الخميس 25 أبريل 2024 04:31 مـ
الجارديان المصرية

رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحرير عبد النبى عبد الستار

تحت الحزام

عبدالنبى عبدالستار يكتب : فى ذكرى رحيل مبارك ..هل يسامحنى فى قبره ؟

الكاتب الصحفى عبدالنبى عبدالستار
الكاتب الصحفى عبدالنبى عبدالستار

لا يوجد إنسان فى بر مصر المحروسة عاقلا كان أو مجنونا، غنيا كان أو فقيرا، مسلما كان أو مسيحيا، أهلاويا كان أو زملكاويا، مثقفا كان أو بصمجيا، يمكن أن يتهمنى بأننى من رجال السلطة أو حملة المباخر أو المطبلين أو المزمرين أو لاعقى أحذية الكبار في عهد الرئيس الراحل محمد حسنى مبارك.
لم أكن يوما ما فى خندق مبارك، بل كنت من أشرس معارضيه بقلمى وحنجرتى، كتبت ضده عشرات بل مئات المقالات المحرضة والمتمردة والثائرة وشاركت فى العديد من المظاهرات المطالبة برحيله.
ولكن بعد الآن بعد رحيله عن السلطة بعشر سنوات وبعد رحيله عن الحياة بعام واحد أستطيع أن أقول كلمة حق يمليها عليّ ضميرى حاليًا اننى لم أكن منصفا ابدأ وأنا أصف مبارك بالفرعون والديكتاتور وأتهمه بالفساد وتدمير البلاد وتشريد العباد...
فقد اكتشفت الآن اننى كنت من الظالمين، لم أكن عادلًا وأنا أستخدم قلمى فى التنكيل بالرجل ورجاله.. كنت أراهم فشلة وعجزة وفاسدين على غير الحقيقة..
الآن فقط أشعر بعقدة الذنب تجاه الرئيس الراحل حسنى مبارك الذى كان قائدا ماهرا يقود دولة معظم شعبها من الفهلوية والكسالى، لا يجيدون سوى الشكوى، والكذب والإحساس بالاضطهاد.
أستحلفكم بالله هل هناك مجال للمقارنة بين مصر 2010 وبين مصر 2021؟ ...أيهما أفضل ..فتحى سرور و يوسف بطرس غالى وأمال عثمان وفاروق حسنى وماهر اباظة وغيرهم.. ام من تصدروا المشهد من بعدهم ؟ !
بالطبع لا مجال للمقارنة فقد كانوا رجال دولة بمعنى الكلمة وكنا جلادين لا نعرف قيمتهم فانتقم الله منا بسياسيين ومستشارين وبعض الوزراء والمحافظين (فوتوشوب).
والآن أجد لدي من الشجاعة ما يكفى للاعتذار لحسنى مبارك فى قبره ورجاله، أعتذر ولا أنتظر شيئا فهم لا يملكون لأنفسهم ضرا ولا نفعا وقد سبق لى الاعتذار رسميا ووجها لوجه للمحترمين علاء وجمال مبارك نجلى الرئيس الراحل خلال لقاء على هامش عزاء شقيقة صديقى مرتضى منصور بمسجد الحامدية الشاذلية قبل وفاة الرئيس مبارك بنحو شهرين.

(وحسبنا الله ونعم الوكيل)

حسنى مبارك الرئيس الراحل مبارك علاء مبارك جمال مبارك مرتضى منصور