الأربعاء 8 أكتوبر 2025 04:17 مـ
الجارديان المصرية

رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحرير عبد النبى عبد الستار

مقالات

جمال المتولى جمعة يكتب: طوفان الأقصى: عامان على الزلزال الذي هزّ ”إسرائيل”

الكاتب الكبير جمال المتولى جمعة
الكاتب الكبير جمال المتولى جمعة

بعد عامين من طوفان الاقصى لاتزال المعركة متواصلة وتداعياتها السياسية والعسكرية واضحة على المنطقة. عامان والعدو يمعن فى حربة الوحشية ضد الشعب الفلسطينى وسط تواطؤ دولى وخذلان عربى .
كان اطلاق عملية طوفان الاقصى على عملية السابع من اكتوبر والتى تزامنت مع توسع رقعة الحملات الاستفزازية لجيش الاحتلال الصهيونى فى القدس المحتلة وتمادى جيش المستوطنين فى سرقة الارض وتهويد المقدسات واعتقال الاسرى وكل ذلك وسط تصريحات عنصرية ودعوات تحريضية لشركاء نتنياهو فى حكومته اليمنية المتطرفة لاسيما بن غفير وغالانت لطرد الفلسطينين من بيوتهم بكل الطرق المتاحة بالقصف والترويع والتجويع او الابادة , استطيع ان اقول اليوم انه لولا هذه العملية لكانت جريمة اغتصاب فلسطين قد تم اغلاق ملفها وقيدت ضد مجهول ولكانت القضية الفلسطينية قد تم تصفيتها نهائيا واغلاق جميع ابواب الترافع عنها الى الابد .
قبل 7 اكتوبر كانت القضية الفلسطينية قد بدأت بالتوارى وانطفاء وهجها خاصة مع استباحة موجة التطبيع فى المنطقة العربية وكثر الحديث عن المنافع الاقتصادية التى ستشهدها المنطقة بعد السلام مع اسرائيل وهو ما عبر عنه الكاتب اليسارى الاسرائيلى" جدعون ليفى" فى صحيفة هارتس "اصبحت غزة هيروشيما لكن روحها لاتزال حية كانت القضية الفلسطينية قد اختفت تمام من الاجندة الدولية واصبح الفلسطينيون هم الهنود الحمر فى هذه المنطقة ثم جاءت الحرب ووضعتهم على رأس الاجندة العالمية ,, العالم يحبهم الان ويشعر بالاسف لأجلهم .
ان رسالة طوفان الاقصى اكدت ان اصحاب الحق والارض لايفرطون مهما طال الزمان وان طول عمر الاحتلال وجبروته لا يمنحانه الامن ولا الاستقرار . منذ عام 1948 لم يعترف أحد بدولة فلسطين الا بعد طوفان الاقصى الذى اجبر العالم على اعادة الانتباه الى القضية المنسية .
ان السابع من اكتوبر هو " بداية العد التنازلى لنهاية الاحتلال وعودة الوعى الاسلامى والعالمى الى جوهر القضية الفلسطينية ونعتبر ذلك اليوم " فرقانا بين الحق والباطل " واظهار الحقيقة للعالم وتغيير لمجرى التاريخ والوعى الانسانى فى كل شبر من الارض
مع اكتمال العام الثانى للمواجهة بين المقاومة الفلسطينية واسرائيل تبلورت بشكل اوضح بعض المكاسب السياسية والدبلوماسية التى حققتها القضية الفلسطينية أولها موجة الاعتراف الدولية بدولة فلسطين التى شملت دولا اوروبية مهمة مثل فرنسا واسبانيا
على صعيد الخسائر لاشك ان مقتل عشرات الالاف من سكان القطاع وجرح اضعافهم وتهجير مئات الالاف وتدمير البنية التحتية والاحياء السكنية يشكل خسارة بالغة للفلسطينين على صعيد الديموغرافيا الى جانب مااصاب حركات المقاومة فى القطاع من ضعف فى القدرات حيث كانت تمثل القوة الخشنة التى تهدد اسرائيل عند الضرورة .
رغم الخطة التى اعلنها ترامب لاطلاق سراح الرهائن وانهاء الحرب ودعوته المتكررة لنتنياهو بوقف القصف على غزة التى تحولت الى مقبرة مفتوحة تنعدم فيها اسباب الحياة مع وقف اطلاق النار قد تكف المسيرات عن التحليق مع صفقة تبادل الاسرى وقد يصمت هدير الاحقاد ولكن الرماد الذى تركته المحرقة فى نفوس الشعوب العربية والاسلامية مازال يتصاعد السؤال الذى يطرح نفسه هل اسرائيل ستحترم مبادرة ترامب خاصة انها لها تاريخ طويل من التمرد ضد قرارات مجلس الامن والامم المتحدة .

#جمال المتولى جمعة
المحامى-- مدير احد البنوك الوطنية بالمحلة الكبرى سابقا

جمال المتولى جمعة طوفان الأقصى: عامان على الزلزال الذي هزّ ”إسرائيل” الجارديان المصرية