هيثم جويدة يكتب: الفكرة المضادة... بنفس ذكاء الخصم
لم أعد أرى ما يحدث حولنا على الإنترنت مجرد ترف إعلامي أو صراع خفي بين المنصات، بل معركة وعي حقيقية تدور كل ثانية داخل هواتفنا.
ان الفيديوهات الخطرة والمحتويات المضللة تتسلل إلى عقول شبابنا دون أن يستأذن أحد، ومعها تتسلل أفكار غريبة تشوه الهوية وتعبث بالقيم والمشكلة أننا في أغلب الأحيان نكتفي بالتحليل أو الشجب، بينما هناك من يتدخل إلكترونيا كل لحظة ليزرع أفكارا خاطئة بإتقان شديد، ومن هنا جاءت فكرتي: لماذا لا نواجههم بنفس أدواتهم، ولكن بأخلاقنا؟ لماذا لا نشكل جيشا رقميا أخلاقيا يخترق نفس المساحات لا من أجل الهجوم، بل من أجل الإصلاح والحماية؟
هذا الجيش لا يحمل سلاحا ولا شعارا سياسيا، لكنه يحمل عقلًا ناقدا وضميرا يقظا يرد على التضليل بالمعلومة وعلى العنف بالفكرة وعلى الفوضى بالوعي، ليس بالرد الغاضب ولا في معارك الكلام، بل في استخدام أدواتهم نفسها: الفيديو القصير، الهاشتاج المؤثر، القصة الجذابة، ولكن بوجه صادق يعيد تقديم الحقيقة في شكل يليق بزمن السرعة وأن نحول المحتوى إلى وسيلة تنوير لا ترفيه فقط.
لقد أصبحنا بحاجة إلى فرق رقمية تعمل بسرعة وذكاء، ولكن تحت مظلة الأخلاق والقانون جيش من المبدعين لا يحارب الأشخاص، بل يحارب الأفكار المريضة ويعيد السيطرة على الفضاء الإلكتروني لصالح الوعي والقيم.
تخيل لو بدأت هذه الفكرة من المدارس والجامعات، من صفحات المؤثرين الحقيقيين الذين ما زالوا يؤمنون بأن الكلمة رسالة وليست تجارة.
كل شاب يمكن أن يكون درعا رقمية تحمي مجتمعه، لا من خلال الهجوم، بل عبر محتوى مضاد ذكي وجذاب يفضح التضليل دون أن يفقد إنسانيته.
بإمكاننا أن ننشئ فرق رصد ومحتوى تعمل بشراكات تقنية مع المؤسسات التعليمية والإعلامية، وأن نقيس أثر ما نقدمه على سلوك الشباب واتجاهاتهم.
هكذا يمكن للإنترنت أن يعود مساحة آمنة تبنى فيها العقول لا تُخطف منها.
لقد أثبتت التجارب أن التضليل لا يهزم بالحجب، بل بالوعي وكلما استخدمنا أدواتهم نفسها بذكاء واحترام، فقدوا سلاحهم الأقوى: الجهل والفراغ.
ونحن لا نحتاج إلى حملات ضخمة أو تمويلات خرافية بقدر ما نحتاج إلى تنظيم الفكرة وإيمان حقيقي بأن الوعي يمكن أن يُصنع كما يصنع المحتوى.
أدعو الجامعات، ووزارات التربية والإعلام، ومؤسسات المجتمع المدني وكل صاحب تأثير صادق، إلى أن يتحدوا في مبادرة اسمها «الجيش الرقمي الأخلاقي»؛ مبادرة لا تهدف إلى السيطرة، بل إلى تحرير العقول من الفوضى الرقمية.
هي ليست مشروعا حكوميا، بل دعوة مفتوحة لبناء تحالف وطني يحمي هوية شبابنا بلغة يفهمونها، وأسلوب يثقون به، وبأدواتهم نفسها.
أريد أن تظهر هذه الإعلانات والأخبار والفيديوهات وسط نتائج البحث كما يظهر محتوى أهل الشر حتى لا يجدوا مجالًا لتغييرنا أو اختراقنا لأننا اخترقنا مساحاتهم قبلهم.
فيديوهات تصنع ولا تهدم: تبني وعيا وتقوي الانتماء بدلا من ترك فراغ يستغله من يريد تفخيخ عقول شبابنا.
رسالتنا:
الوعي ليس رفاهية، بل سلاح العصر وإذا كانت معركة اليوم رقمية، فلابد أن يكون جيشنا أيضا رقميا لكن بأخلاقنا وهويتنا وذكائنا.
إنها ليست معركة خوف، بل خطة ثقة… ثقة بأننا قادرون على صناعة وعي جديد لا ينعزل عن العالم، بل يفهمه ويحاوره ويواجهه بعقل منفتح وروح وطنية واعية.












زوجة تطلب الطلاق: جوزي مبيصرفش غير على نفسه.. وأنا والعيال مالناش غير...
تفاصيل القبض على الإخواني الهارب أنس حبيب وشقيقه في بروكسل
اليوم.. نظر التحفظ على ممتلكات طبيب عيون شهير
محاكمة 3 متهمين بحيازة أسلحة نارية في منشأة ناصر.. اليوم
أسعار الدولار أمام الجنيه اليوم الاثنين في مصر
أسعار الذهب في مصر اليوم الأحد 19 أكتوبر 2025
سعر الدولار مقابل الجنيه المصري اليوم الأحد 19 أكتوبر 2025
أسعار الذهب اليوم السبت 18 أكتوبر 2025