السبت 27 يوليو 2024 04:18 صـ
الجارديان المصرية

رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحرير عبد النبى عبد الستار

مقالات

بسام عبد السميع يقرأ ”رسالة تل أبيب ”

الكاتب الصحفي والأديب بسام عبدالسميع
الكاتب الصحفي والأديب بسام عبدالسميع

مع اليوم الـ24 لـ"طوفان الأقصى" المجيدة وارتفاع الشهداء في "غزة" لأكثر من 8 آلاف شهيد بينهم 3342 طفلاً و2062 سيدة و460 مسناً وإصابة عشرات الآلاف وهدم المنازل وقصف الأحياء والمستشفيات بالأسلحة الأميركية والغربية وتحالف صهاينة العالم وقادته المجرمين لإبادة شعب فلسطين، قرأت الرسالة التفاعلية الواردة من تل أبيب، والتي يتم توجيهها للعرب والمسلمين في المنطقة بعبارات لا تتغير.
فمنذ تدشين دولة الصهاينة المزعومة على أرض "فلسطين" بدماء أبناءها الأبرار، لم تتوقف العصابة الصهيونية عن إرسال رسائلها، لكننا لا نعرف قراءة الأفعال، فقد تعلمنا أن القراءة للمكتوب، وأما الأفعال فشيء آخر لا نقربه ولا نقرأه ولا نرغب أن نفهمه-لأنه يخالف حقيقتنا- فنحن أمة الأقوال والشعارات والنداءات، وحينما نخطئ بعض المرات تكون أفعالنا هي الانتصارات!
واختطف "الصمت العربي اللعين" مني الرسالة قائلاً: دعني أقرأ لك "رسالة تل أبيب"، لأتبرأ بها من العار الذي لحقني بسببكم حينما ارتديتم عباءتي أمام هذا الهلاك فتبأ لكم".
/رسالة تل أبيب-أكتوبر 2023/
إلى المخلصين من العرب المسلمين..
مالكم مؤمنين بوعد الله مصدقين.. فأنتم لستم العرب المسلمين الذين لهم النصر المبين على الصهاينة المجرمين.. أنتم تقولون ما لا تفعلون، وتفعلون مالا تقولون، وهذا لعمري أشد من المنافقين، فكيف تظنون أنكم أحق الناس بنصر الله المبين.
اطمئنوا فأنتم في سلام ووئام.. اطمئنوا فلا زلزال ولا طوفان.. اطمئنوا فأنتم عن الموت بعيدين وفي الحياة خالدين.. ابقوا بقصوركم المشيدة ساكنين ولكافة الشهوات مصاحبين.. اطمئنوا فسنحافظ معاً على عدم توسيع الصراع المهين.. اطمئنوا فلن يحدث شيء سوى القضاء على شعب وأرض فلسطين بإبادة أبناء غزة المجاهدين.
إننا نشيد بكم فأنتم للحق مرددين قائلين: "لو أطاعونا ما قتلوا.. وما كان من الصهاينة ظالمين".. اطمئنوا فشياطين الغرب وصهاينتهم يوفرون لكم الرخاء والاسترخاء.. اطمئنوا فالأرض يجري تطهيرها من المجاهدين فلا مؤمنين بعد اليوم صالحين.. اطمئنوا فسنلغى المحرمات لتفعلوا كل الموبقات".
أيها العرب المسلمون:
عيشوا كما أنتم في المهرجانات والرياضات، ولا تفارقوا الملهيات.. فقريباً ننتهي من هؤلاء الذين يتمنون الموت ولا يرغبون بالحياة.. كونوا طائعين مؤدبين مهذبين -كعادتكم- لحقوق الإنسان متحدثين وعن الفعل ممتنعين.. عذراً لمشاهد الدمار والخراب فهي لطهارة أجسادكم من ضميركم.. فالضمير آفة وداء يصيب البلهاء، وأنتم صرتم من الأذكياء الناصحين الاستراتيجيين.
اطمئنوا فلن يكون قادتكم أبداً من المضيعين لجيوشكم المدربين.. اطمئنوا فكلكم -بحمد الله- من الزاهدين في كأس الموت الحتمي، وهذا ما أصبحنا فيه شركاء فلن نتمنى الموت أبداً لما قدمت أيدينا، فهنيئاً لنا جميعا البقاء وحب الحياة.
صبراً يا عرب ويا أحبتنا المسالمين.. فأسابيع قليلة ونطهر الأرض من هؤلاء المارقين في (غزة وفلسطين).. اطمئنوا فسنصبح كلنا مؤهلون لطاعة كل شيطان رجيم، فبعد غزة وفلسطين لن يكون بيننا من يستعدون ليوم الحساب العظيم.
أحباؤنا وأصدقاؤنا المخلصون: نحيطكم علماً بأن موافقتنا لحالة من الهدنة والمساعدات هي نوع من المخدرات لتمرير استمرار عمليات الإبادة.. لا تقلقوا فالأمر بالقضاء على المجاهدين من غزة وفلسطين تم الاتفاق عليه بين القادة المتصهينين، فكونوا لنا معاونين ولا تكونوا من المرجفين.. فاليوم أمر وغداً خمر، واليوم لنا الطاعة وغداً لكم الخلاعة..... المخلصة دوماً (تل أبيب).
طالعني الصمت العربي بسخرية وازدراء قائلاً: "يا مسكين أنتم للكذب مدمنين ولكل ألوان الفساد تفوقتم على المجرمين، فصرتم من الدين بعيدين، ولا يغرنك تفوه المتفوهين وعبارات المدعين. تأمل حالكم لتعرف باليقين أنكم سابقتم الشياطين، فها أنتم للقتل من المشاهدين وللدمار والخراب من المتهامسين، وفي المجون رافعين راية المنتصرين.. اذهب بعيداً يا مسكين، فأنت والمصدقين لكل ما يقال عن نصرة المجاهدين لا تسمعون قهقهة الماكرين".
قاطعته قائلاً:" إن فعلك وسوسة من الشياطين الملاعين الذين هم للحق كارهون، فالأرض تتطهر بالصالحين المجاهدين من رفث الفاسدين وأمثالكم من المجرمين، ولن أكون أبداً من المضيعين لوعد الله المكين بإنقاذ فلسطين".
اسمع أيها اللعين، أيها الصمت المهين: إن تكالب الشياطين والخائنين على فلسطين لهو إشارة التمكين ونبوءة سفر التكوين، وقول الله الحكيم في قرآنه الكريم، وقد يعلو الماكرين أكثر وأكثر، فتاريخ الأمة والمنطقة مليء بتكرار حوادث الغدر الأليم، فأين المغول والتتار وصنوف الاحتلال؟
ويبقى اليقين بأن مشروع المجرمين بإبادة غزة وشعبها هو محنة ومنحة للصادقين، كما أنه ابتلاء واختبار للمترددين بين الباطل والحق المبين -وقد يكون هذا الصمت سبباً لنقمة الله علينا أجمعين-.. فاغرب عنا أيها الصمت اللعين.