خالد درة يكتب : بالعقل أقول... ( الحب فى زمن التواصل الاجتماعي ..! )
من المؤكد أن وسائل التواصل الاجتماعي قد أثرت تأثيراً سلبياً عظيماً ، أو قُل إنها قامت بتشويه وانتقاص المعاني والمعالم والشكل والمضمون من نصيبِ الأجيالِ المُعاصرةِ من الحبِ ، والإحساسِ بهِ ، ولذةِ الشَوقِ إلى الحبيب ، ولقاءِهِ ، ولَوعَة الحب في الغياب ، ولهفته في الحضور ، والحديثِ ذو الأُنس والانسجام ، والطقوس الدافئة التي تُغطي هذه التفاصيل.
الحب يحملُ بَينَ طياتِهِ أهم الصفات وأهم المقومات الضامنة لميلادِهِ وبقاءِه ، وأهمها على الإطلاق هو ( الخجل ) ..
الحب في الأجيال الماضية كان له جلالاً في بداياته ، كان الحبيب ينتظر أن يرى محبوبته وأن ينظر إلى وجهها وهي تمرُ أمامه لعدة أمتار قليلة ومعدودة في الحي أو في ساحة الجامعة ، وإذا تصادف ووقعت عيناها في عَينَيهِ بشكلِِ عابرِِ كانت ضربات القلبِ تتسارع ، ويَصحبُ ذلك احمراراً في الوجه ، ويفقد الطرفان في هذه الثواني المعدودة إحساسهما بالزمانِ والمكانِ والأشخاص ..
كل ذلك وأكثر كان يحدث جرَّاء نظرةِِ واحدة ، ويظلُّ الحب في ثَوبِ الخجل فاقداً للقدرة على التعبير ولو بكلمة ، وربما تستمرُ هذه الحالة لعامِِ كامل ، ثم إذا تجرأَ الحبُ ذاتَ مرة وابتسم فيها الطرفان لبعضهما البعض ، فذلك حَدَث عظيم مُلتَهِب ، وكانا يجلسانِ لياليَّ وأياماً يَعيشون فيها مع الخيال ، وفي محاولات التفكير في سر تلك النظرة وهذه الابتسامة ، ويضعانِ لها التفاسير والاحتمالات ، وكأن كل طرف يُحاول أن يُقنع نفسه بأن ما يحدث هو التوافق العاطفيّ ، وأن الآخر يُشاركه نفس العاطفة ..
ويظل الحب هكذا قابعاً في مساحة الخجل لفترةِِ ليست بالقليلة ، حتى إذا ارتفعت حرارة الشوق ودفَعَت الخجل إلى الخارج كما يدفعُ البخارُ أغطيةَ الأواني رويداً رويداً من شدة الغليان ، ومع صدفةِِ يُهديها القدر لهما ، يترك المحبوب رسالةً إلى حبيبته ، ويعيشُ بعدها حالةً من التوتر والقلق ومحاسبة النفس ، وكأنه يقولُ لنفسهِ " هل كانت الرسالة في غير موعدها ؟ هل ستتقبلها أم سترفض تلك الطريقة ؟ هل سيأتيني ردُُ عليها ؟ هل كان يتوجب عليَّ الانتظار قبل أن أخطو هذه الخطوة ؟ كيف أنتظر لأكثر من هذه الفترة الطويلة التي لم تُسَجَل فيها حتى أسماءنا على قيد الحب ؟
" وفي معظم الأحوال لم يكن يأتيه ردُُ إلا بابتسامة سريعة تُشعِلهُ أملاً و تُحَفِّزهُ على الجرأةِ و الكتابة لها مرةً أخرى !..
وربما كان أول لقاء يجمعهما يحدث بعد عامين أو ثلاثة من هذه المناورات الخجولة ، كان ذلك هو الحب ، وكان الخجل أهم صفاته وملامحه ، وكانت تلك التفاصيل هي دِرع الحبِ وسَيفِه ، ولم تكن العوامل المساعدة للتواصل في عصرنا هذا قد ظهرت ، وكانت أدوات الحب كما ذكرنا لا تسمح له بأكثر ولا أسرع من تَخطي الحدود عما كان يحدث !
أما في عصرنا هذا ومع انتشار وسائل التواصل الاجتماعي فقد تم استبدال شَعيرَة الخجل بكلمة " إنجِز " …. ولك أن تتخيل باقي ملامح الفترة .












اليوم.،. استئناف المتهم بقتل شقيقه في الجيزة على حكم المؤبد
حبس عامل لاتهامه بسرقة محل تجاري في كفر الشيخ
حبس 6 متهمين بسرقة أجانب تحت تهديد السلاح فى الجيزة
حبس عاطل سرق أسطوانة بوتاجاز بعد تداول فيديو على مواقع التواصل
اسعار الذهب مساء اليوم الأربعاء فى محلات الصاغة
توقيع اتفاقية مصرية إيطالية لإنتاج الغاز الحيوي ودعم الطاقة النظيفة
اسعار الذهب اليوم خارج مصر
أسعار الدولار أمام الجنيه اليوم الاثنين في مصر