السبت 20 أبريل 2024 01:54 مـ
الجارديان المصرية

رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحرير عبد النبى عبد الستار

مقالات

د. حمدى الجابرى يكتب :أحمس وقسمة الغرماء لصناعه

د. حمدى الجابرى
د. حمدى الجابرى

حسنا فعل تامر مرسى وسينرجى أو المتحدة للخدمات الاعلامية بقرار وقف مسلسل (أحمس) أو (الملك) وتشكيل لجنة من المتخصصين فى التاريخ والاثار والاجتماع وذلك لمشاهدة المسلسل ومراجعة السيناريو كاملا وابداء الرأي بموضوعية ومهنية حتى لو ترتب على ذلك عدم عرضه فى رمضان القادم ..
بعيدا عن الإستسهال أو التطمين واستهلاك الوقت تمهيدا لتحقيق الإطمئنان بعد النسيان المعتاد لموجة الهجوم الفيسبوكى على المسلسل وصناعه بمنطق (وطى خليها تعدى)، وبعيدا عن التقليل من أهمية وأثر الفيس بوك وتويتر بعد لجوء كبار رجال الدول اليهما ، أظن أنه من الواجب إثراء اللجنة المذكورة بضم متخصص فى علوم السياسة والاقتصاد ، لأنه شاء البعض أم لا ، فإن أثر ونتائج المسلسل وثيقة الصلة بالسياسة والاقتصاد وعلى أى متشدق بحرية الفن والاقتصاد الحر ونزاهة دهاليز السياسة أن يستريح جانبا بعض الوقت على الأقل الى أن يتم التأكد من أن الأخطاء الخاصة بالعمل هى من قبيل الصدفة الناتجة عن الاستسهال وعدم المعرفة أو الدراسة للتاريخ أو حتى الوصول الى معادل درامى لتجسيده من خلال النص الذى لم يتم اكتشاف من قام بمراجعته أو من قام بالموافقة عليه ومدى أهليته لذلك غير التكبر أى التجبر بالقوة والنفوذ المالى والمكانة التى تتمتع بهما الشركة بكل خلفياتها التى منحتها القدرة على الإعتماد على وسائلها الخاصة لإنتاج وتمرير أعمالها وعرضها وتسويقها .. والأهم من كل ذلك عدم إتاحة الفرصة لليهود - ولو بحسن نية - أو لنقلها بصراحة عدم إتاحة الفرصة للصهيونية العالمية لإستغلال نفس المسلسل مستقبلا فى إعادة الترويج لمحاولاتهم القديمة المستمرة فى إدعاء بنائهم للأهرامات ولا تنسى هنا تاريخ سرقة الآثار من مصر سواء من موشى دايان أو حتى وكيل وزارة خارجية أمريكا فى عهد كلينتون الذى حكمت عليه المحاكم الأمريكية وليس المصرية بالسجن سبع سنوات !
ولاتنسى أيضا أن الزمان لديهم متوقف تماما عند تحقيق أغراضهم مهما كانت دونيتها ومخالفتها للشرائع والقوانين ومنها على سبيل المثال خطف (ايخمان) من الأرجنتين بعد متابعة ومطاردة لعدة سنوات ومحاكمته فى اسرائيل واعدامه رغم تحفظ بعض العقلاء بينهم .. وكذلك ما يشاع حول قول أحد كبارهم لمومياء فرعون مصر فى باريس .. لقد أخرجتنا أحياء من مصر ونحن أخرجناك ميتا ! فلا الزمن ولا الأيام وآلاف السنين كافية لهم لنسيان مايتصورونه..كذبا وبهتانا وتدليسا وتزييفا .. ثأرا لهم ..
وإذا كنا قد ذكرنا فى مقال سابق هنا أهمية إبتعاد تامر مرسى وسينرجى عن ارتكاب خطئية التكبر بعد كل ما أثاره الاعلان عن المسلسل وهو ماحدث لحسن الحظ بقرار وقف المسلسل ، فان الأمل أكبر بالتأكيد فى بالتعامل الجاد والعاقل والهادىء وليس الفنى وحده مع النص نفسه الذى يحمل أحد صناعه وزر بوست منسوب اليه لا يمكن احتسابه فى صالح مصر والقضية الفلسطينية وهو ما يقتضى الوقوف طويلا - فى حالة صدق البوست أو كذبه – أمام ما قد يحمله النص من احتمالات وآراء وقضايا فى التاريخ والسياسة و.. مقاومة الأعداء وتحرير بالبلاد من محتل غاشم لأكثر من مائة عام خصوصا وأن احتلال اسرائيل لفلسطين يصل قريبا الى نفس المائة عام !!
هذا من ناحية ، ومن ناحية أخرى لم يكن من المناسب أو اللائق ظهور الفنان محمد رمضان كبديل محتمل لمسلسل يحمل اسم (أحمس) ليس بسبب ظهوره مع فنان أو جمهور اسرائيلى فى الامارات وما يمكن أن يثيره ذلك فى الأذهان حتى بعد تبرئته من ذلك ، ولكن بسبب خلفية نفس الممثل كنموذج للبلطجة والجريمة فى عشرات الأعمال التى صنعت نجوميته والتى لابد أن ينسحب بعض آثارها على نفس الممثل ولو فى دور أحمس صاحب المكانة التاريخية الكبير وقائد جيش تحريرها ! وهنا أيضا لا يجب أن ننسى لجوء السينما العالمية الى وجوه لا ماضى لها لتجسيد شخصيات لها مكانة كبيرة كما حدث مثلا فى فيلم غاندى .. وأظن هنا لا يمكن أن يدعى تامر مرسى أو سينرجى أو أى تامر مرسى أو سينرجى بكل خلفياتهما الكبيرة عقم مصر عن الإتيان بمن له ملامح محمد رمضان أو خلفيته الثقافية أو العلمية إذ يكفيهما التجول فى شوارع وحوارى مصر من أسوان الى الأسكندرية وليس حوارى القاهرة أو الجيزة وحدهما وسيجدون مئات ان لم يكن آلاف وملايين من لهم نفس بشرته وملامحه وصفاته الجسدية ويبقى عليهما .. تامر وسينرجى .. تقديم خدمة كبيرة لمصر وفنها وفنانيها بإستنبات نجم جديد على مقاسهم ووفق متطلبات ادوارهم التمثيلية ، وبالذات فى الأعمال التاريخية ، يسلحونه بما ينقص خلفية محمد رمضان العلمية والثقافية ..
يبقى الإشارة الى التباكى على مجهود صناع العمل ومستحقاتهم المالية أو حتى وقف رزقهم من المسلسل وكلها أمور مهمة من الواجب الوفاء بها فى كل الأحوال .. تأجيل التنفيذ والعرض أو الوقف أوالإلغاء النهائى مثل الذى حدث مع غيره من المسلسلات والأفلام من قبل دون التباكى على المستحقات لصناعه أو حتى حقهم الأدبى الذى اتضح من الاستسلام لضياعه أنه لم يكن يحتل نفس الأهمية سواء لديهم أو لدى الناس فى بر مصر .. وبالطبع الوفاء بالمستحقات لأصحابها فقط يمكن أن يتم عندما يتحلى صناع العمل بالشجاعة للإعتراف بالخطأ حتى قبل إنتهاء اللجنة المشكلة الى رأى لا أظن أنه يمكن أن يكون فى صالحهم على حساب التاريخ والصورة الذهنية لأبطال التاريخ وصناعه لدى الناس أوحتى على حساب حقيقة ما تتعرض له مصر وجيشها وقيادتها فى الوقت الحالى من مخاطر ربما يتم استغلال نفس التاريخ فى الإشارة اليها من قريب أو بعيد خصوصا وأن الجميع يتفقون أن المسلسل ليس الهدف منه تقديم درس فى التاريخ وهذا حقهم من الناحية الإبداعية وان كان عليهم فى نفس الوقت تقديم تبرير كاف للاعتماد على التاريخ فى تقديم العمل غير .. التسلية والإمتاع وتمضية الوقت .. وهو ما أظن أن تامر مرسى وسينرجى قد أكدا من قبل مع الاختيار 1 أنه يمكن تحقيق كل منها وبكفاءة مشهود بها أدت الى طلب تامر مرسى تخويف أعداء مصر بمجرد ذكر أبطالها وعلى رأسهم المنسى .. ولذلك أثق أنه لن ينسى أثر الاختيار والمنسى الذى لا يجب أن يقل تأثير أحمس عنه خصوصا وقد تم تجريد البطل المصرى الفرعونىى حتى من ملامحه وشكله ولونه وهى الأقرب الى التجسيد من أفكاره وسلوكياته ومواقفه التى يطالب البعض الإنتظار الى مابعد عرضه للتعرف عليها وقبولها أو رفضها بعد ذلك وهو كما أظن حق يراد به باطل يشبه طلب بطل مسرحية شكسبير .. رطل اللحم .. تنفيذا للتعاقد المبرم ..
فى النهاية .. أظن أن تامر مرسى وسينرجى يمكنهما جبر الضرر وفاءا لحقوق العاملين فى المسلسل بالعودة على أصحاب القرار من صناعه تجبرا أو تكبرا وإستعلاءا على الطرق الطبيعية المعتادة فى عملية الإنتاج التليفزيونى وعلى رأسها اللجان المتخصصة للتدقيق والمراجعة والمراقبة.. وليكون الدرس شاملا ومفيدا للشركة ومثيلاتها - إذا وجدت – وحتى لا يفر أحد بما إرتكبه ، عمدا أو عن جهل ، يمكن تقليل الخسائر المادية بإستعادة بعض ماصرف عن طريق .. قسمة الغرماء ..