حكايات مصيرية
الكاتب الصحفي الحسيني عبد الله يكتب : سيناء.. والأبناء....”بابا، يعني إيه نصر أكتوبر؟”


سؤال مباغت من أبنائي الصغار في الذكرى الثانية والخمسين لانتصارات أكتوبر.
"وكيف كانت معارك التحرير؟"
ليأتي السؤال الآخر الذي دفعني للتفكير والكتابة.
حرب أكتوبر كانت ملحمة غيرت وجه العالم، وغيرت مفاهيم الحرب العسكرية في التاريخ الحديث.
والحقيقة التي جعلتني أكتب اليوم هي شغف الأجيال الجديدة بالمعرفة، في مقابل صمت الآباء وتوقفهم عن أداء دور "الحكواتي" الذي تربينا عليه. فقد كانت هناك العديد من البرامج الحوارية التي تقوم على الحكاية، سواء في الإذاعة أو في التلفزيون.
ولذلك نحتاج إلى استغلال كل المناسبات الوطنية والقومية والدينية لتوسيع دائرة معارف أبنائنا الصغار، والبحث عن القدوة من خلال سير الأبطال الذين قدموا دماءهم الزكية ثمنًا للحفاظ على الأرض والعِرض.
أما عن ذكرى النصر الغالية، فحدِّث ولا حرج عن بطولات وتضحيات أبطال القوات المسلحة. ولا يمكننا أن نغفل التضحيات التي قدمها أبناء الشعب في مدن القناة، والمتطوعون من كل شبر من أرض مصر. فمن خلال الحروب التي خاضها الجيش المصري في العصر الحديث، لا تكاد تخلو قرية أو مدينة أو حارة أو مركز أو شياخة من شهيد قدّم روحه فداءً للوطن وصونًا للأرض.
وأخيرًا، أتمنى أن يكون هناك مشروع قومي تحت إشراف القوات المسلحة وبالتنسيق مع وزارة التربية والتعليم لطباعة كتب تُقرَّر على طلاب المرحلتين الابتدائية والإعدادية، تروي قصص الأبطال وتشمل نماذج من جميع فئات الشعب، من القوات المسلحة والمقاومة الشعبية، بهدف غرس حب الوطن والانتماء في نفوس النشء، والتأكيد على أن الوطن يُبنى بالجهد والعرق والدماء على حد سواء.
على أن يتضمن هذا المشروع توثيق بطولات المقاومة، وتسجيل حكايات الأبطال في كل مكان من محافظات مصر، فهذا التوثيق واجب وطني لترسيخ الهوية والانتماء. كما يجب أن تشارك وزارات أخرى مثل الثقافة والإعلام في إنتاج أعمال درامية وسينمائية ضخمة، على غرار فيلم الممر ومسلسلي الاختيار 1 والاختيار 2.
يا سادة، هذا الجيل يحتاج إلى معرفة التاريخ، ويحتاج إلى قدوة، بدلاً من أن نترك أبناءنا فريسةً لأعمال درامية تروّج للبلطجة والاستخفاف وتُسقط القيم والأخلاق، وتمحو ملامح البطولة والمجد من ذاكرة الأجيال.