جمال المتولى جمعة يكتب : جيل زد صحوة بين الواقع والخيال

ان جيل زد يعد أول جيل رقمى نشأوا منذ صغرهم وهم على اتصال بوسائل التواصل الاجتماعى والتقنيات الرقمية ويقضوا وقتا طويلا فى الفضاء الافتراضى ويعيشوا فى عالم خيالى غالبا مايتسم بالطموح ويرفض الأوامر ويهتموا إهتماما بالغا بالسياسة ويطمحوا فى إصلاح الدولة وتغيير إستراتيجيتها - أنه جيل يبحث عن الأمان الشخصى ويبتعد عن الأسئلة الكبرى حول شكل وطبيعة نظام الحكم , جيل لايعنيه كثيرا من يحكم أو من يعارض لأنه لا يرى فى أى منهم سبيلا لتغيير الحال .
وتتمثل ابرز معالم جيل زد فى الحصول على فرص العمل من خلال المنصات الرقمية ويتمتعون بمهارات تكنولوجيه بالغة الأهمية حيث وصفتهم وسائل الاعلام بأنهم ابناء العصر الرقمى ولديهم خلفية كبيرة تجاه الذكاء الاصطناعى ويفضلون التخصص والمدارس المهنية, فهم يتواصلون ويتشاورون ويناقشون عبر الحدود من مختلف دول العالم وان دعواتهم للتظاهر والاحتجاج السلمى باتت مسموعة أكثر من أى حزب سياسى ان إحتجاجاتهم فى النيبال ادت الى هروب رئيس مدغشقر من البلاد حيث طالب المتظاهرون برفع الحظر عن وسائل التواصل الاجتماعى واصلاح نظام التعليم والتحقيق فى تضخم ثروات المسؤولين وضمان الشفافيه فى الانفاق العام كما طالبوا بإستقالة رئيس الوزراء وحل البرلمان وتعديل الدستور.
كما ادى إحتجاجهم فى المغرب الى اعتقال الكثير منهم وطالبوا بتحسين الخدمات الحكومية مثل التعليم والصحة والتشغيل ومكافحة الفساد والمحسوبية وتوفير فرص عمل للشباب ومحاسبة الفاسدين وتحميل الحكومة مسؤولية الاوضاع الاجتماعية والاقتصادية المتدهوره حتى اضطرت الحكومة للتأكيد على ضرورة الاصلاح وعزمها على تنفيذه فى الواقع .
وطالب العاهل المغربى محمد السادس بإعطاء الأولوية لتسريع برامج التنمية المحلية لاسيما تلك المتعلقة بتوفير فرص العمل والنهوض بقطاعى الصحة والتعليم مشددا على ضرورة محاربة كل الممارسات التى تضيع الوقت والجهد والإمكانات المتاحة إقتصاديا وإجتماعيا
السيناريو قد يتكرر فى أكثر من موقع فى العالم واليوم علينا أن ننتبه جميعا وأن ننصت جديا لا دفاعا عن الماضى بل رغبة فى الفهم لعلنا نجد معا سبيلا لحل لغز تعثر محاولات التحديث فى بلداننا خاصة أن لدى جيل زد ما يمكن ان نبدأ منه للتعامل مع الواقع الصعب .
لم يعد امام الحكومات الحالية سوى معالجة التحديات التى تواجه هذه الفئة العمرية من مطالبهم :-
1 - العدالة الاجتماعية 2 - تكافؤ الفرص 3 - توزيع عادل للثروة 4 - انهاء المحسوبية 5 - خلق فرص عمل حقيقية 6 - دعم الفئات الاجتماعية المهمشة 7 - محاربة الفساد 8 - حرية الرأى والتعبير 9 - الكرامة والعدالة 10 - النهوض بمستوى الخدمات الاجتماعية من تعليم وصحة.
كلها مبادىء تتبناها كل الحكومات دون تنفيذ على أرض الواقع وان عدم سماع الحكومات العربية بمشاكلهم والوقوف على إحتياجاتهم لابد من الإسراع فى التحول نحو التصنيع والتكنولوجيا .
لقد وجد جيل زد أن الإعتراض على السياسات التى تقود بلدانهم الى براثن الفقر تستحق المخاطرة بحياتهم من خلال الاحتجاج السلمى ضد الأنظمة الإستبدادية الفاسدة .
ولعل أروع ماجاء فى قولهم "أن وجودهم فى الشارع لا يشكل تهديدا وليس مقايضة سياسية بل هو نداء صادق من أجل الحق فى الصحة والتعليم والعمل والحياة الكريمة".. !

#جمال المتولى جمعة
المحامى – مدير أحد البنوك الوطنية بالمحلة الكبرى سابقا