الأربعاء 8 أكتوبر 2025 09:07 مـ
الجارديان المصرية

رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحرير عبد النبى عبد الستار

مقالات

د.هانى المصرى يكتب : الرفاعي.. فارس الظل الذي صنع من المستحيل نصرًا خالدًا لمصر بقلم

د. هانى المصرى
د. هانى المصرى

في ذاكرة العسكرية المصرية، تبقى أسماء قليلة لا يطالها النسيان، وأحد أعظمها هو الشهيد البطل العميد إبراهيم الرفاعي، ذلك القائد الأسطوري الذي تحوّل اسمه إلى رمز للرعب في قلوب قادة إسرائيل وجنودها، بعدما نفذ عمليات جريئة خلف خطوط العدو، أعادت لمصر كرامتها قبل نصر أكتوبر المجيد.

البدايات... ميلاد مقاتل استثنائي

ولد إبراهيم الرفاعي في 27 يونيو عام 1931 بمحافظة الدقهلية، وتخرج في الكلية الحربية عام 1954، لينضم إلى سلاح المشاة، ثم يلتحق بالقوات الخاصة ويظهر منذ البداية بشجاعة غير مسبوقة وذكاء ميداني فائق. كان قائدًا لا يعرف الخوف، يشارك جنوده في كل مهمة، ويخوض المعارك بنفسه دون تردد.

بطل العمليات الخاصة

بعد نكسة 1967، كانت مصر بحاجة إلى رجال من طراز خاص يعيدون الهيبة لجيشها وشعبها… فكان الرفاعي هو رجل المرحلة.
أسس المجموعة 39 قتال، تلك الوحدة الأسطورية التي دوّخت إسرائيل بعملياتها الجريئة خلف خطوط العدو في سيناء وقناة السويس، منها تدمير مخازن الوقود في رأس العش، وتفجير مواقع صواريخ العدو، وضرب ناقلات البترول الإسرائيلية في البحر الأحمر.

كانت عملياته كابوسًا لإسرائيل، حتى أصدرت القيادة الإسرائيلية أوامر صريحة باعتقاله أو تصفيته “بأي ثمن”. لكنهم فشلوا مرارًا، لأن الرفاعي كان يتنفس عشق الوطن، ويتحرك بخطة محكمة وجرأة لا مثيل لها.

أسطورة لا تموت

في حرب أكتوبر 1973، كان الرفاعي ومجموعته في قلب المعركة، ينفذون أصعب المهام الخاصة، ويزرعون الرعب في صفوف العدو.
وفي يوم 19 أكتوبر 1973، أثناء مشاركته في القتال لتطهير منطقة الدفرسوار، أصيب البطل بشظية قاتلة، فسقط شهيدًا شامخًا وهو يقاتل ببسالة منقطعة النظير، ليصعد إلى السماء رمزًا للبطولة والشرف والفداء.

إرث خالد

لم يمت الرفاعي… بل صار رمزًا خالدًا تتوارثه الأجيال، وتُدرّس بطولاته في الأكاديميات العسكرية المصرية والعربية.
قال عنه أحد قادة إسرائيل بعد الحرب:

“كان الرفاعي كالشبح… لا نراه إلا بعد أن يُدمّر مواقعنا ويختفي. لقد كان جحيمًا يمشي على الأرض.”

التحية لروح فارس الظل

إن ما قدّمه إبراهيم الرفاعي هو مدرسة في الوطنية والشجاعة والقيادة، ورسالة خالدة للأجيال بأن مصر لا تنجب إلا الأبطال.
لقد عاش شريفًا، وقاتل بشرف، واستُشهد واقفًا كالأشجار العظيمة، ليبقى اسمه محفورًا في ذاكرة الوطن… الشهيد البطل إبراهيم الرفاعي… القائد الذي أرعب إسرائيل ورفع رأس مصر عاليًا في السماء.

الرفاعي.. فارس الظل الذي صنع من المستحيل نصرًا خالدًا لمصر د. هاني المصري الجارديان المصرية