته وكرامة التعليم ومستقبل البلد، فلن ننهض من هذه الكبوة إلا باحترام المعلم وتوفير ما يحفظ كرامته وحقوقه المادية والأدبية، وتكريمه فى كل المناسبات فى كل المناحى مثل دول العالم المتقدم،، وما وصلنا إليه الآن يشرح حال المعلم والبلد.