الجمعة 12 ديسمبر 2025 12:08 مـ
الجارديان المصرية

رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحرير عبد النبى عبد الستار

مقالات

دكتورة هبة الله حجاج تكتب : ”النفوس النادرة… وبصمتها الباقية في العمر”

دكتورة هبة الله حجاج
دكتورة هبة الله حجاج

"وكم من لقاءٍ كان محضَ مصادفةٍتركَ الأثرَ الباقي بلا ميعادِ"

في دروب الحياة الطويلة، كثيرًا ما نلتقي بأشخاص يظهرون في أشد لحظات التشتّت، حين نعجز عن تمييز الطريق أو فهم ما ينتظرنا. ورغم أن حضورهم قد يأتي مصادفة، إلّا أن أثرهم يبقى أعمق من كل توقّع. هم أولئك الذين تخاطب كلماتُهم العقلَ والروح معًا، وتأتي نصائحُهم متناغمة مع تفكيرنا، فيحتوون حيرتَنا دون أن نطلب، كأن القدَر أرسلهم ليضيئوا زاوية مظلمة في داخلنا.

هؤلاء الناس معدنهم نفيس… نفيس إلى حدّ لا تعادله الدنيا بما فيها. يتركون بصمة لا تمّحي، ويؤثّثون في القلب مكانًا لا يشاركهم فيه أحد. قد تكون كلمة قالوها، أو فكرة زرعوها، أو نظرة فتحت لنا بابًا لفهم جديد… لكنها تصبح سببًا في تغيير مسارٍ كامل كنّا نمضي فيه بلا هدى.

ولهذا، يظل الامتنان لهم رفيقًا لنا ما حيينا. فنذكرهم كلما تقدّمنا خطوة، ونشتاق لوجودهم كلما ضاقت الأيام، ويكبر في داخلنا حلمٌ بأن نبلغ نجاحًا يليق بقيمتهم… نجاحٌ يجعلهم فخورين بنا قبل أن نفخر نحن بأنفسنا.
وأجمل ما في وجودهم أنّهم نورٌ صغير يظهر في لحظةٍ مظلمة، فيقودنا إلى الدرب الصحيح. أشخاص يغيّروننا، ويهذّبون رؤيتنا، ويتركون في الروح بذورًا من الخير تنمو كلما تقدّم بنا العمر.

ومهما تبدّلت الطرق، سيظلّون هم العلامة المضيئة التي نعود إليها كلما أعيانا العالم، وهم الدافع الذي يجعلنا نتجاوز حدودنا لنصنع إنجازًا يليق بقدرهم… وبالأثر العظيم الذي تركوه في رحلتنا.

كتورة هبة الله حجاج ”النفوس النادرة… وبصمتها الباقية في العمر” الجارديان المصرية