الأربعاء 24 أبريل 2024 05:28 صـ
الجارديان المصرية

رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحرير عبد النبى عبد الستار

خارج الحدود

بعد قصف الناتو لليبيا... دول الغرب تستمر في التلاعب بالمشهد السياسي لتحقيق مصالحها

باشاغا
باشاغا

إنكشف الستار عن حقيقة وسبب قرار مجلس النواب الليبي بإقالة رئيس حكومة الإستقرار، قتحي باشاغا، من منصبه وتعيين أسامة حماد، لتسيير مهام الحكومة، ليتبين أن من يقف وراء هذا القرار هم دول الغرب وعلى رأسهم الولايات المتحدة الأمريكية الداعمة لحكومة الوحدة منتهية الشرعية في طرابلس، وإيطاليا التي تسعى لإستعمار الجنوب الليبي.
حيث كان أول المرحبين بقرار إقالة باشاغا هو منسق مكتب شمال أفريقيا والشرق الأوسط لدى وكالة "نوفا" الإيطالية، أليساندرو شيبيوني، الذي قال أن رئيس حكومة الإستقرار، فتحي باشاغا، مات سياسياً وقرار توقيفه لحظة طال إنتظارها.
باشاغا فشل في تحقيق مهامه كرئيس للحكومة المؤقتة المُكلفة من البرلمان الليبي، وكان أداءه مخيباً للآمال وفق عدد من الخبراء السياسيين. فبعد أداءه اليمين الدستورية هو وأعضاء حكومته في مارس 2022 فشل في الحصول على اعتراف دولي بحكومته، وفشل في فرض سيطرة حكومته على كامل التراب الليبي وإقتصر عمله في الشرق الليبي.
وقد قال المتحدث الرسمي بإسم مجلس النواب، عبد الله بليحق، أن مجلس النواب منح الثقة لرئيس الحكومة فتحي باشاغا بناءً على تعهدات تقدم بها وبرنامج عمل للحكومة، وأهداف كان من المفترض تحقيق ولو الحد الأدنى منها والمتمثل في أن تمارس الحكومة مهامها من العاصمة طرابلس وهو ما لم يحدث.
على الرغم من فشل باشاغا إلا أن هذا الأمر لا ينفي حقيقة الدور الغربي في عرقلة عمل حكومته عن طريق عدم منحها الإعتراف الدولي بحكومة الإستقرار والإستمرار في التعامل مع حكومة الوحدة الوطنية على أنها الحكومة الشرعية في البلاد، على الرغم من أن مجلس النواب سحب الثقة من حكومة الدبيبة قبل اكثر من عام.
ومن بين الدول التي ساهمت في عرقلة عمل باشاغا وحكومته، نجد الولايات المتحدة التي إستمرت في تقديم الدعم الدولي للدبيبة وحكومته على جميع الأصعدة مقابل نهب ثروات الشعب الليبي من الغاز والنفط. كما نجد إيطاليا التي وقعت عدد كبير من الإتفاقيات المشبوهة مع حكومة الدبيبة ولم تُعر حكومة الإستقرار أي إهتمام، الأمر الذي ادى إلى ضعف أداء حكومة باشاغا.
على الصعيد الآخر يرى الخبير والباحث في الشأن السياسي الليبي، أحمد محمود، ان واشنطن مارست ضغوطات على عدد من أعضاء مجلس النواب للتصويت على إقالة باشاغا من منصبه، لخلق أزمة جديدة بين مجلسي النواب والدولة اللذين نجحا في الآونة الاخيرة في تقويض النفوذ الأمريكي والمضي نحو خارطة حل سياسي سلمي ليبي-ليبي ينتهي بإجراء إنتخابات رئاسية حرة ونزيهة الأمر الذي لا يتماشى مع أجندات واشنطن في البلاد.
وأضاف محمود أن واشنطن على مايبدو نجحت في تحقيق هدفها لاسيما بعد تصريح رئيس المجلس الاعلى للدولة خالد المشري لقرار مجلس النواب وقوله ان القرار هو عبث سياسي قد يقود إلى فشل المباحثات الجارية بين الطرفين حول القوانين الدستورية المُنظمة للإنتخابات بسبب إنفراد مجلس النواب في إتخاذ القرارات في البلاد.