الثلاثاء 16 ديسمبر 2025 12:28 صـ
الجارديان المصرية

رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحرير عبد النبى عبد الستار

مقالات

وصفى هنرى يكتب من فيينا: اعتراف

الكاتب الكبير وصفى هنرى
الكاتب الكبير وصفى هنرى

لم أشعل الشموع كل يوم أحد، كعادتي من كل عام ، بدايةً من الأحد الأخير من نوفمبر من كل سنة وحتى حلول الكريسماس ، بل ولم أذهب لإجراء جراحة عينيّ التي كنت أنتظرها منذ ستة أشهر، و التى كانت مقررة يوم الجمعة الثامن والعشرين من شهر نوفمبر الماضي .
قلقتنا عليك فيه ايه ؟… خشّ في الموضوع على طول… حاضر حاضر .
يوم الاثنين الموافق ٢٤ نوفمبر، أحسست باحتقان في الزور وارتفاع بسيط في درجة الحرارة . ثانى يوم الثلاثاء ذهبت إلى طبيبتي الخاصة، وقالت لي إن حالتك تحتاج إلى مضاد حيوي وخافض للحرارة وبدات على الفور تناول اول حبة من المضاد . لكن في المساء تحوّل الأمر إلى كابوس، فقد بدأت أشعر بضيق شديد في النفس وارتفاع في درجة الحرارة وصلت إلى ٣٧٫٩ درجة مئوية.
ضغطت على جرس الإنذار المثبّت في ساعة ألبسها في رسغي طوال وجودي في البيت. ردّت عليّ سيدة ، بعد التحية ومساء الخير سألتني: ما مشكلتك؟ قلت لها إن حرارتي مرتفعة، وأعاني آلامًا في الصدر واحتقانا شديدا فى الزور ولا أستطيع الحراك من السرير، وأريد طبيب طوارئ . لكنها تجاهلت طلبي، ثم بدأت في طرح كثير من الأسئلة تستفسر عن أدق تفاصيل التفاصيل .
وفي النهاية قالت لي: ابقَ كما أنت، لا تتحرك، وستكون عندك سيارة إسعاف في أسرع ما يمكن، لأنك — والحديث لها — تحتاج إلى مستشفى حالًا . ثم سألتني إن كان لديّ مفتاح في خزنة خارج المنزل . قلت نعم، وأعطيتها الرقم السري لخزنة المفتاح الاحتياطى .
بعد خمس دقائق كان يقف بجوار السرير شابّان عريضا المنكبين قاما بكل الإجراءات اللازمة ، رسم قلب، وقياس الضغط والسكر والتنفس، ثم أخبراني أنه لا بد من نقلي إلى المستشفى فورًا. وهناك تم التشخيص بأنه التهاب رئوي حاد، وقاموا باجراءات الدخول وبدأوا العلاج اللازم، وبعد فترة ليست قصيرة بدأت أتماثل للشفاء.

لكن يبدو أن طول الرقاد في السرير لمدة طويلة أصبت بجلطة شديدة في ساقي الشمال، تحتاج لعلاج يمتد لثلاثة أشهر إضافية على الأقل في المنزل، مع مراعاة لبس الجورب المطاطي المناسب لهذه الحالات، والذي سوف يُصنع بالمقاس لسافي باللون الأحمر كالدم .
لكن الحقيقة أن عدم إشعال الشموع ، وتأجيل جراحة العيون التى انتظرتها طويلا ، وإصابتي بالتهاب رئوي حاد، بالإضافة إلى جلطة ضخمة في قدمي، ليست سببًا لأن نفقد الأمل والتفاؤل ، أو حتى أن توقفني عن ترديد جملتي الخالدة:
إيه اللي فاضل عالجنة
شكرًا جدا صديقتي الحبيبة Dalia Elraies داليا الريس والغالى مجدى حنا Mabrouk Magdy على زيارتهما الداعمة الجميلة

وصفي هنري
فيينا ٦ كيهك ٦٢٦٧
١٥ ديسمبر ٢٠٢٥

1eb0cc8af341.jpg
وصفى هنرى اعتراف الجارديان المصرية