شبراوى خاطر يكتب: الخطر يدق الأبواب، فأهلاً به


"لا تطلق النار على الدب إلا إذا كنت متأكدًا تمامًا من أنك ستقتله، وإلا، فأنت فقط ستثير غضبه".
هل قتل "مقلاع داوود" الدب الإيراني؟،
وإذا لم يُقتل حتى الآن،
هل غضب؟
وإذا تملّكه الغضب، فما هو رد فعله؟
حتى اللحظة لا نعلم مالذي سيحدث، وإذ أقاوم مرارة الإنتظار، تنتابني الشكوك، بأنه هذا الكائن الحنجوري وكما حدث من قبل، سوف يواصل التهديد والصراخ والعواء من بعيد، صراخ يثير السخرية ولا يُخيف أحداً.
وبالنسبة لنا لسنا بعيدين عن أي شظايا نارية من هنا وهناك.. الله في عون قادة هذا البلد في هذه الظروف التي لم نكن طرف فيها، ولكن من المحتمل أن ننجرف لها.. ومن الحتمي أننا سنتأثر بها، وسوف نعود إلى المنطقة الضبابية وستغمرنا أجواء عدم اليقين، وسيزيد الضيق ويخنقنا اقتصادياً، ويربكنا سياسياً، سوف تزداد الأسعار، ونعاني من انقطاع الكهرباء طالما نستورد طاقتنا من أعدائنا، وسوف تتناقص معدلات الانتاج نتيجة لإيقاف إمداد بعض الأنشطة الصناعية بالغاز، وربما يتزايد السخط الشعبي الداخلي من المتربصين والمتشككين المرتابين، وهذا احد الأهداف غير المباشرة لما يحدث في المنطقة.
واعتقد ايضاً، بأنه إذا استمرت حالة عدم التوازن الراهنة، قد نصل إلى نقطة اللاعودة، ويزداد التصعيد والاختناق في كل جانب، عندئذ سيكون الحل الوحيد هو الحرب الشاملة في المنطقة، وينجرف فيها دول كثيرة بعيدة عن المنطقة ولكن لها مصالح مهددة.
إنهم جنس من البشر يا سادة، لا يستطيعوا العيش دون صراع ونزاع وقتال وسفك للدماء، خاصة بوجود هذا الكائن الصهيوني الدموي الشرير الذي يجيد إشعال الصراعات في كل مكان. حيث ان الشر لا ينتصر إلا عند تقاعس الخير. والخير عندنا ساكن خامل أشلّ.
ليس هذا فقط، بل أنني ارى اعمق وأبعد من ذلك، فأن آلهة الحرب في هذا الكيان الأحمق الغاشم والغشيم يتسلح بقصص دينية قديمة يبرر بها أفعاله الدنيئة، إنها احد فصول كتاب غريزة البقاء المفتعلة، وهم الفئة الضالة التي نسجت داخل النصوص الدينية غير المحفوظة بقصص دينية يلقنوها لأبنائهم جيل بعد جيل، يستقون منها شرعية دفاعهم عن وجودهم وهم الجناة المغتصبون، ويضعوا أحد قصصهم التاريخية عنوان لواحد من اخطر اسلحتهم، واقصد بذلك نظام "مقلاع داوود". الذي يسير بشكل ممنهج ومخطط بالتعاون مع ربيبتهم أمريكا (نعم أقصد: ربيبتهم امريكا) من أجل تحييد كل القوى التي يمكن أن تناصر مصر او على الاقل تتعاطف معها..
وبعد تقليم أظافر الأيدي الناعمة للمنطقة، وخلع انيابهم وتتريم أسنانهم وشغلهم بأنفسهم وأطماععم الشخصية والقبلية، وتكميم أفواههم، واستمالتهم خوفاً وطمعاً سوف تُختلق الأسباب، وتُثار المشاكل تحت ذريعة "أمن إسرائيل"، ومن أجل تحقيق حلم "إسرائيل الكبرى"، حتى أنهم أخترعوا لنا دين جديد نسبوه إلى الخليل نبي الله إبراهيم، دين يساير أهوائهم ويضغطون علينا لقبوله من أجل ان يعمّ السلام المزعوم، ولذلك فلن نكون بعيدين عن حتمية الاشتباك، وحدنا وبأيدينا
. لذا ينبغي أن نكون على اتم استعداد، وان نعتمد على سلاح التكنولوجيا بشكل مكثف، لابد من التحصّن بسلاح الافكار والاهتمام بمعنويات الشعب والتي سوف تكون هدف أساسي لأعداء الخارج والداخل، والخوف الأكبر ربما يأتي من تقاعس الاصدقاء او ما نفترض أنهم اصدقاء.
ولنعلم أن الإستعداد بالقوة اللازمة والعلم والإيمان بالله هو الملاذ. وأن لا نسترخي بالتفاؤل ولا نقلق من التشاؤم، فكلاهما صنوان. فالمتفائل يقول لا تقلق كل شئ سوف يمر بسلام، فلا يفعل شئ، والمتشائم يقول مهما فعلنا فلن ننتصر ولن نغير شئ، فلا يفعل شئ. ولكن من المؤكد أن من يستمسك بأسباب القوة في كل مجالاتها لن يخاف شئ.