وصفى هنرى يكتب من فيينا : المهرجان الكبير
		
	
حدث عظيم حين نُقدِّم حضارتنا ونحتفل بافتتاح المتحف الكبير بمهرجان مبهر أدهش العالم ، لكننا من وجهة نظرى قدمناه للآخرين ونسينا أنفسنا .
لم تكن احتفالية افتتاح المتحف المصري الكبير مجرد حدث ثقافي أو فني ، بل كانت إعلانًا رمزيًا عن علاقة المصريين المعاصرين بحضارتهم القديمة ، غير أن هذه العلاقة في شكلها الحالي تبدو للأسف سطحية ومنقوصة .
فالحفل المهيب الذي جمع الأوركسترا السيمفونية والعروض الأوبرالية الباذخة، لم يكن موجهًا إلى المصريين ، أصحاب هذه الحضارة الحقيقيين ، بل موجها إلى الزائرين الأجانب الذين يأتوا  لمشاهدة الآثار وإنفاق العملة الصعبة لدعم الاقتصاد وتنشيط السياحة . 
لماذا لم تكن الموسيقى مصرية؟ ، لماذا لم نسمع كلمات تنتمي إلى وجدان هذا الشعب ؟
ألم يكن من الأجدر أن نستحضر بعض الترانيم الفرعونية كما حدث في موكب المومياوات الملكية ، عندما أُنشدت أنشودة «إيزيس» باللغة الهيروغليفية فاهتزت مشاعر المصريين قبل غيرهم؟
كنت أتمنى أنا اسمع من هذا الأوركسترا السيمفوني الجبار وهذآ الكورال المهيب مع أغنية يا بلادي لشادية وأغنية أنا عالربابة بغنى لوردة وتغنى فاطمة سعيد مصر هي أمي لفؤاد المهندس  ، او أغنية لياسر العشري كلماتها :
قالوا كتير عنا وقالوا اننا أول ناس في الكون
اننا قدام كل تحدي لما نعوز نكون بنكون 
الحقيقة أنا أجد أن الأوروبيين ليسوا بحاجة إلى من يعرّفهم بالحضارة المصرية القديمة ، فهي جزء من مناهجهم الدراسية في كل مراحل التعليم ، وتجد المتاحف تعج بتلاميذ المدارس فى كل المراحل ، الحضارة المصرية مكوّن راسخ في ثقافتهم ، هم من أسّسوا علم المصريات ، هم من اكتشفوا المقابر ، وفكّوا رموز اللغة الهيروغليفية . هم أيضا من امتلأت متاحفهم بأجنحة كاملة مخصصة للآثار المصرية فتجد المومياوات ، التوابيت، الجداريات ، والتماثيل ، بل إن المسلات المصرية تزيّن ميادين العالم … إيطاليا وحدها تحتضن ثماني مسلات ، حتى الفاتيكان – الذي لا تتجاوز مساحته كيلومترًا مربعًا – يضم في قلب ميدان القديس بطرس مسلة مصرية شامخة .
من هنا يبدو من الغريب أن يكون هذا الحدث الضخم موجّهًا إلى العالم لا إلى المصريين أنفسهم .
كان يجب أن تكون الاحتفالية مرآة لروح مصر، بأغانيها الشعبية والفلكلورية، وبموسيقاها التي تمتد جذورها إلى أعماق التاريخ.
أن نخاطب أنفسنا أولًا ونهتم بتدريس حضارتنا المصرية العظيمة فى كل مراحل التعليم ، ونقدم للعالم صورة مصر الحقيقية ، مصر الإنسان، لا مصر المعروضات .
الحضارة المصرية ليست معروضات حجرية في قاعات فخمة ، بل هي روح  مصر التي علمت الإنسانية الفلك والطب والهندسة والعمارة والرياضيات والفيزياء والكيمياء والزراعة وفن الرسم والنحت وصناعة الذهب والموسيقى والغناء ، وحتى أدوات و جراحات التجميل .
حقا لقد جاءت الحضارة المصرية أولًا ، بعدها بدأت كتابة التاريخ في .
نحن اهل كيميت من صنع الجنة 
وصفى هنري 
ڤيينا ٢٣ بابه ٦٢٦٧
٣ نوڤمبر ٢٠٢٥












استمرار حبس المتهم بقتل بائع بالعجوزة
اليوم.. نظر أولى جلسات استئناف البلوجر أم سجدة على حكم حبسها 6...
استكمال محاكمة 50 متهماً في  الهيكل الإداري للإخوان..  اليوم
إحالة سيدة تدير ناديا صحيا بدون ترخيص لممارسة الأعمال المنافية للآداب بالجيزة...
توقيع اتفاقية مصرية إيطالية لإنتاج الغاز الحيوي ودعم الطاقة النظيفة
اسعار الذهب اليوم خارج مصر
أسعار الدولار أمام الجنيه اليوم الاثنين في مصر
أسعار الذهب في مصر  اليوم الأحد 19 أكتوبر 2025