الإثنين 3 نوفمبر 2025 11:18 مـ
الجارديان المصرية

رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحرير عبد النبى عبد الستار

مقالات

جمال المتولى جمعة يكتب : المتحف المصرى الكبير ...عظمة حضارة أبهرت العالم

الكاتب الكبير  جمال المتولى جمعة
الكاتب الكبير جمال المتولى جمعة

ان افتتاح المتحف المصرى الكبير بتاريخ 1/11/2025 ليس مجرد احتفال بكنوز الاجداد بل هو اعلان ولاده مرحلة جديدة تعيد تعريف مصر فى وجدان العالم .. حيث يعد اكبر متحف فى العالم اذ تزيد مساحته على مساحة اى متحف اخر فهو اكبر من متحف اللوفر بنحو 140 الف متر مربع واكبر من متحف المتروبوليتان فى نيويورك بنحو 330 الف متر مربع وتبلغ مساحته الاجمالية نحو 500 الف متر مربع .
مصر تعيش لحظه فارقة فى تاريخها الحديث تتجسد فيها عظمة الماضى مع طموحات الحاضر ورؤية المستقبل يظل التاريخ المصرى شاهدا على قدرة الدولة المصرية على اعلاء قيم الثقافة والحفاظ على التراث الوطنى وحسن ادارته والاستفادة منه , التاريخ لا يغفل عما قدمته مصر للتراث البشرى فبعد قرن من الزمان على افتتاح المتحف المصرى بالتحرير فى 1902 م تعيد مصر ابهار العالم بمتحف جديد سيغير مفهوم العمل المتحفى فى العالم بكل مايشمله من كنوز لا توجد لها مثيل فى العالم الا فى مصر -- يعد تعبيرا صادقا عن عظمة الحضارة المصرية وقدرة الإنسان المصرى
ان المتحف المصرى الكبير ليس مجرد مبنى يحتضن اثارا بل هو ملحمه وطنيه شارك فيها الا المصريين من مهندسين وعلماء واثاريين وفنيين ليقدموا للعالم صرحا يليق بحضارة عريفة ي عمرها يزيد على سبعة آلاف عام .
ان افتتاح المتحف المصرى الكبير يمثل بالفعل بداية عصر جديد للسياحة فى مصر حيث يعد مشروعا استثنائيا يضع مصر على الخريطة السياحية العالمية بإطلاله رائعة الجمال على اهرامات الجيزة فهو ليس متحف فقط بل مركز حضارى وثقافى وترفيهى عالمى متكامل يمكن مصر ان تتربع بجداره على عرش السياحة العالمية من خلال شتى مجالات السياحة الاثرية والثقافية والعلاجية والترفيهية ,
هذا المشروع العملاق لم يكن مجرد انجاز معمارى أو أثرى بل هو ثمرة رؤية استراتيجية لدولة تستعيد مكانتها بين الامم, لآول مره تقدم مصر للعالم اجمع اعظم هدية لكل انسان على وجه الارض وهى ان مصر العظيمة تصون اثارها حيث يشاهد العالم مائة الف قطعة اثريه من التراث الفرعونى عبر كل العصور القديمة فى مشهد حضارى لا يوجد مثيل له فى العالم سوف يكون رمسيس وتوت عنخ أمون بقناعة الذهبى فى استقبال ضيوف هذه الاحتفالية الكبرى التى يشهدها العالم.
ولعل ابرز ما يميز المتحف هو قاعة الملك الذهبى" توت عنخ أمون" التى تعرض فيها مقتنيات الفرعون الصغير كاملة لاول مرة منذ اكتشافها فى مشهد يبعث الفخر فى نفوس المصريين والاعجاب فى قلوب زوار العالم كذلك يتصدر المتحف تمثال الملك رمسيس الثانى فى بهو المدخل الكبير شامخا كما كان منذ اكثر من ثلاثة الاف عام وكأنه يعلن ان مصر لا تزال تقود الحضارة كما قادها الاجداد ذات يوم
قد تصنع الدول مشروعات عمرانية مبهره أو تستعرض قدراتها المالية فى مبادرات استثمارية لافته لكنها تظل عاجزة عن صنع حضاره بمثل هذا الثراء والتنوع لا توجد دوله فى العالم تملك هذا التراث الحضارى العريق .سيكون هذا المتحف من اهم مصادر الدخل القومى لو أحسن استغلال .


#جمال المتولى جمعة
المحامى -- مدير أحد البنوك الوطنية بالمحلة الكبرى سابقا

المتحف المصرى الكبير ...عظمة حضارة أبهرت العالم الجارديان المصرية