مدبولي يفتتح مؤتمر ”إفريقيا 2025” من شرم الشيخ: دفع عجلة الاستثمار والتنمية

في خطوة تؤكد على الدور المصري المحوري في دفع عجلة التنمية والتكامل الاقتصادي بالقارة السمراء، غادر الدكتور مصطفى مدبولي، رئيس مجلس الوزراء، مساء اليوم الاثنين، متوجهاً إلى مدينة شرم الشيخ للمشاركة في افتتاح فعاليات مؤتمر "إفريقيا 2025". لا يمثل هذا المؤتمر مجرد تجمع اقتصادي عابر، بل هو منصة دولية طموحة تهدف إلى صياغة مستقبل القارة من خلال تعزيز الشراكات الاستثمارية وتبني الرؤى التنموية المستدامة.

**شرم الشيخ: عاصمة للاقتصاد والسياحة معاً**

اختيار مدينة شرم الشيخ لاستضافة هذا الحدث الكبير ليس اختياراً اعتباطياً، بل هو رسالة ذات دلالات عميقة. فالمدينة، التي تُعرف عالمياً كإحدى أهم الوجهات السياحية، تتحول خلال هذه الأيام إلى عاصمة للاقتصاد والسياسة الأفريقية. هذا المزج بين جمال الطبيعة وأهمية الموقع الاستراتيجي وقدرة البنية التحتية على استضافة الفعاليات الدولية الكبرى، يعكس النموذج المصري للتنمية المتعددة الأبعاد، والذي تسعى لتقديمه كنموذج يمكن للدول الأفريقية الشقيقة الاستفادة منه. إنه تأكيد على أن التنمية الاقتصادية والسياحية يمكن أن تسيرا جنباً إلى جنب لتحقيق الازدهار المنشود.

**مؤتمر "إفريقيا 2025": رؤية استشرافية لمستقبل القارة**

ينعقد مؤتمر "إفريقيا 2025" في توقيت بالغ الأهمية، حيث تسعى القارة إلى تعافي اقتصادي متسارع في أعقاب التحديات العالمية المتلاحقة. تعتمد أجندة المؤتمر على محاور رئيسية تتمثل في جذب الاستثمارات الأجنبية المباشرة، وتنمية قطاعات التكنولوجيا والابتكار، وتمكين الشباب الأفريقي، وتعزيز التكامل التجاري بين الدول الأفريقية. الهدف هو تحويل التحديات الديموغرافية والطبيعية الهائلة التي تواجهها القارة إلى فرص ذهبية للنمو، من خلال استغلال الثروة البشرية الشابة والموارد الطبيعية الهائلة بأساليب عصرية ومستدامة.

**الدبلوماسية المصرية: جسر يربط أفريقيا بالعالم**

لا يمكن فصل عقد هذا المؤتمر في مصر عن الدور الدبلوماسي النشط الذي تلعبه على الساحة الأفريقية. فالقاهرة، ومن خلال رئاستها للاتحاد الأفريقي سابقاً ومشاركتها الفاعلة في حل النزاعات وتمويل مشروعات البنية التحتية، تضع نفسها كجسر حيوي يربط بين أفريقيا والعالم. استضافة مؤتمر بهذا الحجم والحضور الدولي المميز هو تتويج لجهود دبلوماسية واقتصادية متواصلة، تهدف إلى إبرام شراكات استراتيجية تخدم المصالح المتبادلة. إنها دبلوماسية اقتصادية عملية تترجم الكلمات إلى عقود واستثمارات على أرض الواقع.

**خارطة طريق للعقد القادم**

ختاماً، يمثل مؤتمر "إفريقيا 2025" أكثر من مجرد حدث إعلامي، إنه إعلان عن نية صادقة لرسم خارطة طريق للعقد القادم. حضور رئيس الوزراء شخصياً للافتتاح يؤكد الأهمية القصوى التي تضعها الدولة المصرية على نجاح هذه الفعالية. النتائج المتوقعة من المؤتمر – من مذكرات التفاهم والاتفاقيات التجارية وتبني السياسات المشتركة – ستكون هي المقياس الحقيقي لنجاحه. في ظل المنافسة الدولية المحتدمة على القارة الأفريقية، تثبت مصر مرة أخرى أنها شريك موثوق، لا يسعى فقط لمصلحته، بل لرفعة وتقدم شقيقاته في القارة، نحو مستقبل أكثر إشراقاً يقوم على التعاون والتنمية المستدامة والكرامة للإنسان الأفريقي.