كتورة هبة الله حجاج تكتب : ماذا لو كان الخير عدوى تنتشر بين الناس؟


ماذا لو كان الخير ينتقل بين القلوب كما ينتقل النور بين المرايا؟ ماذا لو أصبحت الكلمة الطيبة، والابتسامة الصادقة، واليد الممدودة، بذورًا تنبت في أرض الآخرين لتزهر خيرًا جديدًا؟
إن مساعدة الناس ليست مجرد فعل عابر، بل هي أثر ممتد يترك بصمته في النفوس. فالخير حين يُغرس في قلب إنسان، يدفعه ليزرع مثله في قلوب غيره. وهكذا يصبح العطاء سلسلة لا تنقطع، وحكاية لا تنتهي.
وافضل الناس من بين الوري رجل
تُقضى على يدهِ للناسِ حاجاتُ
فالخير عدوى جميلة، لا تُضعف الجسد، بل تقوّي الروح، وتمنح صاحبها سعادة لا تُشترى. ولعلنا جميعًا جربنا أن فرحة العطاء تفوق لذّة الأخذ، وأن اليد التي تعطي لا تفتقر، بل يباركها الله ويزيدها.
ازرع جميلا ولو في غير موضعه
فلن يضيعَ جميلٌ أينما وُضعا
لو انتشرت عدوى الخير، لامتلأت القلوب طمأنينة، ولأصبح المجتمع أكثر تماسكًا، ولتحولت الحياة إلى لوحة إنسانية بهية الألوان. إننا لا نحتاج إلى معجزات كبرى كي يتغير العالم، بل إلى قلوب تؤمن أن الخير مُعدٍ، وأن كلما أعطينا أكثر، وجدنا أنفسنا أسعد