دكتور رضا محمد طه يكتب : الخمول وإنكماش في الدماغ


أكثر من 32 مليون شخص حول العالم مصابين بالخرف والزهايمر، ولا توجد علاجات حالية لمرض الزهايمر، لذا يسعي العلماء لإيجاد علاجات جديدة او التخفيف من وطأة المرض عن طريق تغيير نمط الحياة إذا ما غلب عليها الخمول والجلوس فترات طويلة. وكانت الدراسات السابقة قد أشارت إلي أن بعض عوامل نمط الحياة مثل ممارسة الرياضة بانتظام تساعد في تقليل خطر الإصابة بمرض الزهايمر ، وفي سياق ذلك كشف دراسة جديدة نشرت مؤخرا في مجلة "الزهايمر والخرف : مجلة جمعية الزهايمر " أن الأشخاص كبار السن الذين يقضون وقتا طويلا في حالة خمول مثل الاستلقاء والجلوس فترات طويلة أولئك يكونوا أكثر عرضة لحدوث انخفاض في الإدراك وانكماش في الدماغ بالمناطق المرتبطة بتطور مرض الزهايمر بغض النظر عن مقدار ممارستهم للرياضة، لأن الشواهد والأدلة تشير إلى أن مدة طويلة من الخمول يضر بالصحة أكثر من عدم ممارسة الرياضة بشكل كاف.
لاحظ الباحثون أن الشخص الذي يتحرك بالمشي سواء بالمنزل أو خارجه هو بمأمن من خطر الزهايمر حتى لو لم يمارس الرياضة، بينما الأشخاص الذين يمارسون الرياضة لكنهم يجلسون وقتا طويلا خلال اليوم في حالة خمول هؤلاء كانوا أكثر عرضة لخطر التدهور المعرفي والتغييرات العصبية التنكسية من قبيل انخفاض حجم الحصين، وكانت تلك النتائج أكثر ظهوراً لدى المشاركين في الدراسة الذين يحملون الجين APOE-e4 والذي يمثل عامل خطر وراثي معروف لمرضى الزهايمر ومن ثم فإن هؤلاء الأشخاص حاملي هذا الجين إذا ساد نمط حياتهم الخمول تزايدت لديهم فرصة الإصابة بالزهايمر.
نصح فريق البحث الأشخاص خاصة كبار السن بتقليل الخمول وزيادة الحركة، وإذا كان ولابد من الجلوس طويلا ، فإن عليهم كسر هذا النمط عن طريق الوقوف والتمدد كل 30-60 دقيقة وكذلك الرد على المكالمات الهاتفية أثناء المشي وكذلك المشي بالمنزل أثناء المحادثات بحيث نحمي انفسنا ونقلل فرص الإصابة بالخرف خاصة وأن حوالي 45% من حالات الخرف يمكن تجنبها والوقاية منها من خلال المعالجة لعوامل الخطر القابلة للتعديل وابسطها الحركة وتقليل فترات الجلوس، وتلك اشياء بسيطة يمكن القيام بها كما يذكر الباحثون أي لا يحتاج الوقاية من الزهايمر والخرف أن يسعى الأشخاص لعضوية فاخرة في صالة ألعاب رياضية.