السبت 20 أبريل 2024 07:01 صـ
الجارديان المصرية

رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحرير عبد النبى عبد الستار

حوارات

الغزال الأسمر نجم الترسانة والمنتخب مصطفى رياض : أمنيتى الوحيدة عودة الشواكيش للاضواء

مصطفى رياض والشاذلى
مصطفى رياض والشاذلى

#أول مكافأة مالية في حياتي 50 قرشًا واشتريت بها تذكرة سينما
#قدَّمتُ مع حسن الشاذلي ثنائيًا كرويًا نادرًا على مدى 20 عامًا
#سجلت هاتريك في أول مشاركة لي مع الترسانة ضد الأهلي

نشأ في عائلة رياضية، تعشق كرة القدم.. أحبت نادي الترسانة إلى درجة الذوبان والتشبع، وبدأ مشواره من حي بولاق أبوالعلا، ليصبح واحدًا من أشهر مَن أنجبتهم الملاعب المصرية.
أصبح معشوق الجماهير، التي تغنت باسمه، وكانت تناديه في الملعب على وقع أغنية "مصطفى يا مصطفى.. أنا بحبك يا مصطفى"، كما أطلقت عليه العديد من الألقاب مثل "الإكسبريس"، و"المجري"، ليخطف القلوب ومحبة الجمهور، لكن اللقب الذي اشتهر به وكان الأقرب إلى قلبه هو "الغزال الأسمر".
يعد واحدًا من النجوم الذين سطروا أسماءهم بحروف من نور سواء مع قلعة الشواكيش في الدوري أو المنتخب الوطني، ويكفي أنه أحد أعضاء نادي المائة وهداف دورة طوكيو الأوليمبية عام 1964.
مسيرة كروية حافلة بالإنجازات والجوائز والكؤوس، وقبل ذلك حب الناس وعشقهم لفنه وأخلاقه ومهاراته.. إنه النجم الذهبي لنادي الترسانة العريق، ونجم منخب مصر الأسبق الكابتن مصطفى رياض.


بداية المشوار
تحدث "الإكسبريس" عن بداياته بالقول: بدأت مشواري الكروي في حي بولاق العريق، حيث كنت ألعب الكرة الشراب في المدرسة وفي الشارع الذى نشأت فيه مع زملائي.
ويضيف: اسمي إبراهيم محمد رياض، من مواليد بولاق أبو العلا عام 1941، ونشأت في أسرة مكونة من الوالدين وخمسة أبناء، وترتيبي الثاني في الذكور، وكان محمد الشقيق الأكبر لاعبا بفريق الترسانة الأول عام 1955، كما انضم حسن الشقيق الأصغر إلى أشبال الترسانة أيضا عام 1964.

موقف لا يُنسى
وتحدث الغزال الأسمر عن أغرب المواقف في بدايته قائلًا: ذات يوم كان شقيقي محمد يشترك ضمن فريق نجوم الطلبة في حي بولاق وطلبت منه أن يذهب معي ليشاهد إحدى المباريات فرفض، فركبت الترام من ناحية اليسار خوفاً أن يراني شقيقي، الذي لمحني، وحاولت أن أقفز من الترام وهو يسير بسرعة مما أدى إلى إصابتي بشكل بليغ.
وأضاف أن هذا الحادث دفع والدي إلى انضمامي لنادي الترسانة الذى يلعب به محمد حتى يكون مطمئنا على سلامتي، مشيرًا إلى أنه ذهب مع شقيقه محمد إلى نادى الترسانة وقدمه إلى الكابتن يوسف علي والكابتن أرشد أحد المسئولين عن اختيار الناشئين الجدد في عام 1954، لينضم إلى فريق الأشبال.
وأوضح أنه في عام 1956 كان أول اشتراك رسمي له مع النادي في دوري الأشبال الذى لم يكتمل بسبب العدوان الثلاثي على مصر، وخلال هذه الفترة تم تكوين فريق حي بولاق للاشتراك في دوري على مستوي أحياء القاهرة، الذي استمر لأكثر من شهرين، وظهر خلالها بشكل نال اعجاب الجماهير و حصل على كأس أحسن لاعب ولقب هداف الدورة، كما حصل فريق حي بولاق على المركز الثاني بعد القلعة.

حكايتي مع الأهلي والزمالك
يقول مصطفى رياض: في أحد اللقاءات التى نظمتها جريدة المساء، كان يشاهد اللقاء أحمد مكاوي لاعب مصر والأهلي ،وبعد اللقاء حاول ضمي إلى أشبال الأهلي فعرف أنني مسجل ضمن أشبال الترسانة.
وتحدث "المجري" عن علاقته بثنائي النادي الأهلي قائلًا: إنه كان معجبا جداً بأحمد مكاوي، كما أنه لا ينسى المايسترو صالح سليم الذى قدم له النصائح الغالية في مباراة منتخب القاهرة ضد منتخب القناة.
وأوضح أنه في موسم 59- 1960، تم تصعيده للانضمام إلى الفريق الأول ليبدأ الاشتراك في اللقاءات الودية، حيث تألق أمام الأهلي والزمالك، وكانت أولى مبارياته أمام الأهلي عام 1960، وأول لقاء له أمام الزمالك موسم 1962.
وذكر "رياض" بعض الجماهير أطلقت شائعة غريبة، بأنني لم أكن ألعب بجدية ضد الزمالك وأنني زملكاوي، لكن هذا الكلام غير صحيح، واتهام بعيد عن الواقع، حيث إن سوء الحظ فقط صاحبني في كل لقاءات الترسانة ضد الزمالك.

أنا وحسن الشاذلي
يواصل "المجري" ذكرياته، عندما تحدث عن عام 1957 حين انتقل نادي الترسانة من مكانه القديم إلى مدينة الأوقاف بميت عقبة ومعاناته مشقة بالغة في الذهاب الي النادي للتدريب، مشيرًا إلى أنه في نفس الموسم كان أول لقاء له مع زميل عمره حسن الشاذلي، حيث لعبا متجاورين في جميع المسابقات.
وأوضح أن رحلته مع النجومية والشهرة بدأت بعد 5 سنوات من انضمامه إلى الترسانة وتحديدًا عام 1957 عندما انضم إليه شبل آخر هو حسن الشاذلي ليقدما ثنائيًا كرويًا نادرًا على مدى 20 عامًا.

فرحة غير مكتملة
يقول مصطفى رياض: في موسم 1960-1961، تم اختياري ضمن منتخب القاهرة للمناطق، وكان يدرب الفريق فؤاد صدقي لاعب الأهلي الكبير، إلا أن الفرحة لم تتم، حيث فقدت أغلى شئ في حياته، برحيل أمي، مما أثر على نفسيتي كثيرًا وتركت الملاعب فترة قصيرة.
وأضاف: أثناء انقطاعي عن التدريب جاء إلى منزلنا علي عثمان مدرب الترسانة الذي أقنعني بصعوبة بالعودة إلى التدريب من جديد، لأستأنف العودة مرة أخرى إلى الملاعب.

شخصيات في حياتي
يقول "غزال مصر الأسمر": تتملذت على يد عدد كبير جداً من المدربين الأجانب والمصريين بداية من ابراهيم راشد في الناشئين ثم فاروق شوقي وعلي عثمان وحمزة عبد المولي وعم الشيوي وميتكالوو ألسكندر وفيفاس بالنسبة للترسانة، وفي المنتخب تدربت على أيدي العمالقة تادتيش وفاندلر وكوكيزا وكرامر والجندي وفؤاد صدقي وعلي عثمان والوح، لافتًا إلى أن أهم المدربين الذين أثروا في حياتي الكروية كان أولهم ابراهيم راشد ثم حمزة عبد المولى وكذلك عم الشيوي وميتكالو وفاندلر.

.

بطولات وألقاب
يقول مصطفى رياض: حققت مع الترسانة عدة بطولات: الدوري العام لأول مرة موسم 62- 63، و كأس مصر موسم 64-65، وكأس مصر موسم 66 – 67 وكأس الصاعقة بسوريا عام 1969 و كأس الحلاء بسوريا عام 1969، كما حققت كأس فلسطين عام 1970 مع الفريق القومي، والمركز الرابع في دورة طوكيو الأوليمبية عام 1964 وحصلت على هداف الدورة.
وأضاف: حصلت أيضًا على المركز الثاني في الدورة الإفريقية في الحبشة عام 1960 والمركز الثالث في الدورة الإفريقية بغانا 1964 والمركز الأول والفوز بالبطولة العربية عام 1965.

اعتزال وعودة
وعن حكاية اعتزاله وعودته مرة أخرى يقول: في يوم الجمعة 19 نوفمبر 1976 اعتزلت أنا والشاذلي ونحن في المجد وتركنا الملعب قبل أن يلفظنا، وأقيمت مباراة الاعتزال مع منتخب الأندية بالنادي الأهلي، وتركنا الملعب واتجهنا للتدريب، ولكن بعد الاعتزال قررنا أنا والشاذلي العودة مرة أخرى للملاعب.
وعن سبب العودة من الاعتزال يقول: فوجئنا بالمهندس عبدالله وهبى يستدعينا ومتبقي في الدوري 5 مباريات وشبح الهبوط يلوح من بعيد للترسانة، وكان لابد أن يكسب النادي 5 نقاط في هذه المباريات، وطلب منا أن نلعب المباريات الباقية ووافقنا حبا في الترسانة بشرط موافقة اللاعبين حتى لا ينزعجوا أو لا يكونوا مرحبين.
وأضاف: لعبنا 4 مباريات ورفضنا اللعب أمام الأهلي في المباراة الأخيرة وكان ينافس على بطولة الدوري العام خاصة وأننا اجتزنا مرحلة الخطر وأن الأهلي أكرمنا في اعتزالنا واعطانا كل شئ بدون مقابل، نزلنا قبل المباراة و أخذنا صورة تذكارية مع الفريق بملابسنا وقمنا بتحية جمهور الأهلى وانتهى اللقاء بالتعادل.

بعد الاعتزال
يتحدث مصطفى رياض عن خطواته الأولى بعد الاعتزال، مشيرًا إلى أنه سافر إلى انجلترا للحصول عل الداراسات في التدريب عام 1979، بعدها تولى تدريب فرق الناشئين بنادي الترسانة.

أرقام وذكريات
يحكي الغزال الأسمر عن بعض المباريات التى لا تنسى في تاريخه، قائلًا: مباريات دورة طوكيو، أبرزها مباراة منتخب مصر أمام كوريا الجنوبية التى سجل فيها 6 أهداف ووصل بالفريق إلى دور الثمانية، كما أنه يعتز بمباراة مصر وليبيا باستاد القاهرة، وكانت مصر مهزومة بثنائية نظيفة في الشوط الأول قبل أن تفوز في الشوط الثاني بنتيجة 3-2، ليسجل هدفًا في الثلاثية مع محمود بكر ورفعت الفناجيلي.
كما لعب مصطفى رياض 3 دورات إفريقية في الحبشة وغانا والسودان، واشترك في دورتين من دورات البحر المتوسط في نابولي أزمير، ثم اشترك في الدورات العسكرية في ألمانيا بتكليف من المشير عبد الحكيم عامر، وكذلك شارك في تصفيات كأس العالم.
ويتذكر مصطفى رياض بعض ذكرياته مع الراحل الكبير حسن الشاذلي في بداياتهما بالقول: منذ أن عرفته ونحن أصدقاء داخل الملعب وخارجه، وكنا نقتسم زجاجة الكوكاكولا بعد التمرين، وفي مباراة للترسانة مع السكة الحديد، كان مدافع السكة يعتدي عليَّ بالضرب في منطقة الـ18، وفي أحد الالتحامات معه، فوجئت بوقوع طقم أسنانه، وإذ بحسن الشاذلي يقول لي: "أدوسلك عليه"، وقلت له: "مفيش داعي سيبه يلبس الطقم".
ويتذكر المجري قصة أخرى، في مباراته الأولى مع الأهلي، وكان عبدالمنعم الحاج قلق من المباراة، وفزنا بخماسية، وأحرزت هاتريك، مشيرًا إلى أنه لا ينسى أول مكافأة حصل عليها وكانت بقيمة 50 قرشًا، واشترى بها تذكرة للسينما.

الكشافين
تحدث الكابتن مصطفى رياض في ختام الحوار عن أزمة الأندية مع اكتشاف المواهب، قائلًا: انقراض الكشافين فجأة من الأندية، في ظل عدم وجود أشبال وناشئين بمستوى مهاري جيد، إضافة إلى الفكر المحدود للمدربين الحاليين.
ويضيف: لا يوجد خليفة لي بنادى الترسانة، في ظل عدم وجود انتماء حقيقي وولاء للنادي، ولذلك أنصح الأجيال الجديدة والناشئين بالابتعاد عن السهر والاهتمام بالصحة والتغذية، واللعب بشرف ونزاهة وإخلاص لروح الفانلة.
وتابع: رقم 8 كان تميمة الحظ لي داخل الملعب وطوال مسيرتي الكروية، ولولا الكرة الشراب ما كان هناك نجم اسمه مصطفى رياض، مشيرًا إلى أن آخر أمنياته في الحياة أن يرى فريقه الترسانة في دوري الأضواء، وأن يستعيد ذكرياته الذهبية وبطولاته وأمجاده.