الجمعة 26 أبريل 2024 07:25 مـ
الجارديان المصرية

رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحرير عبد النبى عبد الستار

خارج الحدود

الدبيبة يتسول الدعم لليبيا من تركيا

الدبيبة
الدبيبة

يجمع العديد من المحللين والمراقبين للوضع في ليبيا على أن حالة الإنسداد السياسي التي وصلت إليها البلاد وعدم توافق الأطراف فيما بينها جاءت بالجزء الأكبر منها بسبب تعنت رئيس حكومة الوحدة الوطنية المنتهية الولاية، عبدالحميد الدبيبة وتمسكه بالسلطة رغماً عن قرارات البرلمان ومطالب الشعب الليبي بتنحيته، وتحقيقاً لأجندات مشغليه من الدول الأجنبية وعلى رأسها تركيا والولايات المتحدة الأمريكية.
ففي إطار تسول الدبيبة الشرعية والدعم لحكومته، إستقبل الأخير بالأمس، رئيس جهاز المخابرات التركية هاكان فيدان، وعقد اللقاء بحضور وزيرة الخارجية والتعاون الدولي نجلاء المنقوش، ووزيري الدولة لشؤون مجلس الوزراء عادل جمعة والاتصال والشؤون السياسية وليد اللافي، وبحثوا الملفات ذات الاهتمام المشترك المحلية والإقليمية والدولية.
وقد سبق وأن صرح وزير الخارجية التركي مولود تشاووش أوغلو، بأن حكومة الوحدة الوطنية المنتهية الولاية أبلغت أنقرة بتمسّكها بمذكّرة التفاهم المبرَمة بين البلدين في مجال الهيدروكربون. وأضاف أن المذكّرة التركية الليبية مثل بقية مذكّرات التفاهم التي وقعتها ليبيا مع الدول الأخرى، لا تحتاج إلى تمريرها من البرلمان.
جاء تصريح أوغلو عقب القرار الذي صدر عن محكمة استئناف طرابلس، بوقف تنفيذ مذكرة التفاهم الموقعة بين حكومة الوحدة الوطنية وتركيا بشأن التنقيب عن النفط والغاز. بعدما أثارت هذه المذكرة والاتفاقيات الموقعة بين الجانب الليبي والتركي ردود فعل محلية رافضة سواء من مجلس النواب أو الحكومة الليبية الموازية برئاسة فتحي باشاغا معتبرين أنها تهدد الأمن والسلم في ليبيا وتزيد من التدخل التركي السافر في البلاد.
والجدير بالذكر، أن زيارة رئيس المخابرات التركية تأتي بعد خمسة أيام من زيارة مدير وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية (سي آي إيه) وليام بيرنز إلى طرابلس ولقائه بالدبيبة. ووفق مصادر خاصة، طلب الدبيبة من بيرنز أن تعمل الولايات المتحدة على "توحيد الموقف الدولي الرافض للتدخلات السلبية الإقليمية في ليبيا". وطلب أيضا أن تكون ليبيا شريكاً إستراتيجياً حقيقياً للولايات المتحدة في المجالات السياسية والأمنية والاقتصادية.
وجاءت زيارة بيرنز لليبيا بعد شهر واحد من تسلم واشنطن للمواطن الليبي أبو عجيلة المريمي من حكومة الوحدة الوطنية في طرابلس، والمتهم بتصنيع قنبلة استخدمت في تفجير طائرة "بان إم 103" فوق بلدة لوكربي الأسكتلندية سنة 1988. حيث أحدث التسليم ضجة واسعة في أوساط الشعب الليبي، وصل الى حد إتهام الدبيبة بالخيانة. وكانت صحيفة الغارديان البريطانية، قالت حينها، إن حكومة الدبيبة أوقفت تسليم رئيس جهاز المخابرات السابق في نظام القذافي، عبدالله السنوسي، وإثنا عشرة مشتبهاً آخرين ممن إرتبطوا بالنظام، فجأة إلى الولايات المتحدة، خوفًا من الغضب الشعبي بعد تسليم المريمي.
وبالتالي، فإن الدبيبة بتحركاته التي فاقت التوقعات، يقوم بالإذعان لرغبات مشغليه مقابل بقائه في السلطة، وتفصيل الإنتخابات على مقاسه إن جرت. وهو المُفسد الأكبر لجميع الجهود التي تُبذل من أجل العبور بليبيا نحو الأفضل وتحقيق طموحات شعبها بالحياة الحرة الكريمة. والليبيون يخشون من تبعات زيارات الأمريكيين والأتراك وغيرهم لهذا السياسي الفاسد.