جمال المتولى جمعة يكتب : قمة شرم الشيخ واقع أم خيال

الكيان الصهيونى استخدم كل انواع الاسلحة الفتاكة ضد الشعب الفلسطينى لايفرق بين طفل وأمرأة وشيخ لكته فشل فى كسر إرادة الشعب الفلسطينى لان جوهر القضية الفلسطينية يتمثل فى كونها قضية احتلال استيطانى لآرض فلسطين من قبل مجموعات صهيونية مدعومة من قوى غربية سعت الى فرض هيمنتها على المنطقة من خلال زرع كيان غريب فى قلبها ويسعى هذا الكيان الغاصب الى طرد الشعب الفلسطينى من وطنه وارضه الاصلية علاوة على اغتصابه للمسجد الاقصى الشريف ثالث الحرمين الشريفين عنوة دون وجه حق او مسوغ قانونى .. لقد اختار نتنياهو الطريق الصعب الذى بنى مجده على رفض التنازل أن يوقع بيده على التنازل الاكبر لانهاء الحرب دون نصر حاسم ولا تحطيم لحركة حماس التى قاومت ودافعت عن أرض فلسطين وكبدت إسرائيل خسائر جسيمة بشرية ومادية على مدار عامين ولان السياسة كما يقول ماكيافيللى " فن الممكن حين تضيق السبل " فقد وجد نتنياهو نفسه امام جدار من الحقائق التى لم يعد يستطيع القفز فوقها .
بعد قمة شرم الشيخ للسلام لانهاء الحرب تم تسليم المقاومة كل الرهائن الاحباء لهيئة الصليب الاحمر الدولية ثم بدأ نتنياهو فى مطالبه التعجيزية لحركة حماس بتسليم كل الرهائن القتلى رغم معرفته شخصيا ان الحركة لا تستطع تسليم جثثهم لانهم موجودين تحت الانقاض اثناء حرب الابادة والتدمير المنهجى التى كانت تشنها اسرائيل ضد أهل غزة المدنين العزل ومعلوم ان الاطراف الدولية الراعية للاتفاق الوهمى تعهدت بتقديم كافة الخبرات والمعدات اللازمة لانتشال هذه الجثث من تحت الانقاض وأنها ابلغت اسرائيل ان تنفيذ ذلك سيستغرق أشهر طويلة .. كما اعلنت حركة حماس عدم تفريطها بسلاح المقاومة ورفضها القاطع لكل ماينشر حول هذا الملف دون قيام دولة فلسطينية المستقلة لتسليم السلاح لها الا ان الجانب الصهيونى يرسم سيناريوهات خطيرة قد تتسبب بنسف صفقة غزة واعادة الحرب من جديد .وعلى اسرائيل ان تستمع الى المجتمع الدولى الذى اعترف بدولة فلسطين وان تعلم ان حل القضية الفلسطبنية لا يتم الا بأقامة الدولة الفلسطينية المستقلة .
وصف كوشنر صهر ترامب ومهندس اتفاقية ابراهام *حال القطاع* بعد اكثر من اسبوع على زيارته الى غزة مع المبعوث الامريكى ويتكوف عقب وقف دخول وقف الحرب حيز التنفيذ. لم ينكر كوشنير حجم الخراب والدمار الذى رأه فى غزة ولكنه انكر ان يكون هناك ابادة جماعية يقول كوشنير الذى عاد الى تل ابيب بعد خرق نتنياهو اتفاقية وقف اطلاق النار أن الامر يدار كما لو أن قنيلة نووية فجرت فى تلك المنطقة ثم رأيت الناس يعودون أدراجهم فسألت الجيش الاسرائيلى الى أين يذهبون فقالوا لى انهم يعودون الى المناطق التى كانت فيها منازلهم المدمرة الى أرضهم لينصبوا الخيام فوق الانقاض . ياسيد كوشنير .ذاك الشعب الفلسطينى صاحب الارض الاصلية ومتمسك بها لانها تمثل عرضه, عليك ان تنصح صديقك نتنياهو ان يرضخ للقرارات الدولية وان ايقاف الحرب لمصلحته لعدم فقد مزيد من الجنود الاسرائيليين
السؤال الذى يطرح تقريبا فى كل انحاء العالم بعد المشروع الامريكى الذى قدمه الرئيس الامريكى ترامب وعقدت يوم الاثنين 13 اكتوبر 2025 بشأنه قمة فى شرم الشيخ بمشاركة اكثر من 20 زعيم ورئيس دولة وعدد أخر من المسؤؤلين الدوليين هل فعلا اسرائيل ستلتزم بالاتفاق بوقف اطلاق النار وإنهاء الحرب
والموافقه على قرار حل الدولتين ,ام مراوغة من الجانب الاسرائيلى وخداع من الجانب الامريكى للمجتمع الدولى - بالتأكيد مراوغة وخداع .!
ان نجاح اتفاق شرم الشيخ بعتمد على قدرة الولايات المتحدة الامريكية على أداء دورها كمحرك وضامن أول من خلال تقديم حزمة متكاملة من الضمانات والحوافز والعقوبات المصممة بعناية لتتناسب مع مصالح الطرفين ودعم ذلك بمساندة اقليمية وعربية وأوروبية مدروسة التوزان بين الضغط والحافز والقدرة على الردع والمرونة فى التعاطى مع المستجدات السياسية يمثل مفتاح الاستقرار طويل الأمد فى قطاع غزة وضمان استمرار تطبيق الاتفاق بما يقلل من مخاطر الانزلاق نحو تصعيد جديد ويؤسس لإطار اكثر استدامة للتعايش السياسى الامنى بين الاطراف المعنية بل هى مسؤولية الوسطاء العرب لانهم بمثابة المساند الراعى والمدافع عن مصالح الفلسطينين أما امريكا فقد اعلنتها مرارا وتكرارا أنها مع الكيان الصهيونى ولم يستفسر أحد أو يطلب ايضاحات عن هذا الموقف العدائى للعرب وكل البشر الرافضين للارهاب الصهيونى الذى ترعاه امريكا ويكفى التصريح المدوى لنتنياهو الذى اعترف بعظمة لسانه ان الجيش الصهيونى الفاشى قد اسقط أكثر من 150 طن من القنابل على الفلسطينين فى الايام الماضية بعد اتفاق شرم الشيح للسلام ولم يعلق او يندد الوسطاء الامريكان ولا القادة العرب بهذه الجرائم اللا انسانية التى يرتكبها الكيان الصهيونى ضد الشعب الفلسطينى الاعزل .
لو كانت امريكا صادقة فى ايقاف وقف اطلاق النار والاعتداء الوحشى والخروقات الإسرائيلية التى تحدث يوميا فى غزة على الفلسطينين لو كانت الولايات المتحدة الأمريكية معنية حقيقة بوقف الحرب كان عليها ان تطلب اجتماع طارئ لمجلس الامن لأدانة اسرائيل بجرائم الحرب والابادة الجماعية وخرق اتفاق وقف اطلاق النار ,, امريكا ولائها الكامل لدولة الاحتلال الصهيونى . ولم تعترف بحل الدولتين حتى تنهى الصراع القائم بين المقاومة واسرائيل لا تفعل هذا انها تراوغ وتنافق ولها سوابق ونملك سجل أسود بالنفاق والكذب والخداع .
#جمال المتولى جمعة
المحامى - مدير أحد البنوك الوطنية بالمحلة الكبرى سابقا