السبت 20 أبريل 2024 09:38 صـ
الجارديان المصرية

رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحرير عبد النبى عبد الستار

مقالات

دكتورة سلوى سليمان تكتب : أمى ..ادين لك بحياتى

دكتورة سلوى سليمان
دكتورة سلوى سليمان

إنها الجندي المجهول وراء كل إنجازاتي، إنها القوى الدافعة
لتحقيق طموحاتي إنها فيض العطاء،وقوة التحمل لكل أخطائي وهفواتي، إنها من تحمل على
عاتقها أعباء حياتي، وتسعى جاهدة لتخفيفها كي أنعم براحة وسلاسة العيش إنها الأم...
أيقونة الحب والعطاء بلاحدود...
إنها الأم التي لا تنتظر يوما رد أو مقابل لما تقدمة من عطاءات، وما تبذله من كفاحات، كي تصنع انسان يواجه الحياة بكل قوة وصلابة، إنها الأم التي كرمت ومجدت في الأديان السماوية، إنها الأم التي أوصى بها الرسول عليه الصلاة والسلام رمز الإيثار منبع الحنان، فالأُمُومَه أعظمُ هِبَةٍ خَصَّ الله بها النساء، ومن وحي هذه الهبة فاضت الأم بسيل من الأمان غمرت به أبنائها فلملمت شتات أمورهم وهم صغار لا يستقرون على أمر، فصار قلبها فضاء يحلقون بين ثناياه بلا تردد أو خوف بكل ثقة وثبات لأنهم يستندون على جدار قوي صلب يحمي ظهورهم من السقوط أو الانجراف مع الهاوية، فنحن جميعا مدينون بكل ما أوتينا من قوه، وبكل ما وصلنا إليه من مجد ورقي إلى أمهاتنا .
عجيب هو الأمان الذي تمنحه لنا يد أمهاتنا عندما نتشبث بها ونحن صغار، فعندما نريد أن نطلق على الأم ألقابا نصف بها أدوارها المتعددة التي فاقت المعقول والامعقول؛ فسنجدها تتعدى حدود الممكن فعمق طيبتها التي تفوق عمق المحيطات، وتسامحها الذي يذيب كل الأخطاء، وحبها الذي يتحرر من كل حدود يجعلنا نسميها كل شئ، فلا شئ يناظرها ولا وصف يوفيها حقها، فهى قلب من الوفاء، وأصل كل وداد مهما وصفنا وقلنا فسوف نكون مقصرين.

باقة ورد من حديقة قلبي أنثرها بين كفيك، وأقول لك أنت ملازي وراحتي وسكني، فقلبك مليئ بالمحبة التي أبدا لا تنضب مهما مرت الأيام لن أجد في الكون بأسره انسان على استعداد للتضحية بكل ما يملك مقابل سعادتي سواك فأنت من تتمنى لي أن أكون الأفضل، وتسعي جاهدة لتلبية احتياجاتي، أنت من تحبي مميزاتي وتتقبلي عيوبي، تدعميني وتشجعيني، وتشدي من أزري، فيقول سيروس :الأم تحب دائما، ولا تعرف إلا الحب... فهي مشكاة تضيئ لنا الطريق حتى نصل ونشق جوف الليل وظلمة الأيام، فتشرق شمس الكون حين ننول رضاها، ويعضد ذلك أبراهام لينكولن قائلا :إني مدين لك بكل ما وصلت إليه، وما ارجو أن أصل إليه من الرفعه إلى أمى الملاك .
دمتي أجمل ما في الكون وفي عيدك أهديك شذى ورودي ورحيق ازهاري وهنا يبدع الرصافي قائلا
أوجب الواجبات إكرام أمى
إن أمي أحق بالإكرام.......