السبت 24 مايو 2025 02:28 صـ
الجارديان المصرية

رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحرير عبد النبى عبد الستار

مقالات

خالد درة يكتب : بالعقل أقول…( اعتراف فرنسا بدولة فلسطين ضرورة أخلاقية و سياسية )

الكاتب الكبير خالد درة
الكاتب الكبير خالد درة

طالب تجمع لبرلمانيين و ديبلوماسيين و مثقفين و فنانين و أكاديميين و قيادات عمومية ، الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون باتخاذ قرار مشروع و ضروري بالاعتراف بدولة فلسطينية ..

قال الموقّعون إنّ الاعتراف بدولة فلسطين لم يعد مجرّد خيار ديبلوماسيّ ، بل أصبح ضرورة أخلاقية و سياسية و مطلباً استراتيجيّاً ، في الوقت الذي تستمرّ فيه الحرب على غزّة تحت حصار شامل ، و يُذبح فيه المدنيّون ..

و في مقال نشرته صحيفة "اللوموند" الفرنسية شدّد الموقّعون على أنّ على رئيس الجمهورية أن يتخذ هذا القرار لأنّ الاعتراف بدولة فلسطين يأتي في تلك اللحظات التي تظهر فيها الأمم العظيمة ، و على فرنسا ألّا تفوّت هذه الفرصة لكتابة صفحة عادلة وقوية في تاريخها ..
و قال الموقّعون إنّ الاعتراف بدولة فلسطين لم يعد مجرّد خيار ديبلوماسي ، بل أصبح ضرورة أخلاقية و سياسية و مطلباً إستراتيجياً ، في الوقت الذي تستمرّ فيه الحرب على غزة تحت حصار شامل ، و يُذبح فيه المدنيون ، و يُستهدف العاملون في المجال الإنساني ، و تُدمّر البنية التحتية الحيوية بشكل منهجي ..

و كان الرئيس الفرنسي قد أدلى ببعض التصريحات العلنية في شأن الاعتراف بالدولة الفلسطينية ، لكنّ تنفيذ ما قاله يبدو غير واضح ، و رأى التجمّع أنّ هذه البادرة أصبحت ضرورية في وقت تتعرّض فيه غزة للتعذيب و يتمّ تدمير الضفة الغربية ..
و شدّد التجمّع في وقت تخلّت فيه القوى الكبرى عن الشعب الفلسطيني – الذي يعاني من عنف متصاعد ، و تحوّلت عملية السلام إلى خراب ، على أنّه يتعين على فرنسا موطن الإعلان العالمي لحقوق الإنسان و العضو الدائم في مجلس الأمن و الدولة المؤثرة داخل الاتّحاد الأوروبي أن تتّخذ خطوة واضحة ألا و هي الاعتراف رسمياً بدولة فلسطين ..

و لفتوا إلى أن هذه البادرة لن تكون ، وفقاً للقانون الدولي و قرارات الأمم المتحدة معزولة أو رمزية ، فهناك 148دولة من أصل 193 اعترفت بدولة فلسطين ، وفي الاتّحاد الأوروبي فتحت السويد عام 2014 الطريق أمام الدول ، و تلتها أخيراً أسبانيا و أيرلندا و النرويج و سلوفينيا ، فيما تستعدّ بلدان أخرى للقيام بذلك ..
و ذكر التجمع بأنّ هذا الاعتراف المنتظر متوافق مع الالتزام الذي قطعته فرنسا على نفسها بعد أن صوّتت لمصلحة انضمام فلسطين إلى منظمة الأمم المتحدة للتربية و الثقافة و العلوم ( اليونيسكو )، و صوّتت لجعل فلسطين دولة كاملة العضوية في الأمم المتحدة ، و أكّد ممثلها الدائم التزامه حلّ الدولتين ، السبيل الوحيد لضمان أمن إسرائيل على المدى الطويل ، و أعلن أنّ هذا يعني إنشاء دولة فلسطينية ..

و تساءل الموقّعون كيف تستطيع فرنسا تبرير دعم عضوية فلسطين في الأمم المتحدة و رفضها الاعتراف بها كدولة في الوقت نفسه؟ و قالوا إن المؤتمر الدولي الذي ستترأسه فرنسا و المملكة العربية السعودية في يونيو المقبل في الأمم المتحدة لا يمكن أن يكتفي بممارسة ديبلوماسية دون عواقب ، و يجب أن يشكل نقطة تحوّل ..
فلم يعد بإمكان فرنسا أن تظلّ أسيرة مفارقة ديبلوماسية لا يمكن الدفاع عنها : إعلان تمسكها بحلّ الدولتين ، في حين ترفض الاعتراف بوجود واحدة من هاتين الدولتين ، لأنّ هذا التناقض يُضعف الموقف الفرنسي و يغذّي السخرية السائدة .. لقد حان الوقت للخروج من هذا الغموض ..

إنّ الاعتراف بدولة فلسطين ، و هو عمل عادل ، هو أيضاً رافعة لوقف استمرار الاحتلال العسكري الإسرائيلي و الاستيطان الاستعماري ..
و اليوم ، يحتلّ ما يقرب من 800 ألف مستوطن إسرائيلي الضفة الغربية و القدس الشرقية ، و هما الأراضي التي من المفترض أن تكون جزءاً من الدولة الفلسطينية المستقبلية ، ما يجعل الأراضي المستقبلية أقل جدوى على نحو متزايد ..
لقد أصبحت فلسطين بمثابة الجبن السويسري ، حيث تتضاءل احتمالات إنشاء دولة قابلة للحياة ذات حدود متصلة .. إنّ الإعتراف بفلسطين اليوم يعني العمل على وقف هذه العملية من التفتيت و التشريد و التهجير ، و ضمان ظروف إمكان قيام دولة فلسطينية في المستقبل ..
و من خلال الإعتراف بدولة فلسطين الآن و في موعد أقصاه الاجتماع المقرر في يونيو ، فإنّ فرنسا ستُرسل رسالة واضحة إلى المجتمع الدولي : أن القانون الدولي غير قابل للتفاوض ، و لا ينطبق بطريقة هندسية متغيّرة ..
إن احتلال الأراضي المجاورة أمر غير مقبول ، سواء في أوكرانيا أم في فلسطين .. و من شأنه أن يعيد للصوت الفرنسي تماسكه و مصداقيته وسلطته الأخلاقية ..
لقد بدأ العدّ التنازلي ، و كلّ يوم له قيمته ...

الموقّعون هم : أرييه عليمي محام و نائب رئيس رابطة حقوق الإنسان .. و صوفي بينيه الأمينة العامة للاتحاد العام للعمال .. و إريك كوكريل عضو البرلمان (عن حزب فرنسا الأبية) .. و أوليفييه فور السكرتير الأول للحزب الاشتراكي .. و فابيان غاي عضو مجلس الشيوخ عن الحزب الشيوعي الفرنسي .. و عبد السلام كليشي الرئيس المشارك لمنصة "أصوات و جسور" من أجل السلام .. و فينسان ليمير مؤرخ متخصص في شؤون إسرائيل و فلسطين و محاضر في جامعة غوستاف إيفل .. و إرين تونديلر نائبة رئيس المجموعة البرلمانية المشتركة للصداقة الفرنسية الفلسطينية .. و ريموند بونسيت مونج عضو مجلس الشيوخ عن منطقة الرون ..