ميلاد يونان يكتب : المتحف المصري الكبير... مصر تفتح أبواب ‏التاريخ من جديد‎!‎

كان يا ما كان، في بلد اسمها مصر، شمسها بتضحك، ونيلها ‏بيغني، وأهراماتها بتحكي أسرار الزمان وتهمس‎:
‎"‎أنا شاهدة على حضارة ما بتنتهيش‎."‎
وفي يوم من الأيام، فكر المصريون وقالوا‎:
‎"‎إحنا لازم نبني بيت كبير وجميل نحط فيه كنوز أجدادنا ‏الفراعنة، بيت يحكي حكايتهم لكل الناس في العالم‎."‎
وفعلاً، في سنة 2002 بدأ الحلم، ووضعوا أول حجر في ‏مشروع اسمه المتحف المصري الكبير، على مقربة من ‏الأهرامات‎.
وفي عام 2003 أُطلقت مسابقة عالمية تحت إشراف ‏اليونسكو لاختيار التصميم، فاز بها المكتب الأيرلندي ‏Heneghan Peng Architects ‎‏ ، الذي قدم تصميمًا ‏يجمع بين سحر الصحراء المصرية وأناقة العمارة الحديثة‎.‎
ثم بدأ البناء فعليًا عام 2005، وبعد عام واحد فقط – أي ‏‏2006 – أُنشئ مركز ترميم عملاق يُعد كأنه "مستشفى ‏للآثار"، يرمم الكنوز القديمة بمهارة وحب واهتمام‎.
وافتتح هذا المركز عام 2010 ليصبح من أكبر مراكز ‏الترميم في العالم‎.‎
وفي عام 2016 تحول المتحف إلى هيئة رسمية، ثم أُعيد ‏تنظيمه عام 2020 كهيئة عامة اقتصادية تحت إشراف ‏رئيس الجمهورية عبد الفتاح السيسي‎.‎
كبر الحلم حتى صار عملاقًا يمتد على أكثر من ‏‎300 ‎ألف ‏متر مربع، ليصبح أكبر متحف للآثار في العالم، يضم ‏أكثر من ‏‎100 ‎ألف قطعة أثرية تحكي قصة مصر من ‏عصور ما قبل الفراعنة وحتى اليونانية والرومانية‎.‎
وفي قلبه، يقف تمثال رمسيس الثاني شامخًا يستقبل الزوار ‏وكأنه يقول‎:
‎"‎أهلًا بيكم في بيت التاريخ‎!"
بل في مشهد حي من الخلود‎... ‎كل خطوة تخطوها داخله ‏كأنك تعبر آلاف السنين في لحظة واحدة‎.‎
وبداخله تلمع كنوز الملك توت عنخ آمون الذهبية، تُعرض ‏لأول مرة كاملة منذ اكتشاف مقبرته عام 1922‏‎.‎
وبعد ثلاثة أيام، أي في الأول من نوفمبر 2025، سيفتح ‏المتحف أبوابه للعالم في حفل ينتظره الجميع، ليشهد الملوك ‏والرؤساء عظمة مصر التي لا تنتهي‎.‎
وهكذا تنتهي الحدوتة لتبدأ الحقيقة‎...
فـ المتحف المصري الكبير ليس مجرد بيت للآثار، بل جسر ‏سحري يربط بين ماضي مصر العريقة، وحاضرها ‏المشرق، ومستقبلها اللي لسه بيُكتب‎.‎

#ميلاد يونان ــ ناشط حقوقي ــ ‏
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ‏