طارق محمد حسين يكتب : لغتنا العربية في عيدها
تم الاحتفال باليوم العالمي للغة العربية لأول مرة في عام 2012، وتقرر تكريس يوم 18 ديسمبر يومًا عالميًّا للُّغة العربية، وإقرار اللغة العربية ضمن اللغات الرسمية ولغات العمل في الأمم المتحدة ،وهي وعاء الحضارة الإسلامية وميراث الإنسانية الغني ، في يومها العالمي نستحضر روائعها وجمالياتها التي ألهمت الشعراء والفلاسفة والعلماء ، فاللغة العربية بما تملكه من مفردات وأساليب، تستطيع التعبير عن أدق الأحاسيس وأعمق الأفكار ببلاغة وسلاسة ،وهذا يؤكد دورها في بناء الحضارات ونقل العلوم. اللغة العربية هي لغة الأجداد وتراث المستقبل، وتعد اللغة العربية من أقدم اللغات السامية، وأكثر لغات المجموعة السامية تحدثًا، وإحدى أكثر اللغات انتشارًا في العالم، يتحدثها أكثر من 467 مليون نسمة. وهي لغة القرآن، ولا تتم الصلاة في الإسلام إلا بإتقان بعض من كلماتها. تستحق الاحتفاء بها كل يوم، لا سيما في عيدها، لا يمكن لعين أو اذن أن تخطيء لهذا التراجع المريع للغتنا العربية ،العربية أصبحت لغة شرفية فقط و الحمد لله أن جعل القرآن و الصلاة لا يصحان إلاّ بها ، لكانت إذن اللغة العربية مجرد أساطير تروى للأجيال مثلها مثل أمجاد المسلمين ، اللهم شرفنا بالتحدث بها ، و أكرمنا بتذوقها ، و آرزقنا حبها و حب أهلها ، و اجعلنا مع الذين لا يتكلمون إلاّ بها في جنات النعيم .
إن هذا اليوم هو يوم يجب علينا جميعاً أن نحتفل به بهذه اللغة الغالية على قلوبنا ، لغة الإسلام و لغة القرآن و لغة العبادات ، فكل عام وجميع العرب و المسلمين و الناطقين بالغة العربية بألف خير من الله رب العالمين . التي صارت غريبة بين أهلها ، وقد ازاحتها عن عرشها لغة شعبية أقل ما توصف بالسوقية ، تبث بإلحاح وتقتحم حياتنا عبر كافة وسائل الإعلام من إذاعة وتليفزيون ، أفلام ومسلسلات وأغاني ومنصات التواصل الاجتماعي ، حتي صارت هذه اللغة الهابطة هي ما يجري على ألسنة الناس في حديثهم وتعاملاتهم اليومية ، والأخطر أن العربية تراجعت في أوساط المثقفين ، فاللغة هي وعاء الفكر، وهي المعبر الرئيس عن الهوية وتفرد الشخصية ، وتشويهها يعني مسخا للشخصية وتفتيتا للهوية ، ويعد ضعف لغة المجتمع دليلا قاطعا على تدهور هذا المجتمع على كافة المستويات ، فاللغة ترتبط بأهلها قوة وضعفا ، ولابد لأمة تريد أن تتقدم أن يكون لها لغة قومية تصنع فكرها وتشكل عقلها ووجدانها ، إن ولع المثقفين من أبناء العربية باللغات الأجنبية والعناية بها أكثر من لغتهم الأصلية وافتنانهم بمظاهر الحضارة الغربية الخادعة ، تسبب في انفصالهم عن مجتمعهم الاصلي ، الي الحد الذي بلغ بنا ان نعلم اطفالنا اللغة الاجنبية حتي قبل ان ينطقوا العربية !! ، إن الجيل الجديد من الشباب والصبية اختاروا لغة جديدة يجرى التعامل بها ولها مفرداتها الوقحة جدا من وجهة نظرنا ، وصعود هذه اللغة إلي قاموس تعاملات الشباب ، يعني بناء أسوار من العزلة بينهم والمجتمع ، إن اختيار الله سبحانه وتعالى للغة العربية لتكون لسانا لوحيه ووعاء لأحكامه هو دليل علي صلاحية هذه اللغة للبقاء والاستمرار، وقدرتها على استيعاب متغيرات العصر، فالقرآن الكريم نزل بالعربية، وفيه قال الله تعالى: "إنا أنزلناه قرآناً عربياً لعلكم تعقلون" .هذا النص المعجز أبرز قوة اللغة وعمقها، حيث تتفاعل الحروف والكلمات لتخلق معاني بديعة تتحدى الزمن، إن أهل اللغة العربية هم أول من أساءوا اليها بإهمالهم لها بحدود استخدامها في الكتابة والخطابة فقط ،وبما أننا اتفقنا على أن وسائل الإعلام والتواصل قد ساهمت بشكل كبير في تدهور احوال اللغة العربية ، فإن هذه الأجهزة مطالبة بتحمل مسئولياتها في تصحيح المسار، وعلينا أن نسعي إلى عودة اللغة العربية الي مجدها القديم وأن نركز جهودنا علي مواجهة هذا الاسفاف ، إن لغتنا العربية حائرة تزاحمها علي أرضها كل لغات الكون بما فيها اللغة العامية بكل مفرداتها الركيكة ، فهل نجد أذان صاغية لوقف طوفان العولمة الجامح المهدد للغتنا بالضياع ؟ . كل عام وانتم ولغتنا العربية الرائعة في رقي وارتقاء ورفعة واتساع لعشاقها....












السيطرة على حريق مسجد بالحوامدية دون خسائر بشرية
القبض على طالب متهم بقتل صيقه بعد وصلة مزاح
تأجيل محاكمة 6 متهمين فى قضية داعش أكتوبر
ضبط شخص يوزع أموالا على الناخبين بمخزن بالمرج
أسعار الذهب في الصاغة اليوم الجمعة
سعر الدولار اليوم الخميس 11 ديسمبر 2025 مقابل الجنيه المصري
أسعار الدولار أمام الجنيه اليوم الأربعاء
أسعار الذهب اليوم في مصر..