وجيه الصقار يكتب : طلاب ”المتفوقين” فى الضياع !

برغم أن طلاب "ستيم" أو مدارس المتفوقين يمثلون مشروع علماء ومخترعين ينهضون بمستقبل مصر العلمي والتكنولوجى، فهم يعانون من مشكلات وعراقيل تتنافى والهدف من هذه المدارس، فهناك نحو 6 آلاف طالب فى 21 مدرسة بمصر، يواجهون التجاهل والظلم برغم التفوق بداية من الاعداديه وخوض اصعب الاختبارات، فالطالب يدرس بالانجليزية ويعتمد على المراجع والأبحاث العالمية، ويؤدى الامتحان فى 14 مادة منها امتحان للتأهيل لدخول الجامعات وتراكمى للثلاث سنوات ومشروع عملى، والحضور يومى، ومع ذلك تصر الوزارة على أن يمتحن وتحت ضغوط عالية فى12 مادة فى مدة جدول الثانوية وهو 5 مواد فقط، ولا يأخذ وقتا للمراجعة، فإذا نجح بتفوق يعاملونه "بالنسبه المرنة" فى دخول الجامعة وهى مابين 1و2% من طلاب الثانوية العامة فى الكليات الحكومية، حتى لو كانت الكلية تقبل أقل من مجموعه، ويهمل الباقون حتى لومجموعهم أعلى من القبول بهذه الكليات، معنى ذلك أن الوزارة تعاقبهم على تفوقهم بل تقتلهم بعد سنين من البحث والدرس والتفوق والمصروفات، ونفس المشكلة فى التسكين بالمدن الجامعية، ويفضل عليهم الأقل علما ودراسة ومجموعا فى الثانوية العامة. كما يحرمون من معامل التفوق المحدد فى 1.25% حتى المتفوقين ممن ضاع حقهم فى كليات الطب مثلا، محرومون من المنح الحكومية والخاصة بعد سنين من البحث العلمى وامتحانات نوعية عالمية تقيس التفكير والتحليل، وهم يمثلون مستقبل مصر العلمي التكنولوجي ، اختاروا طريق البحث والابتكار والعلم الحقيقي طريق المتاعب، يحملون على أكتافهم حلم وطن، ونواة نهضته العلمية القادمة ولا يطلبون امتيازات، بل حقوقًا طبيعية تضمن العدالة وتقدّر تميزهم وجهدهم الشاق يعانون غياب العدالة في التقييم. برغم أنه يمكنهم صنع مستقبل مصر في الابتكار والتكنولوجيا. فلا يدخل طالب STEM الكلية التي يستحقها بمجموعه برغم تفوقه، ولا تراعي الدولة اختلاف نظام دراستهم الصعبة والبحثية عن الثانوية العامة. بل تقتل طموحهم العلمي، خاصة في العلوم الطبية والهندسية، مما يتناقض مع الهدف الأساسي من إنشاء مدارس STEM، لتخريج علماء ومبتكرين لخدمة مصر ، بل هم عباقرة مصر فى البحث، والابتكار والتجريب ، يصنعون المعرفة وأن ما بحدث لهم ظلم يصرف الطلاب المتميزين عن هذه المدارس، وتخسر مصر صناعة علماء يقودون التقدم نتيجة ضياع حقوقهم وجهدهم.... فإن المطالب العادلة للطلاب هى : إلغاء النسبة المرنة الظالمة وزيادة عدد المقبولين منهم في الكليات الطبية الحكومية حتى ولو بالمساواة مع طلاب الثانوية العامة، وتوفير أماكن لهم في المدن الجامعية، مع تطبيق معامل تفوق 1.25% أسوة بالأنظمة التعليمية المتميزة فى العالم، لاختلاف طبيعة دراستهم عن طلاب الثانوية، وضرورة حل مشكلة جداول الامتحانات لتكون متناسبة مع عدد مواد الدراسة، ومطلوب تخصيص منح حكومية وخاصة لهم أسوة بالثانوية العامة على الأقل، فهم الأولى بالدعم نظير جهودهم وإنجازاتهم العلمية طوال العام الدراسى، وهم يمثلون مصر في مسابقات علمية عالمية ويصنعون اسم مصر .. الحقيقة إن طلاب مدارس المتفوقين يشعرون أنهم يُعاقَبون على تفوقهم وتعبهم بدلًا من مكافأتهم عليه.. هل لدينا من يسمع ويفهم أمام هذه الجريمة ..؟!