الخميس 25 أبريل 2024 12:47 مـ
الجارديان المصرية

رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحرير عبد النبى عبد الستار

مقالات

شيماء فريد تكتب : كيف تموت الأنثى حية ؟

الكاتبة الصحفية شيماء فريد
الكاتبة الصحفية شيماء فريد

يقول : " غابرييل غارسيا ماركيز "

" رأيت امرأة ميتة يوم أمس
وكانت تتنفس مثلنا "

ولكن كيف تموت الأنثى ؟
وكيف تراها تحتضر ؟

تموت إذا فارقت وجهها الابتسامة
إذا لم تعد تهتم بجمالها
إذا لم تتمسك بأيدي أحد ما بقوة
وإن لم تعد تنتظر عناق أحد
وإن أعتلت وجهها ابتسامة ساخرة
إذا مر عليها حديث الحب !

أجل... هكذا تموت الأنثى !

أجل... تموت الأنثى
وهي حية ترزَق
تعلن الحداد داخلها
تعيش مراسم دفنها لوحدها
ثم تنهض ترتّب شكلها
تمسح الكحل السائل تحت عينيها
تعيد وضعه..ثم تخرج للعالم
واقفة بكامل أناقتها
تتنفس وربما مبتسمة وتضحك
لكنها ميتة ولا أحد يعلم !

متى ؟!.. كيف ؟!.. ولماذا ؟!

تموت الأنثى وهي حية
عندما تُهجر دون سبب
وحين يخذلها قريب
كان يمثل لها القدوة والسند
حين تجرحها اليد
التي كانت تتمسك بها بقوة
فتفقد ثقتها بنفسها وبهذا العالم !

تموت الأنثى !
حين لا يكون لها أي حق
في اختيار حياتها أو شريك حياتها
ويفرض عليها وضع
يحط من قيمتها
ويجعلها سلعة تباع وتشترى !

وتموت ألف مرة !!!
حين تخان وتُنتهك كرامتها
بإسم الحب
أو العرف والعادات والتقاليد
وتموت عند كل مرة
تفقد فيها احترامها لذاتها
ولشخص كان يعني لها الكثير !

تموت الأنثى حين يخذلها رجل
يتجرد من رجولته
كلما احتاجت وجوده بقربها فلا تجده !
تموت الأنثى حين تمس كرامتها وعفتها
دون أن تستطيع الدفاع عن نفسها
فقط لأنها انثى !

وتموت كل أنثى خذلها زوج
ضحت بعمرها لأجله
وتحدت الجميع لتتزوجه
فكان جزاؤها النكران والهجر !

وابن... صامت عن ملذات الحياة
ليستمتع بها هو
فنسيها حين كبر
وتركها لغرباء يعتنون بها
بعد أن وهنت وضعفت !

وأب حرمها حقها
من الحب والحنان والحماية والتعليم
وحتى الميراث
فقط لأنها أنثى !

فكم من أنثى تعيش بيننا تتنفس
لكنها ماتت منذ زمن !

احتضار الأنثى
إنطفاء بريق الأمل والقوة في عينيها...!!!