السبت 20 أبريل 2024 12:00 مـ
الجارديان المصرية

رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحرير عبد النبى عبد الستار

مقالات

الدكتور حمدى الجابرى يكتب : تامر وتامر وبينهما شعب ..صابر

الدكتور حمدى الجابرى
الدكتور حمدى الجابرى

الآن وقد هدأت هوجة تجاوز تامر الأول أمين فى حق أهل مصر والرد عليه بما يستحق وأكثر بطريقة ربما تذكرنا برطل اللحم و شايلوك فى مسرحية شكسبير وكذلك بعد إنشغال أهل مصر بمصاعب الحياة وأهل الدراما ونجومها بمكاسب المسلسلات التى ينتجها المتحكم الأوحد فى الدراما المصرية تامرالثانى.. سينرجى .. مرسى .. ربما تكون هناك فسحة من الوقت لإعادة التفكير فى كل منهما والنتائج المأمولة المنتظر من كل منهما تحقيقها .. مع الأخذ فى الاعتبار أن الرئيس السيسى نفسه قد نبه أكثر من مرة الى ضرورة إعادة النظر فيهما ..
مثلا مع تامر الأول لا ننسى الشكوى من الإعلام و(عبد الناصر كان محظوظ، لأنه كان بيتكلم والإعلام كان معاه) وكذلك الإشارة الى عدم معقولية أن ينفرد مذيع ما بالناس لعدة ساعات كل يوم مع العجز الواضح للأجهزة الرسمية لتغيير الحال المشكو منه فى الاعلام أو فى انفراد المذيع بالناس ساعات طويلة كل يوم .. رغم فشل أشهر تجربة سابقة مماثلة .. الخاصة بأحمد سعيد فى أيام عبد الناصر !
والحقيقة أنه لابد من التماس العذر لمن ينسى المخاطر الاعلامية التى كان يتعرض لها عبد الناصر من اسرائيل واذاعاتها مع البى بى سى واذاعة بغداد وغيرها التى كان لابد من التصدى لها بالمتاح أيامها .. لا صوت يعلو فوق صوت المعركة وحث المواطن المصرى بـ (لا تستمع الى الإذاعات الأجنبية ) ، تلك المخاطر التى زادت اليوم كثيرا وبصورة بالغة الضرر إذا لم يتم التصدى لها بقوة وحسم ودراسة وحرفية .. ليس فقط داخليا ولكن على المستوى الخارجى أيضا .. لأن الأمر تعدى بلدان قليلة ومحطات محددة الى قنوات عديدة وأفراد كثر منتشرون فى بعض البلدان بأحدث الأجهزة التكنولوجية ولا يوقف تجاوزاتهم التى وصلت الى حد البذاءة أى منطق أو عائق أو قانون ..
كان المنتظر أو المأمول فى ضوء واقع الحال وإشارات الرئيس أن يتم إعادة النظر فى أشياء كثيرة بداية من المؤسسات والمادة الثقافية والاعلامية والمذيع وفق خطط محددة المعالم والأهداف خاصة وأن استمرار الأمر على نفس الوتيرة السابقة عليه لابد أن تكون نتيجته المنطقية الوصول الى نفس النقطة فى نفس الدائرة .. القديمة التى لم تتغير ولو من الناحية الشكلية ..
مع تامر الأول أمين .. الذى يختلف كثيرا فى رجاحة العقل وأسلوب التعامل بل وإنتقاء اللفظ والجملة عن والده الأستاذ أمين بسيونى .. تامر الأول هذا .. بعد محاسبته وتوقيع كل العقاب الواجب عليه ، وربما مستقبلا على كل مشعلى الحرائق الاعلامية ، كانت هناك فرصة كبيرة لتعريف الناس فى الداخل والخارج بأهم ما تقوم به الدولة من أجل أهلنا فى الصعيد وتنميته والمشروعات القائمة فيه على قدم وساق فهذا هو الأجدى والأهم والأبقى من مجرد إنزال اللعنات عليه وعلى والديه فالتنوير هتا مقدم على التبوير أوالتبرير لأن الإشكاليات المجتمعية لن يكون مفيدا فقط إنكارها خاصة وأن الحوادث الفردية التى تفرد لها الصحف صفحات وكذلك مواقع التواصل الاجتماعى سرعان ما تثبت ذلك ومنها على سبيل المثال الحادث الأخير للمتحرش بالطفلة التى لم يكن غريبا أن يكون أهلها من الذين أساء اليهم تطوعا تامر الأول نفسه .. الذى ربما تشجع وبادر بالإعتداء اللفظى عليهم متسترا بحديث الرئيس عن الانفجار السكانى ، والأقرب متزلفا !
أما تامرالثانى.. سينرجى .. مرسى فقد تأكد الجميع اليوم أنه قد دانت له تماما معظم أدوات القوى الناعمة وعلى رأسها الدراما التليفزيونية وغيرها بعد مسيرة ناجحة منذ عام 2003 التى كانت بدايتها التخصص فى الدعاية والإعلانات بعدها بدأ الدخول الى مجال إنتاج الدراما عام 2007 بمسلسل أعقبه فى الأعوام التالية بالتدريج إنتاج مسلسلات كان يمكن لها أن تنتهى به الى أن يكون أحد أهم منتجى الدراما فى مصر بجانب غيره ولكنه أصبح الأوحد تقريبا فى مجال الإعلام منذ عام 2017 ووهو الأمر الذى لم يعدم إشارات وأحيانا حديثا صريحا عن ملكية أجهزة رسمية فى البلد لكل ذلك .. وهنا قد يكون مفيدا التذكير بفشل اللجنة الحكومية (لجنة الدراما) - التابعة للمجلس الأعلى للإعلام واستقالتها - فى إعادة الإنضباط الى مجال الدراما وقبلها إعادة التذكير بملكية الدولة من أيام عبدالناصر للإذاعة والتليفزيون وبالتالى عملية الإنتاج والمحتوى والبث وهى نفسها الفترة الذهبية للإنتاج التليفزيونى مثلا والتى تلتها فترة طويلة كانت فيها الملكية بل والمحتوى الإعلامى كله تحت رحمة الملاك الجدد لوسائل الاعلام بصفة عامة ومعظمهم من رجال الأعمال ومنهم من لا يعرف توجهاته أو حتى تمويله ومصادر ثرواته !
من ناحية أخرى ، تحدث الرئيس أكثر من مرة عن السينما وأهميتها فى بناء عقل ووجدان المواطن ولم تنجح أية جهة أو وزارة فى إعادة إحياء السينما رغم كثرة الوعود واللجان والاجتماعات التى إنتهت الى نتيجة ثابتة .. عدم القدرة على تنفيذ توجيهات الرئيس مثلما حدث مع أكثر من وزير .. الدكاترة .. عرب – النبوى – ايناس .. ثم بعد كل ذلك الوقت والجهد والمال هل كان من المفترض إنتظار ما لن يتحقق أبدا .. فى انتظار جودو أو خليل الرحيمى .. لذلك كانت مبادرة الإنتاج السينمائى هنا محمودة مثلها مثل الإنتاج التليفزيونى لابد أن تحكمه خطط واضحة لتحقيق أهداف محددة مثل تلك الخاصة بالإنتاج التليفزيونى كتخفيض ميزانيات الانتاج عن طريق التحكم فى الأجور أو الإكتفاء بمواقع التصوير المصرية وهى رغم الترحيب بها لا يمكن أن تكون وحدها .. الخطة أو التجديد الذى تهدف سينرجى الى تحقيقه ..
تبقى الإشارة الى أن الإستعانة بالوجوه الجديدة الموهوبة وليس توفيرا لأجر النجوم مر محمود طالما إلتزمت الشركة بالقواعد القانونية النقابية وتأكيد أهمية دراسة مجال التخصص حتى لا نكون كمن يتقدم الى الخلف ..
وأخيرا بعد اعتراف الجميع لتامر الثانى ومايمثله بالسيطرة والمقدرة أظن أنه ممكن إتاحة الفرصة للجادين من المنتجين للعمل والتعاون معهم مثلما تعاون العدل وفق شروطكم وأهدافكم فليس من المعقول أن يكون التضييق على الناس أو خراب البيوت هدف تسعون الى تحقيقه وكذلك إتاحة الفرصة لأعضاء النقابات الفنية ليس فقط لأنهم من المتخصصين ولا عمل لهم غير هذا ولكن أيضا لإثبات أن أهم جهة اليوم فى هذا المجال .. تحترم القواعد والقانون وبذلك تكسب الولاء والوفاء لها وكل من تمثلهم فهذا أيضا يمكن أن يكون مدرجا فى خطة العمل ..
وبالمناسبة .. يمكن لتامر مرسى الإستعانة بزين التليفزيون للحصول على محاضر اجتماعات اللجنة العليا للدراما قبل الثورة التى شارك فيها أصحاب الأسماء الكبيرة التى صنعت معظم الأعمال الدرامية المضيئة وفيها كل مايخطر أو لم يخطر لكم على بال توفيرا للوقت والجهد .. والصدفة ..
أظن أنه بقليل من الجهد والتفكير والتخطيط من السهل الوصول الى ما يرضى ويفيد البلد والرئيس والشعب الصابر على الصعاب وليس منها طبعا .. تامر الثانى .. أما تامر الأول فربنا يصبره على مابلاه به لسانه ..