مدحت الشيخ يكتب : حكومة في حتّة تانية
رغم الارتفاع المتواصل في الأسعار، وتزايد الأعباء على المواطنين، ورفع الدعم في أكثر من قطاع، إلا أن الحكومة ما زالت ماضية في نفس النهج وكأنها تعيش في عالم موازٍ لا يرى ما يجري في الشارع.
الناس أنهكتها القرارات المفاجئة، والأعباء اليومية، والوعود التي تتكرر دون أثر ملموس في حياتهم. فالمواطن البسيط الذي تحمّل موجات التضخم المتتالية، وفواتير الكهرباء والمياه والوقود والدواء، أصبح يقف على حافة قدرته على الاحتمال.
الرواتب ثابتة، والأسعار تشتعل بلا منطق، والحديث الرسمي عن “تحسن المؤشرات” لا يُقنع من يواجه يوميًا واقعًا مختلفًا. فالمواطن لا يعيش في التقارير الدولية ولا في البيانات الحكومية، بل يعيش في السوق، وفي البيت، وفي طابور العيش، وهناك فقط تظهر الحقيقة.
الحكومة تتحدث عن خطط ومشروعات قومية، وهذا أمر لا يختلف عليه أحد، لكن التنمية الحقيقية لا تُقاس بعدد المشروعات بقدر ما تُقاس بمدى انعكاسها على حياة الناس. فما فائدة طريق جديد إذا كانت الأسعار على الطريق القديم ما زالت تسحق المواطن؟ وما جدوى توسع عمراني إذا لم يتسع معه الأفق المعيشي للمواطنين؟
لقد أصبح من الضروري أن تراجع الحكومة نفسها. أن تستمع لا أن تُلقي، أن ترى الواقع بعين المواطن لا بعين التقارير. فالمجتمع لم يعد يحتمل إدارة تعتمد على المفاجآت، أو قرارات تُتخذ دون حوار مجتمعي، أو سياسات تُفرض دون تقييم لنتائجها.
الناس لا تطلب المستحيل. لا تطلب رفاهية ولا ترفًا، بل تريد حدًا أدنى من العدالة المعيشية، وإحساسًا بأن الدولة تراعي قدراتهم، لا تختبر صبرهم. فالصبر لا يُطلب إلا ممن يجد من يواسيه، لا ممن يشعر أنه تُرك وحيدًا في مواجهة المجهول.
إن أخطر ما تواجهه أي حكومة ليس الغلاء، بل فقدان الثقة. والثقة تُبنى بالمصارحة، وبالشفافية، وبالقدرة على الاعتراف بالأخطاء قبل أن تتفاقم. وحين تتحول العلاقة بين المواطن والحكومة إلى حالة من اللامبالاة المتبادلة، يصبح الخطر الحقيقي هو أن يفقد الناس الأمل في الإصلاح أصلًا.
الحكومة اليوم مطالبة بأن تعود إلى الناس، إلى أولوياتهم وهمومهم اليومية، وأن تجعل السياسات تُخاطب الواقع لا تتجاوزه. فالشعارات لا تُطعم، والتقارير لا تُسكِن، والأرقام لا تُداوي الإحباط.
لقد تعب الناس من الكلام، وآن الأوان للفعل. والإنجاز الحقيقي لن يُقاس بعدد الاجتماعات أو حجم التصريحات، بل بقدرة المواطن على أن يعيش بكرامة في وطنه، لا أن يظل يشعر أن حكومته في “حتّة تانية”.












سيدة تتعدى على سيارة أخرى بسبب أولوية المرور في منطقة العجوزة
القبض على صانعة محتوى لنشرها فيديوهات رقص خادشة للحياء
السجن 3 أعوام لمتهم بابتزاز فتاة بصور ومقاطع خادشة
اليوم.،. استئناف المتهم بقتل شقيقه في الجيزة على حكم المؤبد
سعر الدولار مقابل الجنيه اليوم في البنوك
أسعار الدولار الأمريكي أمام الجنيه المصري اليوم الجمعة 7 نوفمبر
اسعار الذهب مساء اليوم الأربعاء فى محلات الصاغة
توقيع اتفاقية مصرية إيطالية لإنتاج الغاز الحيوي ودعم الطاقة النظيفة