الجمعة 19 ديسمبر 2025 02:12 صـ
الجارديان المصرية

رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحرير عبد النبى عبد الستار

مقالات

سماح عزام تكتب: ارفعوا أيديكم عن أطفالنا

الكاتبة  سماح عزام
الكاتبة سماح عزام

المدرسة تُدار بلا فحص… والتحرّش ليس صدفة
لن نسأل اليوم عن تطوير مناهج، ولا عن نظم امتحانات ، ولا عن تدريبات معلمين .
سنطرح السؤال الذي تهرب منه المنظومة كلها:
من هؤلاء الذين يدخلون مدارسنا يوميًا؟
ومن سمح لهم بالاقتراب من أطفالنا دون فحص؟
الحقيقة العارية: المدرسة بلا حراسة أخلاقية .
المدرسة—أخطر مؤسسة تصنع الوعي— تدار اليوم وكأنها ساحة عامة ،يدخلها من يدخل ، يعمل به من يعمل ،يتطوع فيها من يشاء ، دون فحص نفسي ، دون تقييم سلوكي ، دون تحقق أخلاقي ،ودون مسائلة حقيقية ، ثم نتفاجئ ببرود قاتل بوقائع تحرش داخل المدارس .
أي صدمة نحتاجها أكثر من ذلك؟
لا… التحرّش ليس حادثًا فرديًا ، التحرش داخل المدرسة ليس خطأ شخصياً او انحرافا مفاجئاً التحرش نتيجة طبيعية لمنظومة لا تفحص لا تراقب لا تحاسب وتكتفي بالاوراق ، حين تترك طفلاً في بيئته يعمل به أشخاص غير متزنين نفسياً ، أو غير منضبطين سلوكيا ، أو بلا مرجعية أخلاقية ، أو بلا حدود واضحة للصلاحيات ، فأنت تصنع الجريمة قبل وقوعها ،
من في المدرسة؟ الإجابة المرعبة: لا نعرف .
داخل المدرسة اليوم:
مدير ، معلم ، إداري ،عامل ، أمن وخدمات ، عمال نظافة ، أفراد مؤقتون ، ومتطوعون من أولياء الأمور .
السؤال الذي لم يطرح :
من فحصهم ؟من قيمهم نفسياً ؟من راجع سلوكهم ؟ من تأكد من أهليتهم الاخلاقية .
الاجابة الصادمة ...
لا أحد....
المتطوعون… الباب الخلفي للخطر ،تحت لافتة مساعدة المدرسة
دخلت المدارس وجوه بلا صفة قانونية واضحة:
لا تعيين ، لا لائحة ، لا فحص ، لا محاسبة ، نوايا حسنة ؟ ربما ..
لكن النوايا لا تحمي طفلآ ،حسن الظن لا يمنع جريمة ،
خدعة التحاليل: ورق يمرّ… والخطر يبقى
اختزلت المنظومة الأمان في:
“تحليل مخدرات” تحليل شكلي قابل للتحايل بلا اشراف ، بلا اعادة ، فحص بلا ربط بالفحص النفسي او السلوكي ، ورقة سلبية ، لا تعني اتزانا نفسيا ، ولا سلامة سلوكية ، ولا نزاهة أخلاقية ، التحرش لا يكشف في أنبوب التحليل .
الصمت هنا شراكة.
المطلوب الآن… قبل جريمة أخرى :
لا نطلب رفاهية.
نطلب حق الطفل:
1. فحص نفسي وسلوكي وأخلاقي إلزامي لكل من يعمل او يتواجد داخل المدرسة بلا استثناء .
2. تقنين صارم لوجود أي متطوع : فحص ،صلاحيات ، محاسبة .
3. إنهاء عصر الأوراق المزيّفة لا اعتماد بلا تحقق لا وجود بلا أهلية.
الخاتمة .. التي يجب ان تسمع :
المدرسة ليست مكان تجربة ،الطفل ليس رقما ،والتحرش ليس مفاجأة ،إنه نتاج منظومة ، اختارت السهولة على الامان ، تعلم هذا وتصمت وتؤجل ، ولهذا فيجب أن تتحمل المسؤولية كاملة .
ارفعوا أيديكم عن أطفالنا.
ابدأوا الفحص… قبل الفاجعة التالية.

سماح عزام....

سماح عزام ارفعوا أيديكم عن أطفالنا الجارديان المصرية