السبت 27 يوليو 2024 04:49 صـ
الجارديان المصرية

رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحرير عبد النبى عبد الستار

مقالات

جمال قرين يكتب للجارديان : كلمة للنظام والحكومة

الكاتب الكبير جمال قرين
الكاتب الكبير جمال قرين

*واقع الأمر أن غالبية المصريين إلا مارحم ربى يعانون اليوم أشد ماتكون المعاناة من حيث سوء الأحوال المعيشية وعدم قدرتهم على تلبية احتياجاتهم الضرورية من الأكل والشرب والتعليم والدروس الخصوصية وخلافه، بسبب غلاء السلع الغذائية الأساسية التى يحتاجها كل بيت مصرى سواء فى الصعيد أو الدلتا، وبالرغم من الوعود الرئاسية والحكومية ببداية تخفيف الأعباء عن كاهل الناس، إلا أن شيئا من هذا لم يحدث حتى الٱن ، مع غياب طبعا الرقابة الحكومية على الأسواق والتجار سواء بتوع الجملة أو التجزئة، والغريب فى الأمر أن دولة رئيس الوزراء يخرج علينا كل يوم يناشد السادة التجار بأهمية تخفيض الأسعار ، فهل هذا معقول ومنطقى يادكتور مدبولى وحضرتك تحوز من الصلاحيات الكافية التى تستطيع من خلالها أن تجبر التجار بتخفيض الأسعار رغم أنفهم وبالسعر المناسب للمواطنين، وتطبق القانون لردع المخالفين، ينبغى على النظام والحكومة فى مثل هذه الظروف الصعبة التى يمر بها المصريون ضرورة فرض تسعيرة جبرية يلتزم التجار بها ، ومن يخالف ذلك يتعرض لأقسى عقوبة تصل إلى الحبس 5سنوات وغرامة تتراوح مابين 200إلى مليون جنيه، وليس ترك الشعب يتضور جوعا بسبب الغلاء وجشع التجار وغياب الرقابة على الأسواق، بالإضافة طبعا لفشل السياسات الاقتصادية فى الخمس سنوات الأخيرة، والتى تركزت على بناء الكبارى والمحاور والطرق والمدن الفخيمة وفرض المزيد من الضرائب والدمغات على المصريين حتى أن شهادة الميلاد أصبحت تكلفة استخراجها تزيد على ال 25جنيها، ناهيك عن المبالغة فى إنشاء المدن السكنيةفى المحافظات المختلفة، وتجميد عمليات البناء بين الأهالى، وأخذ إتاوات من أصحاب العقارات التى تم بناؤها مؤخرا ..

*وهذه سياسة ماكان ينبغى أن يسلكها النظام أو تنفذها الحكومة مع أبناء الشعب المصرى، حقيقى لقد تم قهر الناس فى الخمس سنوات الأخيرة، وابتزازه وتجويعه ومعاملته معاملة العبيد ، لقد عاصرت السادات ، ومبارك ولم أرصد أوضاعا اقتصادية صعبة ولاقهرا وإذلالا للشعب كما أعايشه اليوم ، لقد تفاءل المصريون بعد صفقة رأس الحكمة التى تنفذها الإمارات على أرض مصرية باستثمارات قيل إنها تتجاوز ال 150مليار دولار خلال 5سنوات القادمة، وأن تدفقات دولارية قيمتها 35مليار دولار ستدخل خزينة البنك المركزى خلال شهرين فقط ، الأمر الذى أدى لهبوط الدولار بشكل حاد وصل اليوم 47 جنيها، ولم تعد هناك اسواق سوداء ولايحزنون ، لكن الأمر المحير أن الأسعار لاتزال هى هى ولم يخفض أى تاجر جملة أو تجزئة أى سلعة وكأن ذلك أمرا مكتسبا وليضرب المواطن البسيط رأسه فى الحيط ، لأن بصراحة لايوجد حكومة ولاأجهزة تستطيع كبح جماح هؤلاء التجار المجرمين ، وفى النهاية تدفع الطبقة المتوسطة والفقيرة ثمن فشل الحكومة ، بصراحة مايحدث للمصريين اليوم إهانة لكرامتهم وإذلالهم ، وفى نفس الوقت تجريس للمواطن المصرى فى الخارج خاصة فى الخليج الذى يعايرنا بالفقر والعوز ، ويتعامل معنا من فوق دائما، وبهذه المناسبة يحضرنى ماقاله ذات مرة صحفى كويتى شهير أن المصرى فى بلده حياته لاتساوى تمن غسالة أو تلاجة ، لذا من المفترض على أى نظام أن يكون خادما للشعب، وأن يكون شغله الشاغل العمل على إسعاده وتوفير حياة كريمة له ، والكثير من حكام وقادة العالم يفعلون ذلك مع شعوبهم، ويتباهون او يتفاخرون بارتفاع دخول مواطنيهم و العاملين بمؤسساتهم الحكومية السنوية ، وللأسف الأمر عندنا مختلف، مزيد من الفقر والجوع والمرض، ومزيد من الضغط على مفاصل المواطنين، واللى مش عاجبه يشرب من البحر .

لقد حان الوقت أن ترفعوا أيديكم عن الشعب الذى ألهب ثورة 30يونيو وخرج بالملايين لصناديق الاقتراع للإدلاء بصوته، وأن تفكوا كل الأحزمة كى يتنفس الصعداء لأن المصريين يستحقون أن يعيشوا بحرية وكرامة وإنسانية مثل بقية شعوب العالم ، ولو دا محصلش انتظروا انفجار قادم او حرب جياع قد تأكل الأخضر واليابس إذا لم نتدارك الأمر ، وهذا يتطلب اتخاذ عدة قرارات جريئة وسريعة أوجزها فى الٱتى : أولا إعادة هيكلة مرتبات العاملين بالدولة والقطاع العام والمعاشات، وان يتعامل هؤلاء على أساسى المرتب فى عام 2024وليس على أساسى المرتب فى عام 2012 أو 2013 او 2014 لأن دا لايحدث ولافى بلاد الواق واق، فعلا مصر بلد الغرائب والعجائب، لذلك مطلوب سن قانون جديد للعاملين بالدولة يتحرى العدالة ويخضع له كل المصريين فى جميع مؤسسات الدولة بما فيهم المؤسسات السيادية مثل الجيش والشرطة والقضاء بدون أن نميز فئة على أخرى لأننا فى النهاية كلنا مصريين ، ثانيا مضاعفة حصة التموين التى تعطى للمواطنين من أصحاب البطاقات التموينية يعنى البطاقة اللى بتاخد 5ك تاخد 10ك مثلا ، ثالثا المعاشات تزيد بنسبة 100٪ حتى تستطيع هذه الشريحة التى تخطت اليوم 12مليون ان تعيش بعزةوكرامة ، وزى ماأنفقنا على الكبارى والطرق والمحاور والمدن الفخيمة تريليونات من حق المصريين أن ننفق عليهم ونعيشهم أحسن من أى حد فى الدنيا و بنسب أكبر من التى أنفقناها فى البنايات الأسمنتية الرهيبة التى لم تستفد منها البلد اقتصاديا خلال ال 5سنوات الماضية، سوى مزيد من الضغط والفقر والمرض، والذى يبدو الٱن على وجوه المصريين وأنت تراهم فى الشوارع اليوم، ينبغى أن تكون تنمية معيشة المواطنين والارتقاء بمستواهم المعيشى هدف النظام فى الفترة القادمة، وأقترح إنشاء وزارة للسعادة على غرار مايحدث بالإمارات الشقيقة ،لأن المصريين لن يتحملوا أكثر من هذا، ومن وجهة نظرى المتواضعة أن النظام الحالى تحمل المصريون سياساته بحلوها ومرها، بمافيه الكفاية، ولم يفعلوا ذلك مع السادات ومبارك ، فالأول قتلوه والثانى قاموا بثورة ضده ، لذا ينبغى أن يستثمر النظام هذا صبر المصريين وحلمهم عليه وتحملهم تبعات قراراته، ويتخذ إجراءات سريعة تخفف الأعباء عن كاهلهم، قبل أن تفلت الأمور وممكن دا يحدث فى أى وقت لأن المصريين ليس لهم كتالوج، ولن تستطيع أى قوة أن تمنع غضبتهم، لأن الجوع كافر، رابعا أهمية وجود شرطة سرية تراقب الأسواق بصرامة ومن المهم ان تكون الغرامة فورية، وكذلك العقوبة القانونية حتى يتم السيطرة تماما على الانفلات الحاصل فى الأسواق اليوم، لأن من أمن العقوبة أساء الأدب ، أرجوكم حافظوا على مصر ، عيشوا فى المدن الفخيمة أو المنطقة الخضراء مش مهم واسكنوا القصور الفارهة، وتنعموا كما شئتم، لكن لاتنسوا أن هناك أكثر من 100مليون مصرى عايزين يعيشوا ومن حقهم أن ياكلوا ويشربوا ويتعلموا ويتعالجوا كمان ،إذن المسئولية جسيمة وكبيرة، وستكون المحاسبة أيضا كبيرة وجسبمة أمام ملك الملوك يوم القيامة، وقد أدركها الفاروق عمر بن الخطاب رضى الله عنه مبكرا عندما كان خليفة للمسلمين وقال عبارته الشهيرة : "لو أن دابة بالعراق تعثرت فى الطريق لخشيت أن يسألنى الله عنها يوم القيامة ، لماذا لم تمهد لها الطريق ياعمر" وهذا يؤكد عظم وفداحة المسئولية أمام الله لأى حاكم ، لذلك أنصح النظام أن يركز فى فترته الثالثة وأتمنى أن تكون الأخيرة على تخفيف الأعباء عن كاهل المصريين، وأن يقوم بجولات شهرية فى جميع محافظات مصر من أسوان لمرسى مطروح ويتابع بنفسه الخدمات التى تؤدى للمواطنين، ويحاسب المحافظين ورؤساء الأحياء والمدن المقصرين ، وأذكرسيادته بما قطعه على نفسه أثناء ترشحه للرئاسة أنه سيقيم فى كل محافظة بضعة أيام ليتفقد على الطبيعة المشروعات التنموية والخدمية التى تقدم للمواطنين ودا للأسف لم يحدث حتى الٱن، وأتمنى أن يحصل اليوم ونشوف فخامة الرئيس عبد الفتاح السيسى يقيم فى جميع محافظات مصر ،وفى القلب منه محافظات الصعيد التى تعانى الفقر والجهل والمرض وندرة المشاريع التنموية والبطالة لأن هذا الإقليم عانى من فترة تهميش طويلة خلال العهود الماضية، ولم تنفرج الأمور إلا فى هذا العهد الملىء بالإنجازات والإخفاقات، إذن لايزال الصعيد من بنى سويف إلى أسوان يحتاج للمزيد من الاستثمارات والمشاريع التنموية الضخمة، حتى يمكن القضاء على البطالة المنتشرة اليوم بين شباب الصعيد مما يضطرهم للعمل بسيناء ومرسى مطروح والعلمين وبذلك يقطعون مئات الكيلو مترات للبحث عن فرص عمل، والأخطر أنهم يتعرضون فى أحيان كثيرة إلى محاولات اجتذابهم من أصحاب الأفكار المتطرفة الأمر الذى يجعلهم وقود نار للحركات الإرهابية التى تريد زعزعة استقرار الدولة باستمرار ،وهذا فى حد ذاته خطر داهم على مصر وأمنها القومى ، لذا ينبغى على الحكومة أن تكثف جهودها للنهوض بالصعيد وضخ الاستثمارات الكبيرة فى ربوع هذا الإقليم المظلوم خاصة محور محافظات سوهاج ، قنا، البحر الأحمر والأقصر وأسوان

جمال قرين مقالات جمال قرين كلمة للنظام والحكومة الجارديان المصرية