الخميس 6 نوفمبر 2025 05:50 مـ
الجارديان المصرية

رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحرير عبد النبى عبد الستار

مقالات

جمال المتولى جمعة يكتب : حكومة مدبولى بلا رؤية إقتصادية واجتماعية

الكاتب الكبير جمال المتولى جمعة
الكاتب الكبير جمال المتولى جمعة

حكومة د .مدبولى حكومة بلا إتجاه ولا رؤية تتصرف بدون رؤية إقتصادية واجتماعية واضحة ولا إستراتيجية طويلة المدى جاءت قراراتها الاخيرة برفع اسعار الوقود بشكل مفاجىء وعشوائى ادى الى اندثار الطبقة الوسطى التى تمثل عصب المجتمع بإعتبارها الفئات الاكثر من المهنيين بتنوع وظائفهم والتجار والزراع الفئات الاكثر واعيا وتفاعلا مع قضايا الوطن .حيث ارتفعت كافة اسعار السلع الاساسية والغذائية فى الاسواق العامة بصورة لم يتوقعها المواطنون وبات الناس تحت وطأة الحاجة يتقاسمون همومهم فما كان يكفى بعض الاسر لشراء قائمة احتياجاتها طوال الشهر من السلع الغذائية الضرورية والأدوية وما يتم دفعه من فواتير ( كهرباء- غاز - مياه – تليفون – انترنت ) الان لم تعد دخولهم كافية لتسديد فواتير الخدمات الضرورية التى فاقت قدرة العقل مما يعنى ان الوضع اصبح لا يطاق ويتجاوز قدرة تحمل شرائح كبيرة من المجتمع من الاسر الفقيرة واصحاب المعاشات وصغار الموظفين وذو الدخول المتدنيه من (عمال واصحاب معاشات تكافل وكرامة ) هؤلاء جميعا دهسهم غول الفقر تحت أقدامه .
مع ارتفاع نسبة الفقر والبطالة و تدنى قيمة الجنية المصرى امام العملات الاجنبية الاخرى وتفشى الاحباط وانعدام الامل بين الشباب واستمرار الحكومة فى اتباع سياسة الارتهان للقروض والتمويلات الخارجية كل خطوة اصلاحية تتم تحت مظلة ( صندوق النقد الدولى ) تترجم على ارض الواقع بتضييق معيشة المواطنيبن ودون ثمة جدوى عائدة عليهم ..ما الفائدة من اقتراض مليارات الدولارات اذا كانت نهايتها فى مشروعات بلا مردود مباشر على حياة للمواطنين ؟ للاسف حكومة عجزت عن فهم اولويات الناس واحتياجاتهم الضرورية .
لو كانت الحكومة لديها قدرة حقيقية للقضاء على انفلات الاسعار لفرضت رقابتها بفاعلية على الاسواق وتمكنت من خلال آلياتها القانونية من فرض السيطرة على الاسعار وفرض ضرائب تصاعدية على الطبقة الغنية وليس على الطبقة الفقيرة الكادحة . مطالبتنا برحيل حكومة د مدبولى ليس لاننا ضد الدولة بل اننا مع الدولة ومع كل مواطن ارهقه الغلاء .. نحن بحاجة الى حكومة انقاذ وطنى تملك الجرأة والرؤية الواقعية من الناحية الاقتصادية والاجتماعية على حد السواء وان تعمل من اجل راحة المواطنيين البسطاء الذين هم فى امس الحاجة للخدمات والإصلاحات التى تؤدى فى نهاية الامر الى تحسبن مستوى معيشتهم.بما يكفل لهم الحياة الكريمة .
ان الحكومة الحالية ليس لديها أى ابتكارات علمية أو افكار اقتصادية اصلاحية خارج الصندوق لتعظيم موارد الدولة بالاستثمار فى ( الانتاج زراعى والصناعي والتكنولوجي ) .
حكومة د. مدبولى تتعامل مع الازمات الاقتصادية بعقلية الجباية بدلا من دعم عملية الانتاج وتحفيز الاستثمار المحلى اتجهت الحكومة الى فرض مزيد من الرسوم والضرائب غير المبررة ما زاد الفجوة بين دخل المواطنينن وتكاليف المعيشة الضرورية هذا السلوك غير المسؤول يعكس نظرة استعلائية وغير واقعية من الحكومة ضد المواطنيين .
لذا فان الحل الحقيقى وضع سياسات اقتصادية واجتماعية تقوم على اسس علمية وتهدف الى زيادة دخل الفرد بما يتناسب مع الاسعار وحجم الانفاق اليومى وبفى بمتطلبات الحياة المعيشية الضرورية .
ان الاوان ان نقول لحكومة الدكتور مدبولى ان تتحمل مسؤولياتها كاملة وفقا للدستور وإلا يتعين عليها ان تفسح المجال لمن هو اكثر منها كفاءة وقدرة على انقاذ الاقتصاد من خلال برنامج اصلاحى بتوافق مع الظروف الإجتماعية والاقتصادية التى تمر بها البلاد وفقا لآليات قائمة على اسس علمية تتناسب مع الواقع .
نطالب بتشكيل حكومة تبحث عن آليات لزيادة العائدات والموارد بدلا من الاعتماد على خفض النفقات عبر رفع الاسعار وتقليص الدعم فى طل تدنى الحد الادنى للأجور وانعدام الخدمات العامة لغالبية المواطنيين ذوى الدخول غير المنتظمة والحرفيبن واصحاب المهن الحرة.

#جمال المتولى جمعة
المحامى -- مدير احد البنوك الوطنية بالمحلة الكبرى سابقا

جمال المتولى جمعة حكومة مدبولى بلا رؤية إقتصادية واجتماعية الجارديان المصرية