الخميس 3 يوليو 2025 09:47 صـ
الجارديان المصرية

رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحرير عبد النبى عبد الستار

فنون وثقافة

هند محمد علي تكتب : مسرحية الدجال إعداد عن قصة الدجال للدكتور كمال يونس

هند محمد على
هند محمد على

(تفتح اضاءه علي يسار المسرح ويظهر مجموعة من الاولاد يتكلمون بلهجة ريفية)
ولد ١: عاوزين نروح نلعب
ولد ٢: ايوه يلا نروح نلعب في الترعة
ولد ٣: تيجي تلعب معانا يا صالح
صالح: لا مش عاوز ألعب
ولد ٢: ليه يا فار الكتب انت وراك ايه
صالح: لازمن اروح عشان اسمع البرنامج الاذاعي
(اضاءه علي يمين المسرح لصالح والاولاد)
صالح(بتفاخر): شكسبير بيقول: البعض ترفعه الخطيئة، والبعض تسقطه الفضيلة
ولد١(متأففا): هو احنا كل ما هنقولك تيجي تقعد معانا هتفضل تقولنا الكلام الغريب دا
صالح(بسخرية): دا مش كلام غريب انتو بس اللي مبتفهموش
ولد٢: طب يلا بقى طلاما احنا مبنفهمش قوم من هنا مش عاوزينك تقعد معانا… يلا قوم.
(تفتح اضاءه بيضاء وسط المسرح يظهر صالح ومعه مجموعة من اهل القرية)
سيده ١: البقاء لله يا صالح.. شد حيلك
صالح: ونعم بالله
سيده ٢: متزعلش يابني هي دلوقتي بين ايدين ربنا… وانت كل ال عليك إنك تدعيلها هي وابوك وتذاكر عشان تجيب مجموع كبير في الباكالوريا يفرحها وهي في تربتها
صالح (بيأس): ان شاء الله
(يفتح اضاءه علي مجموعة من الشباب القرويين ومعهم صالح كلا منهم يمسك بشهادته)
شاب ١( لصالح بسخرية): ايه يا فيلسوف الغبرة مجيبتش يعني المجموع اللي كنت قاعد تقولنا عليه
شاب ٢: ومش هتطلع ناقد زي ما كنت واكل دماغنا
صالح (بغضب وحزن): ملكوش دعوة بيا… ابعدوا عني
(يضحك الشباب عليه فيقوم صالح بمغادرة المكان فورا)
(يفتتح المشهد علي صالح وهو جالسا تحت شجرة التوت ممسكا بكتاب قديم ويردد:
لا للقط ولا للفار
لا يجدي الفكر الإنساني
أن يعلم ايهما الجاني
في رأي الاول والثاني
أن الحق مع الأظفار
لا للقط ولا للفار
في رأي الثاني والاول
أن الدنيا لا تتبدل
إما أن تأكلَ او تؤكل
هل للعاقل أن يختار؟
(يمر بجانبة امرأتان يسمعان ما يردده)
امرأه ١: سامعة يابت الواد صالح بيقول ايه
امرأه ٢: سامعة ياختي سامعة.. دا باينله كدا بسم الحفيظ بيحضر جن
امرأه ١: واد يا صالح انت ليك في الشعوذة
صالح( بتعالي): شعوذة ايه دا ديوان للشاعر فؤاد حداد
امرأه ٢: ديوان!! لو عايز تروح الديوان هتلاقيه بعد الترعة من الناحية دي
امرأه ١: متكدبش علينا يا صالح… احنا سامعينك بودانا دول وانت بتحضر جني وقاعد تقول كلام يخوف
صالح( بغضب ملقيا بالكتاب علي الارض): انتو مش هتبطلوا جهل بقى وتفهموا… وبعدين انا مش مضطر اكدب عليكم
امرأه ٢: خلاص يا اخويا اهدى لا يطقلك عرق…قال قط وفار قال
( ينصرف المرأتان وهما يضحكان، يلتفت صالح ليمسك بالكتاب ليجده تلطخ بالوحل)
(يفتح المشهد علي سيدة تحمل صينية بها فطائر وكيزان الذرة المشوية)
السيدة: خد يا صالح الاكل دا عشان يرُم عضمك
صالح: متشكرين… لية بس تعبتي نفسك
السيدة: بصراحة كدا يا صالح انا قصداك في خدمة…انا عاوزاك تعملي حجاب لجوزي عشان يكره الست فوزية اللي ساكنا حدانا دي
صالح: حجاب ايه… لا لا اعذريني انا مليش في الحجات دي
( تدس في جيبه مبلغ كبير من المال)
السيدة: سايق عليك النبي ما تكسفني… انا حاسه ان جوزي خلاص بيضيع مني
(يخرج صالح ورقة ويكتب عليها بعض الكلمات العشوائية بحبر احمر ويعطيها للسيدة)
(يفتح اضاءه علي السيدة وهي تزغرط ومعها احدى صديقاتها)
السيدة: اخيرا الولية العقربة اللي اسمها فوزية دي اتجوزت وغارت من هنا… بركاتك يا سي صالح… شوفتي يابت عشان لما اقولك ان صالح دا سره باتع وله كرامات تبقى تصدقيني.. دلوقتي خلاص انا وجوزي حبيبي بقينا زي السمنة ع العسل.
(استعراض لصالح مع اهل البلدة يعبر عن انغماسه في اعمال الدجل والشعوذه)
( يفتح المشهد علي صالح وهو مرتديا بذلة انيقة وشعره مرتب، يمسك بسيجارا فاخرا، ليصادف وجهه مأمور قسم القرية الذي كان يعرفه، يفاجئ صالح ويحاول التهرب منه)
المأمور: استنى يا صالح.. هتهرب مني زي ما هربت من القرية
صالح( بتوتر): انت مين.. انا معرفش انت بتتكلم عن ايه… وبعدين انا اسمي أسعد
المأمور: هتضحك عليا زي ما ضحكت علي اهل البلد ونصبت عليهم
صالح: انا منصبتش عليهم… هما اللي اختاروا انهم يبيعوا نفسهم ودماغهم عشان يصدقوا شوية اوهام
المأمور: وانت بقى كنت الشيطان اللي زينتلهم الوهم دا وقدمتهلهم علي طبق من دهب
صالح: انا قولتلهم اللي هما كانوا عايزين يسمعوه ويصدقوه… كانوا محتاجين يصدقوه عشان الوهم هو العلاج الوحيد اللي بيريحهم… كنت عايزني اعمل ايه يعني.. ارفض النعمة؟
المأمور: كنت عايزك يبقى عندك شرف
صالح: البراءة مش ميزة زي ما قعدنا طول عمرنا فاهمين… واللي يعيش وسط العمى وميقررش يبقى اعمى يبقي مغفل
المأمور: انت منافق… اخدت الجهل سلمه وطلعت عليها بس وانت بتطلع نسيت انك هتفضل وحيد لأنك عمرك ما هتعرف تصارح حد بحقيقتك… غير هويتك زي ما انت عايز بس مهما عملت انت عمرك ما هتعرف تكون أسعد.
إظلام