السبت 20 أبريل 2024 12:01 صـ
الجارديان المصرية

رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحرير عبد النبى عبد الستار

مقالات

الدكتور حمدى الجابرى يكتب : شيىء فوق الخيال ما وصلنا اليه !

الدكتور حمدى الجابرى
الدكتور حمدى الجابرى

ترى لماذا نسارع بالتشويه وكيل الإتهامات من حين لآخر لمن كان يتم الفخر بهم وبإنجازاتهم فى وقت من الأوقات وبمرور الوقت عندما تنتهى هوجة الإتهامات والتشويه وتظهر البراءة منها ولو بأحكام قضائية نهائية لا يتم الإعتذار لأصحابها والإكتفاء بنشر خبر البراءة فى سطرين فى إحدى الصفحات الداخلية فى نفس الصحف التى أفرد أصحابها العناوين الرئيسية وصفحات طوال عراض للنيل من الذين أثبتت الأيام براءتهم ..
وبالطبع لا يخفى على أحد ما يتبقى لدى الجميع من آثار أو حتى ظلال لا تمحوها الأيام أو حتى الأحكام التى يعترف الجميع بأنها .. عنوان الحقيقة .. وهو ماكان يجب أن يفرض علينا قبلها التروى وعدم المبالغة وإستباق الأمور .. على الأقل الى أن تنجلى الحقيقة التى هى أهم بكثير من أى سبق صحفى أو شبق لتحقيق زيادة فى نسبة توزيع أو الحصول على أكبر نسبة مشاهدة فى التوك شو أو اليوتيوب ..
من هذا القبيل مايحدث هذه الأيام مع مستشار جليل لم ألتق به رغم وجوده فى الكويت لأكثر من عشرين سنة وإن كنت قد تشرفت فى أوائل الستينيات بلقاء والده النبيل (عبد الفتاح باشا حسن) المحامى وقتها والذي تولى فى العهد الملكى أكثر من وزارة منها .. العدل والداخلية .. أيامها كنت شابا صغيرا بدأ يساوره بعض الشك فيما يتم ترويجه عن (الباشوات) بسبب التناقض بين الإشاعة والحقيقة .. وكان ماتركه فى النفس أثرا لا ينسى .. بسبب ثقة الباشا وزير العدل السابق وإيمانه فى حتمية سيادة .. العدل .. الذى أتمنى أن يتحقق – بعد هذه الزوبعة – لإبنه المستشار الجليل وأسرته .. والنشر عنه بنفس البنط وفى نفس المساحات فى نفس الصحف ووسائل الإعلام .. وهو حق يكفله القانون وان كان يتم التعدى عليه هو الآخر فى معظم الأحيان ..
منعا لتكرار نشر تفاصيل قد تسيىء لمن لم تثبت إدانتهم وقد لا تثبت وهذا هو الراجح عندى .. ربما يكون من المفيد تذكر أنه بعد الثورة قد إقيمت مزادات بيعت فيها بعض مقتنيات وأوانى وشمعدانات قصر عابدين وغيرها ومثل ذلك حدث مع هجرة ملاك العقارات والشقق من اليهود والأمراء والأثرياء وغيرهم لذلك كان من الطبيعى فى الخمسينيات والستينيات عندما كنت تسير فى شوارع الزمالك ووسط البلد بباب اللوق وشارع البورصة الجديدة وشارع قصر النيل أن تجد محلات بيع الإنتيكات من كل شكل وحجم ونوع منتشرة كثيرا ما كنت أقف أتأملها بالساعات متخيلا حياتها مع أصحابها قبل أن تقبع فى هذه المحلات فى إنتظار من يعرف قيمتها ويقدر على ثمنها من الأثرياء والتجار وأظن أن بعضها باق حتى اليوم .. فهى عالم قائم بذاته سواء كتجارة مشروعة فى مقتنيات ليست أثرية لاجرم فيها أو كهواية يمارسها بعض من يعرفون قيمتها ويشفقون عليها أو حتى من يشعرون بالحنين لأيام ملاكها الأوائل .. وبينهم أبناء وأحفاد أعرق البيوتات فى مصر قبل الثورة وبعدها .. ومنهم من إمتلك بعض هذه المحلات وحتى اليوم ..
قبل الثورة وبعدها كثيرا ما كنت تجد فى صالونات الأثرياء (بايوهات) من أفخر الأخشاب والزجاج تحفظ فيها الأوسمة والنياشين والتحف الثمينة وليس من بينها بالطبع المشغولات الذهبية أو المجوهرات وما غلا ثمنه وخف وزنه وضمنه ما كان يتم وراثته عن الأسرة التى كان مكانها (الشكمجية) فى دواليب غرفة النوم .. وهى الأخرى كثيرا ماكان يتم وقت الحاجة وصولها الى محلات الصاغة .. فى وسط البلد .. فهى أيضا تجارة مشروعة لا جرم فيها ولا لوم أو تثريب على من يبيعها أو يقتنيها ويحتفظ بها لنفسه أو لورثته ..
و.. مع الأيام .. فى بعض الأسر ، بعد (البايوهات) والأوسمة والنياشين والتحف الثمينة فيها احتل مكان الصدارة شبيه هو (النيش) وأطقم الصينى والفناجين والأكواب التى لا تخرج إلا فى المناسبات للضيوف .. وهذا أيضا لا تثريب عليه فلكل ظروف مقتضياتها وأولوياتها .. حسب الحاجة والإمكانيات المتاحة .. ولا يعنى وجود هذا أو ذاك منح المبرر للتنابز بالمقتنيات وكذلك لا يمنح أى حق فى النيل من ناسها ولو بالغمز واللمز أو الإيحاء بعدم مشروعية مايمتلكونه والتشفى فيهم أو السخرية منهم أو الإستعداء عليهم الواضح فى الصياغة الصحفية التى يقرأ فيها الجواب من عنوانه .. (الشقة المضبوط بها كنوز) (شقة الأحلام في الزمالك) والتى يصل بعضها حتى الى الإيحاء بوجود .. جرائم وعصابة .. (شقة على بابا) !
بجانب ذلك أو ربما معه لا ننسى أننا شاهدنا من قبل وتابعنا لقاءات إعلامية مغايرة مثلا مع حسين سالم فى أسبانيا قبل التصالح وأخرى مع زوج سوزان تميم فى فرنسا ومطاردة شاب مصرى ليوسف غالى فى شوارع لندن صارخا ياحرامى أو حتى مؤخرا مصير ثروة وممتلكات الراحل حسن كامى الثمينة ..
بصراحة .. شيىء فوق الخيال ما وصلنا اليه ..