الجمعة 19 أبريل 2024 07:44 مـ
الجارديان المصرية

رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحرير عبد النبى عبد الستار

مقالات

محمد الغيطى يكتب : نوال السعداوى وطفح (الباكبورتات)

الإعلامى محمد الغيطى
الإعلامى محمد الغيطى

رحلت نوال السعداوي و طفحت بعد رحيلها باكبورتات الفيس بوك على ايدي الاخوان والسلفيين والمتأسلمين المتنطعين ،طوفان من القاذورات من سب وشماتة وقلة ادب وانعدام حياء وتجاوز حتى ان معطمهم قد نصب من نفسه ربا قرر مسبقا مصيرها وقذف بها والعياذ بالله في جهنم وهي بين بيدي الرحمن الرحيم ،لقد شعرت بالقرف الشديد لهولاء وانا اطالع تعليقاتهم وسألت نفسي هل هؤلاء مسلمون ،هل هذا دين جديد ، حاسبتوها وكفرتوها وقررتم مصيرها في العالم الاخر في دنيا الحق يااهل الباطل ،وللاسف وكالعادة يستنكف المثقفون والمستنيرون الرد والبعض يخشى ان يدافع عن فكر نوال السعدواي حتى لايصاب بأثر نفايات الباكبورت وهو موقف انهزامي قح يجعل اهل العقل في برج عاج ويستمر العقل العام للمجتمع مسروقا ومستقطبا في كهف الظلاميين والجهلاء والحمقى ،معظم تعليقات المتنطعين انصبت على انها انكرت الاسلام وهاجمت الحجاب والنقاب وارادات تحريف القران ( اسفل المقال سكرين شوت لبعض من هذه التعليقات ) ولهؤلاء اقول حتى لو الست من وجهة نظركم خرجت عن ملتكم ،حتى لو لم تكن مسلمة فليس من حقكم سبها او الشماته فيها واذا كنتم من اتباع سنة النبي محمد الم يقف الرسول عندما مرت جنازة يهودي وعندما قال له الصحابه انه يهودي فماذا كان رده ،قال اليست نفس ؟ هذا هو الاسلام وسنة الرسول الكريم ،اذن من اين دينكم ؟ اما ماتركته نوال السعدواي من تراث وكتب وافكار فيمكن مناقشتها بادب الحوار ،هي ماتت وتستحق الرحمه كشخص ،ولمفكرة يمكن ان نناقش ماتركته ،وسواء اتفقت او اختلفت معها فالقران يامرك ان تجادل بالتي هي احسن ،وانا شخصيا سجلت حلقة مع الراحلة في منزلها ببرنامج كنت اقدمه على قناة العدالة بعنوان (افكار خلف القضبان ) منذ مايقرب عشرين عاما ،حدثتني فيه عن تجربتها في السجن وكيف كانت تكتب افكارها على ورق التواليت والكلينكس لانهم منعوا عنها الورق وان احدى السجينات هربت لها بعض الاقلام ،واذكر ان الذي قدم لنا مشروب الضيافة خادم رجل فقلت لها سمعت انك ترفضين الاستعانة بخادمة امراة فقالت :نعم لم استعن في حياتي الا بخادم رجل حتى امحو التصاق الخدمة في البيوت بالنساء هذه عنصرية بغيضة والمراة تمارس اي عمل ،لايوجد ابدعنا على الارض مقصور الى الرجال فقط ،تحدثت عن طفولتها القاسية ومعاملة جدها للمراة كجارية وادنى درجة من الرجل وعندما كان يطلب منها ان تاتي بالماء او تعد الشاي كانت ترفض وتقول له يعمله اي رجل ،نوال السعداوي في رايي صاحبة ثورة وفكر تقدمي لمواجة مجتمع ذكوري قاهر للمراة ،كانت ضد ختان الاناث وزواج القاصرات وناضلت لتصبح المراة في مساواة كاملة مع الرجل وتحملت سخافات التيار السلفي والاخواني والظلامي وكانت تضع كل فكر تحت منظار العقل ،اختلفت معها عندما تحدثت عن بعض قضايا القران وتحدثت اليها لاسجل حلقة بعد سنوات من اللقاء الاول لكنها طلبت مبلغا كبيرا وقالت انها تنفق على نفسها من التاليف والاحاديث واحترمت رغبتها ومؤخرا قبل مرضها شاهدت لها لقاء في الجامعة الامريكية قالت فيه نفس افكارها وهي على مشارف التسعين ،لم تتغير ولم تخضع لابتزاز المهاجمين ،بل هاجمت السادات في عز سطوته وقالت له انت فتحت البلد للتطرف والفكر الوهابي والاخوان ويعني ايه الرئيس المؤمن في دولة مدنية ،اختلف مع نوال السعدواي او اتفق لكن لابد ان تحترمها وتشعر بالفخر انها مصرية افكارها وكتبها ترجمت الى عدة لغات ،هي سليلة الجين المصري في التقدم والعلم والابداع ،ريفية تحدت تخلفنا وظلت على موقفها لاخر رمق ،سلاما لروحك الثائرة