الخميس 25 أبريل 2024 08:56 مـ
الجارديان المصرية

رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحرير عبد النبى عبد الستار

مقالات

بمناسبة عيد ميلاد الإذاعة التى تاسست فى 31 مايو 1934

الكاتب الصحفى وصفى هنرى يكتب من فيينا : بابا شارو

الكاتب الصحفى وصفى هنرى
الكاتب الصحفى وصفى هنرى

من الأشياء التى حرص والدى ان ياخذها معه حين انتقلنا من مغاغة للقاهرة عام ١٩٥٥ كان راديو فيليبس موديل ١٩٤٩ ، وكان حريصا ايضا على حمل الراديو حين يعطل فى نفس اليوم الى أخصائى للاجهزة الكهربائية فى المنيل لتغيير احد لمباته ، كنت مدمنا للاستماع للإذاعة من طفولتى . بدات استمع لنشرات الاخبار مقلدا والدى الذى كان يعلق على كل خبر ، من اهم الاخبار التى مازلت اتذكرها وتركت اثر فى نفسى هى العدوان الثلاثى على مصر 1956 وكنت اتابع تطوراتها يوما بيوم وكيف لا وقد خرجنا فى مظاهرة وانا فى الاولى الابتدائية امام المدرسة بقيادة ابلة سعاد مدرسة الموسيقى ونحن نحمل نعشا عبارة عن قفص فاكهة مغطى بقطعة قماش ونهتف بسقوط وموت بنجوريون و چى مولية و إيدن وكانت ابلة فكتوريا قد شرحت لنا قبلها من يكون هؤلاء الثلاثة
وكان اغتيال جون اف كينيدى فى نوفمبر عام ١٩٦٣ من الاخبار الصادمة والتى تركت اثرا كبيرا فى نفسى ، حيث اننى بلا شعور عدوت مسرعا الى مكان عمل خالى فى المجمع لانبئه بخبر موت كينيدى .
كنت استمع دائما فى الصيف مع والدتى الى برنامج الى ربات البيوت وادمنت أمثال ام على فى المسلسل اليومى فى نفس البرنامج مما دفعنى ان اشتري عندما اصبحت كبيرا كتاب الامثال الشعبية لآحمد تيمور باشا .
من اهم البرامج التى كنت احرص على الاستمتاع اليها بالطبع بابا شارو الذى كان يقدمه الإذاعى الأسطورة محمد محمود شعبان ، وكانت امى قبل موعد البرنامج بدقيقتين تناديني أينما كنت .. صافى ، بابا شارووووو وكنت أسرع حتى لا تفوتنى المقدمة المميزة للبرنامج ، وكانت اجمل اغنية احبها وما زلت احفظها عن ظهر قلب النهاردة الصبحية .. اكل رز عليه شعرية
اصل انا باكل رز كتير .. علشان اسمن وابقى كبير
كذلك الاغنية الشهيرة التى اصبحت ايقونة اعياد الميلاد يللا حالا بالا بالا هنوا ابو الفصاد ... هايكون عيد ميلاده الليلة اسعد الأعياد فليحيا ابو الفصاد وكان خيالى يتصور كيف كان البلبل والكروان و الهدهد والبغبغان والسمان يعزفون بأصواتهم مقلدين الآلات الموسيقية المختلفة و يغنون احتفالا با ابو الفصاد وهم ينشدون : عصفور الجنينة الجنينة ، لولا انت ما جينا ما جينا

كم كانت صدمتى كبيرة حين نادتنى أمى لسماع برنامجى المفضل فأخبرتني ان اليوم هى اخر حلقة لبابا شارو .. كنت حينئذ فى العاشرة واستغرقت وقتا طويلا حتى تعودت على أبلة فضيلة ومقدمتها الأشهر
يا ولاد يا ولاااااد ..توت توت .. تعالوا معانا ..توت توت
علشان نسمع ابلة فضيلة ......... راح تحكي لنا حكاية جميلة
. هتسلينا وتوعينا وتسمعنا كمان أسامينا ..أبـــــــلة .. أبلة فضيلة
ولا أخفى عليكم اننى كنت استمع اليها حتى هاجرت إلى النمسا سنة 1979