دكتور رضا محمد طه يكتب : اسرائيل تهدد بطرد كبار المسؤولين في الأمم المتحدة.... مهزلة المهازل

الاعلاء المتوهم للذات والتضخيم لحد التورم السرطاني الذي عليه دولة إسرائيل عندما تري نفسها أن الأمم المتحدة والمجتمع الدولي سوف يضطرب ويتفكك بل ينهار أن هي خرجت من عصبة الأمم المتحدة، والاكثر مدعاة للسخرية والاندهاش بل الاستفزاز هو تصريح جلعاد إردان مندوب إسرائيل في الأمم المتحدة أمس مهدداً بإمكانية طرد كبار مسؤولي الأمم المتحدة وأن الوقت حان كي نفكر في إيجابيات وسلبيات الانسحاب من الأمم المتحدة.
ما سبق بعض مما تتبجح وتطاول بعده إسرائيل علي لسان مسؤوليها لأي شخص مهما كان حتي لو كان رئيس أكبر دولة في العالم ، وليس ببعيد ما أقدم عليه هذا المندوب الإسرائيلي في هيستريا شتيمة العالم و تمزيقه صفحات من ميثاق الأمم المتحدة خلال جلسة للجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك ، لا لشيء سوي مطالبة إسرائيل بوقف المجازر وإبادة أهل غزة المدنيين ووقف الحرب والقبول بهدنة أو أشياء نابعة من ضمير حي صحا علي ضرورة محاكمة رئيس الوزراء الإسرائيلي ومساعديه كمجرمي حرب جراء ما اقترفوه من قتل ودمار مستمر حتي وقتنا هذا.
كوميديا سوداء ومهزلة المهازل هو التعبير المناسب لما تفعله إسرائيل في العالم دون خوف من عقاب أو محاسبة ، وكما لو انها الابنة الصغرى والمدللة للعالم وتفعل ما تفعله والكل يطبطب عليها ويضحك لها مهما تسببت في إهانات وكوارث تطال الشعب الفلسطيني المحتل، السؤال البديهي ماذا لو ان مندوب دولة عربية في الأمم المتحدة شتم أو هدد بفعل شيء ما لا يتماشى مع سياسة العالم أو ميثاق الأمم المتحدة ، هل كانت الولايات المتحدة الأمريكية سوف تغض الطرف عن ذلك أم أنها سوف تقوم بتعبئة وتجيبش العالم ضد ما حدث وقد تستغلها فرصة لإبتزاز هذه الدولة المارقة من نظرها وتطلب منها تعويضات......الخ مما تعودنا عليه من سياسات الكيل بمكيالين والازدواجية الفجة التي تسلكها امريكا خاصة مع أي شأن إسرائيلي والعرب.