الأحد 16 نوفمبر 2025 12:36 صـ
الجارديان المصرية

رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحرير عبد النبى عبد الستار

مقالات

وجيه الصقار يكتب : تجريم الإنسانية بجامعة أسيوط!

الكاتب الكبير وجيه الصقار
الكاتب الكبير وجيه الصقار

قضية أستاذ التربية بجامعة أسيوط الدكتور عادل النجدي تكشف الخلل الواضح فى التعامل الإنسانى. رجل يراعى الظروف الإنسانية للطلاب فى أيامنا السوداء، بمنحهم المقررين الدراسيين يدرسهما للطلبة (الكتابين) مجانا لجميع الطلاب بعد أن تأكد أن معظمهم لم يدفع المصروفات. وبالتالى لم يحصلوا على الكتب الدراسية من الكلية لذلك بادر بالتبرع بهما من أول أسبوع واستمرت الدراسة شهرين، وأوقفته الكلية عن تدريس المادتين بحجة مخالفة اللوائح وعدم تقديم الكتابين لتبيعهما الكلية للطلاب، مع أن القانون يمنع إجبار الطلاب على شراء الكتاب الدراسى، وفى المقابل كان تقدير الجامعة منعه من تدريس المادتين. وكلفوا آخرين لتدريس منهجين بديلين وألغوا ماذاكره الطلاب، برغم بدء امتحانات "الميد تيرم" فيحارب عميد الكلية ورئيس الجامعة العملية التعليمية علانية ورسميا، مما يكشف مخالفتها القوانين وهم أحق بالمحاكمة، هل القرار بعد شهرين أهم من الطلاب ومستقبلهم، حتى لو ضاع التيرم كله على الطلاب ؟! أرى أن هؤلاء الناس غير مسئولين وغير جديرين بالمنصب . فالقضية أن الدكتور النجدى تنازل عن حقه فى ثمن الكتب وهو حر ولم يضر... أين هذا القانون الغبى الذى يمنع أن يتبرع الأستاذ بحصيلة ثمن الكتاب بل يلزم الطلاب بشرائه من الكلية عنوة ؟! القانون هنا موضوع لمنع تجاوز الأستاذ فى سعر الكتاب، فإذا تبرع به يكون مخالفا؟! وهو عميد الكلية السابق الذى عمل على تطبيق القانون, ويراعى ظروف الطلاب ومعظمهم يعانى الفقر الشديد مثل باقى محافظات الصعيد، أين اللوائح التى تمنعه كأستاذ جامعي ليتبرع لظروف إنسانية. الدكتور النجدي لم يتغيب عن أي محاضرة منذ بدء العام الدراسي، ولم يتقدم أي طالب بشكوى ضده، بل كان الأستاذ الوحيد الذي قدم المادة العلمية منذ اليوم الأول للدراسة ومجانًا، وجاء قرار الجامعة بعد وقت طويل مما يكشف أنها مؤامرة. لو خالف القانون لاتخذوا وقتها قرارا من أول أسبوع، بل إن هذا القرار الغبى خالف المادة 12 من قرار المجلس الأعلى للجامعات وتنص على حرية الأستاذ الجامعي بشرط ألا يتجاوز الكتاب السعر المحدد من الكلية. وهناك حكم محكمة سابق بأنه لا يجوز إجبار الطلاب على شراء الكتاب الجامعي فى الوقت الذى تجبر فيه جامعة أسيوط الطلاب على دفع ثمن الكتاب مقدما فى المصروفات، فالجريمة هنا تقع على العميد ورئيس الجامعة ولا محاسب ..تلك سابقة تكشف الخلل المشين للأداء فى الجامعة التى تعمل بلا نظام أو معايير ...!!

وجيه الصقار تجريم الإنسانية بجامعة أسيوط! الجارديان المصرية